دعوى ضدّ مجهول لإحراق جزر النخيل في طرابلس

لم تكتمل فرحة الطرابلسيين بافتتاح محميّة جزر النخيل أمام الزوار نهاية الأسبوع الماضي. ففي حادثة تُعدّ الأولى منذ إعلان الجزر محميّة عام 1992، اندلع حريق في البرج الخشبي المخصّص لمراقبة الطيور المهاجرة يوم الخميس الماضي.

لم يُصب أيّ من زوّار المحمية بأذى، ولم تتعرّض منشآت الجزيرة وأشجار النخيل لأيّ أضرار. لكنّ الحادثة، التي لم تشهد المدينة مثيلاً لها في عزّ أزماتها الأمنية، فتحت الباب واسعاً أمام ضرورة التشدّد في حماية المحميّة من أيّ اعتداءات، من خلال تعزيز الرقابة الأمنية فيها.

ومن المنتظر أن تتقدّم إدارة المحمية بدعوى يوم الإثنين المقبل ضدّ مجهول بجرم الإحراق العمد. لكن، بحسب المعطيات الأوّلية، فإن الحريق مفتعل. «المعتدون نفّذوا فعلتهم بحرفية من خلال صبّهم موادَّ حارقة على البرج الخشبي من الأعلى إلى الأسفل وإشعال النّار فيه قبل أن يتواروا عن الأنظار»، بحسب رئيس لجنة المحمية عامر حداد.

وأكد حداد عدم وجود كاميرات مراقبة في المحميّة لمعرفة المعتدين، مشيراً إلى أنّ الإمكانات المالية الضعيفة لدى اللجنة تحول دون تركيب كاميرات أو تعيين حراس «وبرغم أنّ أحد خبراء البيئة وضع قبل فترة كاميرا مراقبة في الجزيرة لمراقبة الطيور والحيوانات فيها، لكنّها للأسف احترقت أيضاً ولم نتمكن من الاستعانة بها لمعرفة الفاعلين».

واعتبر حداد أنّ «من غير المقبول أن تبقى جزيرة مساحتها لا تقلّ عن 200 ألف متر مربّع بلا رقابة ولا حراسة»، معتبراً أنّ «الحلّ الأفضل يكون من خلال تعزيز وجود الجيش اللبناني أو قوى الأمن الداخلي في المحميّة بشكل دائم».

اللجنة تواصلت مع وزارة البيئة والجيش اللبناني وقرّرت إغلاق المحميّة أمام الزوّار حتى نهاية الأسبوع المقبل، ومن المقرّر أن تشيّد برجاً جديداً بمساعدة الجهات المانحة والمنظمات البيئية.

وكان البرج الذي احترق قد شُيّد بدعم أوروبي لرصد الطيور المهاجرة التي تتخذ من الجزيرة نقطة رئيسية لها خلال هجرتها شتاءً أو صيفاً.

/الأخبار/

اترك ردإلغاء الرد