هل أخفقت الدراما المصرية في تعريف الأجيال الجديدة بسيد درويش؟
يتواصل في مصر عدد من الأنشطة والفعاليات الرسمية والشعبية، بمناسبة مرور مائة عام على رحيل «مجدد الموسيقى المصرية» سيد درويش، وسط تساؤلات حول دور الدراما المصرية في تعريف الأجيال الجديدة بسيد درويش. في حين قال نقاد إن «هناك (تقصيراً) في كتابة عمل يليق بسيد درويش».
وتنظم نقابة الصحافيين المصرية، مساء الأحد، احتفالية بعنوان «مئوية فنان الشعب»، يقدم فيها الفنان المصري على الحجار عدداً من ألحان وأغنيات درويش، كما تنظم اللجنة الثقافية بالنقابة أمسية شعرية وحلقة نقاشية.
كانت وزارة الثقافة المصرية قد أعلنت عن عدد من الفعاليات تشمل ندوات وحفلات ومعارض وثائقية وأفلاماً تسجيلية، عبر قطاعاتها المختلفة، ولا سيما «دار الأوبرا» المصرية، و«أوبرا» الإسكندرية، و«هيئة قصور الثقافة»، و«بيت الغناء العربي»، التابع لـ«صندوق التنمية الثقافية»، بهذه المناسبة، في إطار «الاحتفاء برموز مصر؛ تخليداً لذكراهم، وامتناناً بما قدَّموه، وبما يستهدف صون مفرداتنا الثقافية الزاخرة بكنوز الفن والمعرفة»، وفق بيان للوزارة.
وجسّد مسيرةَ سيد درويش عدد محدود جداً من الأعمال الفنية المصرية، أبرزها فيلم «سيد درويش»، إنتاج عام 1966، من بطولة كرم مطاوع، وهند رستم، ومسلسل «أهل الهوى» من إنتاج عام 2013، والذي جسّد فيه إيمان البحر درويش، حفيد الموسيقار، شخصية جده.
الناقد الفني المصري، طارق الشناوي، قال، لـ«الشرق الأوسط»، إن «سيد درويش بحاجة إلى عمل فني يركز على الجوانب الإبداعية في حياته، ويعيد تذكير الوجدان العام بموسيقاه وأغنياته المرِحة المُبهجة، ويبرز دوره في النهوض بالموسيقى العربية»، مشيراً إلى أن «الفيلم والمسلسل اللذين تناولا سيرته، ركّزا على فكرة الدفاع عنه من (تهمة إدمان المخدرات)، وتأكيد أن تلك (مكيدة) من قوات الاحتلال الإنجليزي للتخلص منه، في حين أن ما يهمُّنا هو مُنجزه الموسيقي في المقام الأول».
وأوضح الناقد الفني المصري، محمود عبد الشكور، لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك تقصيراً في كتابة عمل يليق بسيد درويش، فهو يمتلك سيرة قوية درامياً وفنياً وإنسانياً»، مؤكداً أنه «يشفق على من يتصدى لسيرة فنان مصري بحجم سيد درويش، بسبب تدخلات الورثة والأقارب، كما أن الإنتاج الفني سوف يكون مكلِّفاً جداً، سواء في الديكورات أم الملابس، حتى تنتج عملاً راقياً تاريخياً وغنائياً يليق بالرجل».
وسيد درويش لحّن النشيد الوطني المصري المعاصر «بلادي بلادي لكِ حبي وفؤادي»، وصاحب عدد من الأغنيات الشهيرة في مقاومة الاحتلال والروح الانهزامية، مثل «قوم يا مصري، مصر دايماً بتناديك». وتُوفي درويش عن عمر ناهز 31 عاماً.
