الفرزلي في مذكّراته المقبلة: أصوات الشيعة أسقطتني في الانتخابات

خلال عملية فرز الأصوات في سرايا جب جنين، عن دائرة البقاع الأوسط، تبيّن وجود صندوق اقتراع نُقِل من سوريا، يضمّ أصواتاً اقترعت للمرشّح إيلي الفرزلي.

أثار هذا الأمر استغراب رئيسة لجنة القيد القاضية سحر الحاج التي شكّت في إمكانية وجود تزوير وأمرت بإلغاء نتائجه. وعند تسلّم القاضي المناوب عنها أمر بإعادة الفرز، وهو ما أثار لغطاً استدعى تدخّلاً قضائياً لمصلحة الحاج، على اعتبار أنّه لا يمكن لقاضٍ أن يلغي قرار قاضٍ سبق أن أصدر قراره.

هذه القصّة سيحفظها الفرزلي ليرويها حتماً حين يشرع في كتابة الفصل الأخير من مذكّراته، التي كان عنوان جزئها الأوّل: “أجمل التاريخ كان غداً”.

المرشّح الذي ناصر النظام وتنقّل عبر الشاشات مدافعاً شرساً عنه، لم يحسب أنّ حسابه سيكون في صندوق الاقتراع. ربّ قائل من أصدقائه إنّ الفرزلي أخطأ يوم فكّر في الترشّح مجدّداً. ظنّ الرجل أنّ “الثنائي الشيعي” لن يخذله، وأنّ أصوات الشيعة ستمنحه فوزاً يأمله، وأنّ انقلابه على جبران باسيل، واصطفافه إلى جانب “شباب” أهل السنّة في منطقته، ضدّ “العهد”، سيجعله في مأمن عن “سيوف” الناخبين. لكن صبّت الأصوات في الوجهة التي لا يشتهيها الفرزلي، فضلاً عن إحجام السُنّة عن الاقتراع وعدم تجاوز الأصوات الشيعة عتبة مئات الأصوات .ويقول أحد العارفين أنّ الفرزلي تلقّى وعداً بأن ينال 1500 صوت شيعي، لم يصله منها إلى 239 في صندوق الإقتراع.

فهل هو خطأ في التكتيك أو كان مقصوداً؟

تفيد مراجعة بسيطة للأصوات أنّ خسارة الفرزلي يتحمّل المسؤوليّة عنها حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لم يخصّص له نسبة من الأصوات خشية أن يؤثّر ذلك على مرشّحه أو أنّ الماكينة الانتخابية لم تلتزم بقرار زعيمها.

في إحدى مقابلاته التلفزيونية جزم نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي أنّ نتائج الانتخابات النيابية ستعيد فرز النواب ذاتهم في مجلس النواب. بدا ابن البقاع الغربي، على يقين غير قابل للنقاش من أنّ الانتخابات ستُعيده نائباً إلى الندوة البرلمانية. لكنّ صناديق الاقتراع خذلته فأسدلت الستار على حقبة عمله النيابي والمنصب الذي شغله مرّات عدّة في تاريخه السياسي منذ العام 1992.

نالت لائحة “الغد الأفضل” لتحالف الثنائي-التيار أربعة حواصل، لكنّ فوز “سهلنا والجبل” لقوى التغيير بحاصل واحد بفضل أصوات المغتربين تسبّب بخسارة النائب إيلي الفرزلي لأنّه الأخير في اللائحة من حيث عدد الأصوات. تدنّي الأصوات التي نالها الفرزلي مردّه وفق المعلومات إلى تخلّف برّي عن الالتزام بوعده بمنحه أصواتاً تفضيلية، لكن سواء صحّ الوعد أم كان كلاماً وحسب، فالنتيجة واحدة، وهي أنّ الخلل في توزيع أصوات الناخبين الشيعة خسَّر الفرزلي. فإمّا أنّه سوء تقدير أو أنّ الثنائي تقصّد تصفيته في صناديق الاقتراع في معركة كان عنوانها “يا ربّ نفسي”.

/أساس ميديا/

اترك ردإلغاء الرد