قادة العالم يجتمعون مع تصاعد الأزمات الدولية أهداف التنمية المستدامة مُلزمة وليست اختيارية

 

/ترجمة زائدة الدندشي-الرائد نيوز/

 

الشعور بالإحباط إزاء الهيئة العالمية يتزايد مع بقاء مجلس الأمن مشلولاً فيما يتعلق بالمسائل الرئيسية، بينما يمثل الجنوب العالمي تمثيلاً ناقصًا

تعقد هذا الأسبوع في نيويورك الدورة ال 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهى أكبر تجمع سنوي لقادة العالم ودبلوماسيين رفيعي المستوى، وسط أزمات دولية عدة.

وسيشهد هذا الحدث، الذى غالبًا ما يشار إليه ببساطة باسم الجمعية العامة للأمم المتحدة، قيام رؤساء وملوك ووزراء بمخاطبة العالم من خلف الرخام الأخضر المشهورة في قاعة الأمم المتحدة بينما يتدافع مسؤولون من المستوى الأدنى على الهامش لعقد الصفقات وبناء العلاقات.

وموضوع هذا العام هو “استعادة الثقة وإعادة إشعال التضامن العالمي”، ولكن مصداقية الأمم المتحدة تقوضها حاليًا الصراعات الجيوسياسية والانقسامات والشلل في مجلس الأمن، مع استمرار الأزمات الاقتصادية والإنسانية وتلك المتعلقة بالمناخ.

وقال ستيوارت باتريك، الباحث الأقدم في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، “إن الفجوة بين الطلب على التعاون الدولي وعرضه آخذة في الاتساع… لقد فشلت الأمم المتحدة، سواء لأنها لم تعد مناسبة للغرض أو لأن الدول الأعضاء فيها لا تثق ببعضها البعض.”

ولأسباب مختلفة، يختار أربعة من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الذين يتمتعون بحق النقض (الفيتو) تخطي الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام، حيث ترسل الولايات المتحدة رئيسها فقط.

قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان إن الرئيس جو بايدن سيعالج مجموعة من القضايا، بما في ذلك حشد الموارد المالية للجنوب العالمي، وتحفيز التعاون لمعالجة أزمة المناخ وتعزيز الدعم العالمي لأوكرانيا.

وفي خضم الفجوة الآخذة في الاتساع بين البلدان الغنية والفقيرة، أعرب دبلوماسيون يمثلون أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، على نحو متزايد، عن إحباطهم إزاء حجم الاهتمام الذي تحظى به أوكرانيا مقارنة بالأزمات العالمية الأخرى.

من المتوقع أن يحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شخصيًا لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة يوم الثلاثاء، وسيمثل أمام مجلس الأمن في اليوم التالي. ومن المتوقع أن يحضر وزير الخارجية الروسي الاجتماع نفسه.

وقال ريتشارد غوان، الذي يشرف على الدعوة التي تبذلها مجموعة الأزمات في الأمم المتحدة، لصحيفة “ذا ناشونال”، إن الرئيس الأوكراني يريد اغتنام هذه الفرصة لمناقشة تعطيل روسيا لمبادرة الحبوب في البحر الأسود وتهديد الأمن العالمي.

“إذا استخدم اللهجة المناسبة وأظهر الاحترام لمخاوف القادة غير الغربيين، فقد يخفف بعض التوترات المحتملة في الأمم المتحدة”.

“ان الشعور السائد في نيويورك هو أن الوقت قد حان، حتى بين البلدان المتعاطفة عمومًا مع أوكرانيا، من أجل السعي إلى حل دبلوماسي للصراع عاجلاً لا آجلاً.” وإذ يتوقع أن يكون أكثر من 140 زعيمًا عالميًا في مدينة نيويورك، سيحرز الدبلوماسيون أيضًا تقدمًا في أهداف التنمية المستدامة.

وهذه الأهداف السبعة عشر، التي حددت لمكافحة تغير المناخ والقضاء على الفقر وتعزيز النمو الاقتصادي بحلول عام 2030، تقف حاليًا عند منتصف الطريق، ومع ذلك فإن التقدم المحرز في تحقيق هذه الأهداف يبدو معرضًا للخطر بشكل متزايد.

وفقًا لتقرير هذا العام حول الأهداف، فإن تداعيات أزمة المناخ، والصراع في أوكرانيا، والاقتصاد العالمي الهش والآثار المستمرة لجائحة كوفيد-19 تبطئ التقدم.

ويسلط التقرير الضوء على أن 15 في المئة فقط من أهداف التنمية المستدامة في طريقها إلى تحقيق الأهداف في العقد المقبل.

“وهذا يعكس إلى حد كبير عدم اكتراث كثير من الحكومات بمعالجة هذه القضايا.

ينبغي على المسؤولين التوقف عن النظر إلى أهداف التنمية المستدامة على أنها اختيارية، والنظر إليها على أنها حقوق حيوية وملزمة.”

قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد لأعضاء مجلس الأمن يوم الخميس إن إحراز تقدم بشأن أهداف التنمية المستدامة يتطلب المشاركة النشطة من جانب القطاع الخاص، وأضافت أنه “يجب على القطاع العام تسخير خبرة القطاع الخاص وترجمتها إلى عمل”.

وفي الوقت نفسه، قالت سفيرة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة لانا نسيبة، إن الشراكات بين القطاعين العام والخاص التي كانت ذات يوم إضافات مفيدة أصبحت الآن حاسمة الأهمية للعمل الإنساني.

وأضافت نسيبة “إنه على مدى العقد الماضي، دأبت الإمارات العربية المتحدة على تطوير “منصة رقمية لدعم قدرة الحكومة على تسخير الدعم الدولي بشكل أفضل في أعقاب الكوارث الطبيعية”.

وأضافت أن الإمارات أنشأت أيضًا مركزًا رئيسيًا للخدمات اللوجستية الإنسانية، وتعمل مع وكالات الأمم المتحدة والشركات الخاصة على تطوير تكنولوجيات جديدة للوصول إلى المحتاجين.

وسيستضيف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اجتماعات وزارية تحضيرية لقمة المستقبل، التي ستعقد خلال افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ووفقًا للأمم المتحدة، فإن هذا الحدث “سيبنى على قمة أهداف التنمية المستدامة ويبث روحًا جديدة في النظام المتعدد الأطراف حتى يتمكن من الوفاء بوعود ميثاق الأمم المتحدة وخطة عمل 2030”.

/مترجمًا عن: ذا ناشونال نيوز/

اترك ردإلغاء الرد