طائفة “البهرة” بين مصر واليمن والحلم المنشود
استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، يرافقه أنجاله الأمير جعفر الصادق عماد الدين، والأمير طه نجم الدين، والأمير حسين برهان الدين، وذلك بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، والسيد مفضل محمد حسن علي، ممثل السلطان بالقاهرة.
من هم طائفة البهرة؟
/إعداد زائدة الدندشي-الرائد نيوز/
طائفة البهرة هي واحدة من أشهر الطوائف الإسلامية المنتمية للشيعة، يوجد عدد من أتباعها فى مصر، وهى إحدى الطوائف الشيعية الإسماعيلية التى انتصرت لإمامة أحمد المستعلي الفاطمي ضد أخيه نزار المصطفى لدين الله، وحدث ذلك بعد وفاة والدهما الخليفة المستنصر بالله الفاطمي سنة 487 هـ.
كما أن البهرة يوحدون أيضاً في اليمن وعدة مناطق أخرى.
وقد ورد في القرآن الكريم أن جدلية الأتباع والمتبوعين قديمة العهد حيث وردت في قوله تعالى: “إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ( (البقرة: 166). وکذا کانت البهرة، فهم المتبوعون الذين اتبعوا دعاتهم حتى أضلوهم السبيل، وحتى أصبحت طائفتهم – والتي تتضح فيها کل خصائص الأقليات- الأکثر عزلة عن غيرهم من الفرق الإسلامية الأخرى وبالرغم من كل محاولات التغيير الفردية إلا أن مصيرها كان التغريب في المجتمع أو التنكيل أو القهر؛ ومن ثم باتت الطائفة المستضعفة.
وينقسم البهرة إلى فرقتين: “البهرة الداوودية” نسبة إلى قطب شاه داوود، وينتشرون فى الهند، وباكستان، منذ القرن العاشر الهجري، وداعيتهم يقيم فى “بومباي”، و”البهرة السليمانية” نسبة إلى سليمان بن حسن، وهؤلاء مركزهم فى اليمن حتى اليوم .
لم تلق البهرة (المستعلية في مصر) قبولاً لدى المصريين مثلما کانت الإسماعيلية المذهب الأم؛ وذلك لطبيعة نفور المصريين من الغلو، الذي نال سخريتهم اللاذعة والمتوارثة حتى اليوم من الفاطميين.
قام هذا المذهب على افتراضات أيديولوجية ليس لها أي أساس من الصحة، فحقيقة إمامهم الذي ينتسبون إليه هو محض خيال لا تؤکده أية حقيقة تاريخية، أضف لذلك حقيقة نسبتهم إلى آل البيت التي ظلت أيضًا مثار شك.
إن سبب بقاء البهرة حتى اليوم تبرره عدة عوامل، منها ما هو مذهبي تحكمه عاطفة محبة آل البيت، والآخر يرجع إلى أسباب اقتصادية؛ حيث يُشهد لهم اليوم بالرخاء الاقتصادي، ومنها ما هو قهري اضطراري؛ حيث إنه غير مسموح للبهري على الإطلاق بمغادرة المذهب حتى ولو کان إلى الزيدية أو غيرها من مذاهب الشيعة الأخرى.
أجبرهم انعزالهم على الدوران في فلك دعاتهم معنويًا وفعليًا دون أدنى أمل في التغيير أو الثورة، والتي مصيرها دومًا الفشل، لنفوذ وسلطة وسطوة الدعاة، وخوف البقية.
أما على مستوى الفروع والأصول ابتدع البهرة منها ما لم يکن موجودًا من قبل الدولة الفاطمية، فهم يصلون الآن صلوات جديدة، وزکاتهم بمصارف جديدة، ويصومون ويحجون بطرق مستحدثة.
جدير بالذكر أن أغلب الفتاوى السنية حرمت التزوج من نساء “البهرة”، وكذلك تحريم تزويج رجالهم، إذا يعتبرونها فرقة باطنية تخالف أصول الإسلام وتهدمها، ووصفت دار الافتاء فى فتوى ثانية طائفة البهرة بأنها “فرقة خارجة عن الإسلام، وحكمهم في التعاملات نفس حكم المشركين فى عدم جواز أكل ذبائحهم، وعدم جواز الزواج من نسائهم”.
أخيرًا، مازال يراود البهرة الحنين القديم إلى موطنها الأصلي الذي نشأت فيه وخرجت منه وهو مصر ثم اليمن. فهي وإن کانت لا تزال موجودة باليمن ولزعمائها سلطة واسعة هناك، فإن محاولاتهم الوجود والبقاء في مصر کمذهب وکيان باءت بالفشل، رغم تودد سلطانهم للسلطة في مصر، واهتمامهم بترميم بعض آثارهم الدينية ومساجدهم، وأصبحت مصر لديهم هي موطن آثارهم الدينية وعتباتهم المقدسة والحلم المنشود.