سقوط معارك تزوير المقاعد الأخيرة

في معركة المقاعد الأخيرة، استشرست القوى السياسية في محاولة الحصول على مقعد إضافي أو منع طرف آخر من الحصول عليه، حتى لو لم يكن في صالحها. استشراس يصل إلى حد استعمال كل الوسائل من تزوير وإخفاء صناديق اقتراع أو إلغائها.

اللافت أن معظم محاولات التزوير، حدثت في صناديق الاقتراع القادمة من بلاد الاغتراب، ربما بسبب المراحل العديدة التي تمر بها والتي تتيح الغش عند أي مرحلة منها، أو بسبب سهولة إلغاء أحد الصناديق لمجرد وجود صوت إضافي لا يجدر به أن يكون داخل الصندوق.

أكثر محاولات التزوير التي شهدتها مرحلة الفرز هي في دائرة الجنوب الثالثة، قضاء حاصبيا، حيث حاول “الثنائي الشيعي” منع فوز فراس حمدان، مقابل إنجاح مرشحهم المصرفي مروان خير الدين عبر إلغاء صناديق اقتراع قادمة من فرنسا وقطر، كذلك في المتن حيث تحاول “القوات اللبنانية”، بحسب ما يتناقله ناشطون في مواقع التواصل، منع وصول جاد غصن إلى البرلمان، رغم أن نجاحه ليس على حساب مرشحها.

وفي جب جنين، بذلت الممانعة محاولات عديدة لإنجاح إيلي فرزلي، فقد تداول ناشطون أن الثنائي أتى بصندوق اقتراع من سوريا صب كله لصالح الفرزلي، وحصل الفرزلي من الصندوق الآتي من سوريا على 800 صوت بينما لا يتخطى عدد الناخبين في سوريا في دائرة البقاع الغربي وراشيا الثلاثمئة ناخب.

تتبادل أحزاب السلطة التقليدية التهم بالتزوير والتدخل في الانتخابات، حيث تتهم “القوات”، النائب فريد الخازن، بالتزوير في كسروان جبيل، ويتهم “التيار الوطني الحر”، “القوات”، بالتزوير للحصول على مقاعد إضافية، كما اتهم ناشطون النائب عن “القوات” ملحم رياشي بالتدخل لدى القاضية سارة بريش بعدما اتخذت قراراً بإلغاء قلم سن الفيل الرقم 4 وتراجعت عن قرارها بعد تدخل رياشي.

جمهور “حزب الله” الذي ينفي اتهامات التزوير، زاعمين أنه ليس بحاجة إلى تزوير كي يفوز في الانتخابات، يرى أن المعارضة ترحب بالصناديق القادمة من فرنسا وقطر والإمارات مثلاً، وتعترض على الصناديق القادمة من سوريا. وتعتبر بلدان أوروبا الغربية عدا ألمانيا، الولايات المتحدة، كندا وأوستراليا ودول الخليج، أصواتاً تصب في غالبيتها لصالح معارضي “حزب الله”، بينما تؤيده غالبية الأصوات القادمة من أفريقيا وألمانيا.

اترك ردإلغاء الرد