مرضى سرطان سوريون يطالبون السلطات التركية بالسماح لهم بالعلاج

توفي ثالث طفل مصاب بمرض السرطان في المناطق المحررة شمال غربي سوريا، بعد أن أطلق العشرات من مرضى السرطان في منطقة تابعة للمعارضة السورية اعتصاماً احتجاجياً، يوم السبت، للضغط على تركيا المجاورة للسماح بدخول المرضى ومرافقيهم والحصول على العلاج الطبي.
وجاءت الحملة بعد امتناع السلطات التركية عن السماح لمرضى السرطان، بتلقي العلاج داخل أراضيها، منذ تاريخ فبراير (شباط) الماضي، مما أدى إلى تفاقم حالة المرضى، وبالتالي ازدياد عدد الوفيات بينهم أطفال، بينما تتغاضى السلطات التركية لنداءات الأهالي في الشمال السوري، بالإضافة إلى امتناعها عن إدلاء أي تصريح توضح أسباب منع دخولهم الأراضي التركية، بحسب المرصد السوري.
وقال مصدر محلي لـ«بلدي نيوز»، الأحد، إن الطفل «سليمان نشأت عيسى» توفي السبت في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، بعد معاناة كبيرة مع مرض السرطان.
ولفت المصدر إلى أن ذوي الطفل لم يتمكنوا من الحصول على موافقة من الجانب التركي، لإدخال طفلهم إلى المشافي التركية بغية تلقيه العلاج المخصص فيها. وأوضح أن علاجه في المناطق المحررة كان مستحيلاً، بسبب عدم توفر مراكز وأجهزة وجرعات خاصة لعلاج مرضى السرطان في المنطقة.
من جهتها، أشارت وكالة الأنباء الألمانية، إلى أن الاعتصام سيستمر إلى أن يتم السماح لمرضى السرطان بتلقي العلاج في المستشفيات التركية، بسبب نقص الأجهزة والكوادر الطبية المختصة في مجال الأمراض السرطانية في مناطق الشمال السوري.
وقال شهود عيان إن المتظاهرين نصبوا خياماً وأسّرة لاعتصامهم المفتوح عند معبر باب الهوى الحدودي، البوابة الرئيسية للمساعدات الإنسانية لشمال غربي سوريا. وقال حسين عبد الكريم لوكالة الأنباء الألمانية: «أعاني من سرطان الدم وإذا لم أحصل على العلاج، فسوف تتدهور صحتي. وضعي بائس».
الزلزال توقيت فارق
وأوضح المرضى أن تركيا توقفت عن استقبالهم لتلقي العلاج، منذ أن ضرب زلزال هائل المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا في (شباط) الماضي. وقال حسن العلوي وهو أب لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات يعاني من سرطان الدماغ: «ندعو تركيا إلى فتح الحدود. باب الهوى هو المعبر الوحيد بالنسبة لنا، وإذا لم تفتح تركيا الحدود ستنتكس حالة ابني ويموت».
من جانبه، قال د. زهير قراط، مدير الصحة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، إن 20 في المائة من العدد الإجمالي لمرضى السرطان في المحافظة هم من الأطفال. ويوجد في إدلب مركز سرطان واحد غير ربحي تدعمه الجمعية الطبية السورية الأميركية، لكنه يقدم فقط العلاج الكيميائي لعدد صغير من المرضى.
يشار إلى أنه تم بعد الزلزال السماح لـ259 مريضاً بالسرطان، كانوا في وقت سابق قد خضعوا للعلاج داخل تركيا، بدخولها مرة أخرى، بحسب الدكتور بشير إسماعيل، مدير البرنامج الصحي في معبر باب الهوى. لكنه قال إن هناك 600 حالة جديدة تحتاج بشدة إلى السماح لها بدخول تركيا لتلقي العلاج.
/الشرق الأوسط/