الذكرى ال٩٩ لتأسيس الجمهورية التركية
/نوال حبشي نجا _الرائد نيوز /
تحتفل جمهورية تركيا في ٢٩ تشرين الأول بالذكرى ال٩٩ لتأسيسها على يد “مصطفى كمال باشا” العلماني الذي ألغى الخلافة العثمانية وعمل على اللحاق بالغرب لتحديث تركيا وجعلها دولة عصرية تجاري الدول الغربية.
ولكن رغم محاولاته ومحاولات من أتى بعده إلاّ أنّ الدول الأوروبية التي حاربت الدولة العثمانية لم تسمح لتركيا بالانضمام للاتحاد الأوروبي. وكانت النظرة الدائمة إلى تركيا أنها البلد المسلم الذي يجب أن لا يلحق بالنادي المسيحي الأوروبي على رغم علمانية الدولة التركية أكثر من بعض الدول الأوروبية، مما سبب فشلًا كبيرًا للمشروع “الأتاتوركي”.
ومع هذا الفشل برز دور الإسلام السياسي الذي اكتسح الانتخابات التركية سنة ١٩٥٠ مع “عدنان مندريس” رئيس الحكومة آنذاك، الذي تم إعدامه سنة ١٩٦٠ على يد العلمانين المتعصبين المدعومين من قوى العسكر، ولكن الحياة السياسية استمرت خاصةً مع مجيء الراحل “نجم الدين أربكان” الذي استطاع أن يفوز في الانتخابات النيابية ويؤلف حكومة برئاسته سنة ١٩٩٧. ما مهد الطريق ل”رجب طيب أردوغان” للوصول لاحقًا إلى رئاسة الوزراء، ثم إلى رئاسة الجمهورية.
لقد لعب “رجب طيب أردوغان” دورًا ذكيًا ومفصليًا في حياة الدولة التركية، فقد استطاع بحكنته أن يزاوج ويعايش بين التيار العلماني والتيار الإسلامي مما هدأ من المشاكل السياسية في تركيا وأبعد العسكر عن القرار السياسي التركي، ثم استطاع أن ينقل تركيا إلى نوع من الطفرة التجاريّة والاقتصاديّة ما جعل منها دولةً اقتصادية مهمة، ومن النجاحات التي حققها “أردوغان” في السنتين الأخيرتين هو ذلك المد السياسي والعسكري في كثير من دول المنطقة منها: (أذربيجان، سوريا، الصومال، ليبيا، قبرص، البوسنة، ألبانيا) وأخيرًا النجاح اللافت في الحرب الروسية الأوكرانية التي استطاع بها أردوغان أن يحافظ على إمداد العالم بالحبوب الغذائية الأوكرانية(قمح وزيوت) بموافقة روسيا.
واليوم بعد ٩٩سنة من تأسيسها وصلت تركيا إلى مرحلة متقدمة جدًا في السياسة والاقتصاد بفضل سياسة الرئيس “رجب طيب أردوغان” والذي يتهيأ للانتخابات الرئاسية القادمة بعد عدة أشهر ومن المرجح فوزه فيها.
ونحن في لبنان على أعتاب عيد الاستقلال ال ٨٠ نجد أنفسنا وبلدنا وجمهوريتنا اللبنانية قد تأخرت ١٠٠ سنة إلى الوراء بفضل أنانية زعمائها وفسادهم وتبعيتهم للخارج…!
