يوم السلام العالمي.. حضر الجميع إلا سلامًا

/زائدة الدندشي-الرائد نيوز/

 

لا يخلو عقد من الزمن إلا ونشهد اتفاق سلام بين الدول العربية والأجنبية تُطبَّق كل بنودها إلا بند السلام.

أُطرِبت آذاننا بمفاهيم عن تعريف للسلام العالمي أو السلم العالمي فقالوا لنا: إنه هو حالة من الاستقرار والأمان بين الشعوب، يتمثل في عدم حدوث اعتداء أو عنف مادي أو معنوي على مستوى العالم وإنما يتم حل النزاعات بغير الحروب والصراعات العسكرية عن طريق الحوار وتحكيم قيم الحق والعدل. إذا تأملنا التعريف السابق فهو لا ينطبق على عصرنا عصر المصالح والسلاح النووي وصفقات البيع والشراء -طبعًا بيع وشراء الشعوب التي لا تملك قرارها-. كتب التاريخ التي درسناها شاهدة على معاهدات سلام لا تعد ولا تحصى كانت سلامًا على غيرنا ولم نلق إلا لهيبها. هل يذكر أحدنا متى باتت الشعوب العربية مجردة من قرارها حتى في وقت سِلمها؟

 

لنستذكر أهم الاتفاقيات العالمية للسلام وأثرها على الشعوب

 

اتفاقية كامب ديفيد “السلام الضائع” 

 

عقدت الاتفاقية بين ثلاثة رؤساء هم: الرئيس الأميركي جيمي كارتر، والمصري أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن بنودها طنانة ورنانة، ولكن لم يمعن النظر فيها فهي كانت لصالح إسرائيل وليس مصر، وتأمل يرعاك الله أن السلام الدولي يجب أن يعم كل الأطراف اقتداءً بقيم العدل لكن أهل العدل تنازلوا عنه.

في مذكرات وزير الخارجية المصري محمد إبراهيم كامل الذي استقال عقب توقيع الاتفاقية عام 1979 يقول: ما جاءت به الحرب ذهبت به السياسة أدراج الرياح. قال لي الرئيس أنور السادات أنه يريد توقيع الاتفاق ليرغم إسرائيل أن تدفع ثمن كل قطرة نفط أخذوها من أراضينا، لكن للأسف بعد توقيعه الاتفاق لم تحصل مصر على “سنت” واحد.

اتفاقية أسلو: كلام معسول وحبر على ورق

 

وقعت الاتفاقية بين الاحتلال الإسرائيلي (رابين) ومنظمة التحرير الفلسطيني (عرفات) في واشنطن عام 1993، تضمنت كما سابقاتها وعودًا بحكم ذاتي للشعب الفلسطيني على جزء من أرض فلسطين، وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ووو.

بينما في المقابل، لم يشمل الاتفاق تشكيل دولة فلسطينية، ولم يضمن للفلسطينيين ممارسة حرِّيتهم بالشكل الطبيعي وعطل حق الفلسطينيين في تشكيل جيش خاص بهم، ولا يُسمَح لهم بامتلاك أسلحة دون إذن دولة الاحتلال.

لنترك الماضي ولا نبكي على أطلاله كما نفعل دائمًا، ولنرى عصرنا الحديث.. هل يزورنا السلام يومًا أم يبقى غائبًا؟

جاء الربيع العربي رغبة من الشعوب النائمة بالحرية، فاستغلت الدول العالمية شرارة الربيع لمصالحها الخالصة. بالظاهر تؤيد حق الشعوب في حرياتهم وتستميل رؤساءهم لما يخدمها، فإذا نظرنا لتونس، وليبيا، ومصر، واليمن وآخرها في سوريا ماذا حقق الحكام وأي سلام يؤمنون به ويرتضونه؟

السلام لا يأتي إلا “بالحرب”

يقول ريتشارد فون السياسي الأميركي “لم يعد من الممكن تصوير ملاك السلام الجديد كسيدة ساحرة لكنها عاجزة وبيدها غصن الزيتون، ولكن كرجل، مع سيف ناري وقلب من الفولاذ، ومحاربة الشيطان لاستعادة سلام السماء وحمايته”.

هكذا يجب تحقيق السلام على الأرض أيضًا فثمن السلام أرواح تضحي للأجيال القادمة كي لا تتعلم الخنوع، بل يخرج من رحمها قادة.

 

اترك ردإلغاء الرد