وأخيراً ظهور Les Misérables…في طرابلس!

/رائد الخطيب- رئيس تحرير الرائد نيوز/

والله هناكَ من “البوستات” الفايسبوكية، الملفتة ولو أنّها غير مضرّجةً بالفكاهة، الجاذبة ولو أنّ أصحابها لا يجيدون حياكة القواعدِ العربية والنحوية، الموجعة ولو أنّ من كتبها لا يقصدُ مجلساً للعزاء، المبكية ولو أنّ أهلها يضحكون،…

بإمكان “بوست” عذري الغاية والهدف، عفوي المقصد، متحررٌ من الأدبيات الكتابية، متسامحٌ في جمهور الاعجاب، إذ لا يهمه حصادُ في إشارات “Like”، أو في عدد التعليقات “Comment”، بإمكان هذا البوست أن يأسركَ أو يجعلكَ تتفيأُ ظلاله، أو يرسلكَ إلى أقرب منهلٍ تاريخي أو روائي، لتطابق اليوم مع الأمس، أو ربما ليصنع منكً رجلاً صاحبَ فراسة، فتطابق وتتبع سلالة البوست من خلال الأصل الجيني الوراثي DNA.

بكل صراحةٍ، لفتني اليوم بوست البؤساء، ببساطته وصورهِ، بوست كتبه كبار السن في باب التبانة، أفقر بقعة جغرافية ليس في طرابلس فحسب بل في لبنان والشرق الأوسط، بوست يدل على حجم الفاجعة التي أحدثتها عصابات السرقة والتشليح المالي، في هذه السنوات الأربع، يكاد لا يمر يوم دون انحدار عائلة من الطبقة المتوسطة إلى الطبقة الفقيرة، يكاد لا يمر يوم دون حالات انتحار، دون حوادث لا تبدو مفهومة، ولكن ظاهرتها باتت عامة، وبالتالي كلها مرتبطة بحالات البؤس.

بوست أبناء باب التبانة
جاء في بوست البؤساء “عقدت الهيئة الإدارية للبوئساء إجتماعا في حارة الملاحية بشكل طارئ وناقشت الأوضاع في الوطن وأصدرت القرارات التالية خدمة للوطن والمواطن
أولاً: أنتخاب رئيس جمهورية
ثانياً: منع السلاح المتفلت
ثالثاً: نحذر العدو الإسرائيلي من أي إعتداء على هذا الوطن لأن بوئسائه جاهزين للرد عليه وبقسوة وسنلقنه درساً لن ينساها.
عاش لبنان سيدا حرا عربيا مستقلا”.

البؤساء: هيغو
لقد كتب الروائي فيكتور هيغو، في فرنسا 1862، روايته الرائعة، البؤساء أو البائسون (بالفرنسية: Les Misérables)‏ وتعد من أشهر روايات القرن التاسع عشر، حيث يصف هيغو وينتقد في هذا الكتاب الظلم الاجتماعي في فرنسا بين سقوط نابليون في 1815 والثورة الفاشلة ضد الملك لويس فيليب في 1832. إنه يكتب في مقدمته للكتاب: “تخلق العادات والقوانين في فرنسا ظرفًا اجتماعيًا هو نوع من جحيم بشري. فطالما توجد لا مبالاة وفقر على الأرض، كتب كهذا الكتاب ستكون ضرورية دائماً”.

تصف البؤساء حياة عدد من الشخصيات الفرنسية على طول القرن التاسع عشر الذي يتضمن حروب نابليون، مركزةً على شخصية السجين السابق جان فالجان ومعاناته بعد خروجه من السجن.

تعرض الرواية طبيعة الخير والشر والقانون في قصة أخاذة تظهر فيها معالم باريس، الأخلاق، الفلسفة، القانون، العدالة، الدين وطبيعة الرومانسية والحب العائلي. لقد ألهم فيكتور هيجو من شخصية المجرم/الشرطي فرانسوا فيدوك ولكنه قسم تلك الشخصية إلى شخصيتين في قصته.

اترك ردإلغاء الرد