مروان شربل : الطرح الأقرب لما يَحمله هوكشتاين !

يبدو أنّ البناء على المعلومات المُسرّبة عن لقاء الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود آموس هوكشتاين ليست دقيقة إنْ لم تكن من نسج الخيال، لكن الحشرية الإعلامية تنتهي دائماً إلى تحليلات قد تُصيب أحياناً وقد تُخطئ أحياناً كثيرة.

هذا الواقع يُوافق عليه الوزير السابق مروان شربل الذي يضيف هنا أنّ “هوكشتاين صحيح قد إلتقى وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فيّاض ومدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم ونائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، وشارك في عشاء السراي مع رئيس حكومة تصريف الاعمال إلياس بو صعب إلّا أنّه لم يطرح الحلّ الذي يحمله مع أيّ منهم، بإنتظار طرحه على رئيس الجمهورية أولاً وفق البروتوكول أولاً وعلى إعتبار أنّ الرئيس هو المُفاوض الرئيسي في ملف الترسيم”.

ولكن وزير الداخلية السابق يبني رأياً شخصياً حول “المُقترح الذي يُمكن لوهكشتاين أن يُقدّمه، ويقوم على القبول بإعطاء لبنان حقل قانا لكنّ التحفّظ سيكون على الخطّ المُتعرّج أيّ البلوك رقم 8 (وهو البلوك المسطح) الذي يمكن مرور الأنابيب عبره إلى أوروبا بسهولة لأن عدم مروره من هناك يُصعّب على الإسرائيلي عملية إستخراج الغاز .

ويؤكّد في حديثه ، أنّ “هذا الطرح لن يَقبل به الرؤساء الثلاثة الذين إجتمعوا اليوم قبل لقاء هوكشتاين مع رئيس الجمهورية لتحديد الجواب وتوحيده حول الطروحات المُحتملة التي يحملها الأخير, ومن المُحتمل أنْ يغادر هوكشتاين ليعود بعد 15 يوماً ويقول أنّ إسرائيل وافقت على الشروط اللبنانية لأن الأخيرة محشورة جداً كما أوروبا وعليها البدء بإستخراج النفط والغاز قبل شهر أيلول وبداية الخريف حيث أصبحت أوروبا بأمسّ الحاجة إلى الغاز بعد الحرب الروسية الأوكرانية”.

وبما أنّ “إسرائيل تهوى”، وفق تعبير شربل، “المراوغة لتقول بالنهاية إنها حاولت ودرست الأمور من كافة الجوانب وتوّصلت إلى أنّ هذا هو الحلّ الأمثل”.

وماذا عن موقف أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله من وقوف الحزب خلف الدول؟ وبنفس الوقت توزيع الإعلام الحربي لإحداثيات المنصات؟ يجزم بأنّ “الحزب بالطبع خلف الدولة، فلن تقبل الدولة أن تبدأ إسرائيل بالتنقيب ونحن نتفرّج من بعيد لذلك كانت الرسائل إننا لن نتفرج والكل متفق على ذلك الدولة والحزب على حدّ سواء”.

وإذْ يُجدّد القول، أنّ “الجميع محشور في أوروبا وإسرائيل وحتى لبنان وفق وضعه الصعب اليوم لذلك فإنّ الأمور يمكن أنْ تشهد حلولاً قبل شهر أيلول”.

وعن لقاء هوكشتاين ووزير الطاقة وليد فياض وما تناولاه حول الكهرباء، يلفتُ شربل إلى أنّ “الأخير أبلغ هوكشتاين والسفيرة الأميركية دوروثي شيّا أنه بصدد القبول بالهبة الإيرانية خصوصاً مع جمود الأمور بالنسبة لإستجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية، وقد كان الوفد الأميركي منزعجاً من هذا الطرح”.

وهل حقاً يمكن لرئيس الحكومة القبول بالهبة؟ يجزم بأنّ “الأمر يحتاج إلى مجلس وزراء ففي الهبات الكبيرة لا يُمكن لموافقة رئيسيْ الجمهورية والحكومة حسم الأمر بل يحتاج الوضع إلى مجلس الوزراء”، ويكشف أنّ “الأمر مُتعلق بالصندوق الدولي الذي يشترط الإصلاحات أيّ إقرار القوانين الإصلاحية، وهو ما حاول هوكشتاين توضيحه .

 وهل سيتمّ إنتخاب رئيس للجمهورية أيضاً في أيلول وقبل 31 تشرين الأول؟ يقول: “إذا جاء موعد 31 تشرين ولم ينتخب مجلس النواب رئيساً جديداً ليتحمل المسؤولون الوضع الإمني، فماذا ينتظرون في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها الجميع هل ينتظرون أن تتفق الدول على الرئيس؟ إذا لماذا نسمي نفسنا دولة .

وهل أصبحت الحكومة وراءنا مع إقتراب موعد المهلة الدستورية لإنتخاب الرئيس؟ يُوضح شربل أنه “وفق الدستور يُمكن تشكيل الحكومة وإجتماع مجلس النواب لمناقشة بيانها قبل 10 أيام فقط من إنتهاء ولاية الرئيس ميشال عون ، ففي الأيام العشرة الأخيرة فقط يتحوّل المجلس إلى هيئة ناخبة .

/ ليبانون ديبايت /

اترك ردإلغاء الرد