لماذا تستهدف إسرائيل سوريا في كل مرة؟

تعرض محيط دمشق لغارات إسرائيلية في وقت مبكر من فجر الإثنين 7 آب 2023، حيث سمع دوي انفجارات في محيط المدينة، أسفرت عن مقتل أربعة عسكريين سوريين ومقاتلان اثنان مواليان لإيران. واستهدفت الغارات مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة في محيط دمشق. وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل سوريا، ومحيط دمشق بشكل خاص. فما خلفية هذه الضربات المتكررة ؟

خلال الأعوام الماضية شنت اسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا طالت مواقع للجيش السوري وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني. ونادرا ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنها تكرر أنها ستواصل تصدّيها لما تصفها بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا. وشملت هذه الضربات مطار دمشق ومطار حلب وأخرجتهما في عديد المرات عن الخدمة لفترات قصيرة.

تخوفات إسرائيل من إيران وحزب الله

تحدث هذه الغارات كجزء من الصراع الإقليمي المستمر والتوترات بين إسرائيل وإيران وحزب الله، والتي امتدت إلى الأراضي السورية. إذ تقوم إسرائيل بتنفيذ هذه الضربات الجوية لمنع تحسين قدرات إيران وحزب الله العسكرية ومنع نقل أسلحة وذخائر إلى الأراضي السورية وللتصدي للتهديدات التي تشكلها هذه الجماعات على أمن إسرائيل.

وتعدّ طهران داعما رئيسيا لدمشق، وقد أرسلت منذ سنوات النزاع الأولى مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضد الفصائل المعارضة والجهادية التي تصنفها دمشق “إرهابية”. كذلك، يقاتل حزب الله، المدعوم من طهران، في سوريا إلى جانب قوات النظام بشكل علني منذ العام 2013.

تعتبر إسرائيل حزب الله تهديدا أمنيا بسبب قدرته على إطلاق هجمات على إسرائيل وتكتيكه القتالي في لبنان والمنطقة.

ولدى إيران أيضا تاريخ من التوترات مع إسرائيل التي تعتبرها مؤيدا وممولا لحزب الله وجماعات أخرى في المنطقة. وكما ترى إسرائيل أن إيران تهدف إلى نشر نفوذها في المنطقة وتقديم الدعم لجماعات مسلحة تستهدفها بدرجة أولى. بما في ذلك، نشاط إيران و حزب الله في سوريا وتخزينهما للذخائر والأسلحة في محيط دمشق وهو ما دفعها بشن غارات جوية على المنطقة فجر الإثنين 7 آب 2023.

كما يعود هذا التخوف أيضا إلى القلق من برنامج إيران النووي والمخاوف من أن إيران قد تحصل على الأسلحة النووية، مما قد يعزز التوترات ويهدد أمن إسرائيل.

/مونت كارلو/

اترك ردإلغاء الرد