هل يُطرَد بو صعب من التيّار؟!

ربما اقتربت ساعة الحسم في التيار الوطني الحر لفصل نائب رئيس المجلس النيابي النائب الياس بو صعب من التيار، عقب الخلافات التي نشبت خلال التصويت في جلسة المجلس النيابي الأخيرة، التي خُصصت لانتخاب رئيس الجمهورية. فقد انفرد بو صعب بالقرار وصوت للوزير السابق زياد بارود، وحصلت خلافات حول كيفية تصويت أعضاء آخرين لمرشحين غير المرشح الذي تبنى التيار التصويت له، أي الوزير السابق جهاد أزعور.

عضو في التيار
خلافات التيار مع نائب المتن ليست جديدة. وحتى الموظفين في إدارات الدولة من المحيطين ببو صعب على خلاف دائم مع الموظفين من أعضاء التيار الوطني الحر والمقربين من رئيس التيار جبران باسيل. ويتعاملون مع بعضهم كأنهم في تيارين مختلفين. وحتى تقارب بو صعب مثله مثل النائب ابراهيم كنعان، من رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، يجعلهما محط انتقاد من عونيين كثر، في ظلّ الخلافات بين باسيل وبرّي. كما أن بو صعب يعرف عن نفسه بأنه مستقل ولا يملك بطاقة عضوية في التيار. ويشدد أنه حليف التيار وعضواً في التكتل النيابي وليس منتسباً للتيار. لكن بعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بدأ التداول في التيار بقضية امتلاك بو صعب بطاقة عضوية في الحزب.
مصادر مطلعة أكدت لـ”المدن” أن بو صعب ينتمي عضوياً للتيار ولديه بطاقة حزبية منذ مدة طويلة. بينما النائب الوحيد في الكتلة النيابية للتيار، الذي ليس لديه بطاقة حزبية هو النائب فريد البستاني. والأخير يشهر هذا الأمر ويعرف عن نفسه بأنه حليف التيار. أما بو صعب فهو عضو في التيار وكان يفترض أن يلتزم بقرار التيار، عندما تقرر الاقتراع لجهاد أزعور. فحينما خالف أعضاء بالتيار توجهات باسيل بالانتخابات النيابية كان مصيرهم الطرد. وما يسري عليهم يفترض أن يسري على بو صعب عندما خالف رأي التيار وصوت للوزير السابق زياد بارود.

باسيل يسأل النواب
وتضيف المصادر، عندما انتهت جلسة انتخاب رئيس الجمهورية جمع باسيل النواب لمعرفة كيفية تصويت كل واحد منهم. فقبل الجلسة لم يكن محسوماً لمن سيصوت النواب أسعد درغام وسيمون ابي رميا وإبراهيم كنعان والياس بو صعب وآلان عون. وجرى الحديث عن أن عدم الالتزام بقرار التكتل للتصويت لأزعور ستكون تبعاته طرد البعض من التكتل.
ووفق المصادر، سأل باسيل النواب بالدور لمن اقترعوا. وعلى سبيل المثال عندما أتى دور النائب آلان عون قال الأخير لباسيل: “من المعيب توجيه هذا السؤال لي. على افتراض أنني لم أصوت لأزعور لا أقبل أن توجه هكذا سؤال لي”. وبالتالي قصد عون بأنه طالما اتخذ التكتل القرار للتصويت لأزعور فهو لن يصوت لغيره. وعندما وصل الدور إلى بو صعب، قال لباسيل أنه سبق واتفق معه أنه سيصوت لبارود. وامتعض بعض الحاضرين.
وتضيف المصادر أن تصويت بو صعب لبارود وليس لأزعور أدى إلى امتعاض في التيار، على اعتبار أن بو صعب عضو في التيار ولا يلتزم بقرار حزبه. وقد سبق وطرد باسيل قياديين من التيار لمجرد امتلاك رأي مخالف لتوجهاته. أما النائب فريد البستاني الذي لا ينتمي للتيار، فصوت وفق ما تم الاتفاق عليه داخل التكتل.
وتلفت المصادر إلى أنه يجري الحديث منذ مدة في التيار عن اقتراب الحسم مع بو صعب، الذي يتمايز عن مواقف التيار، وكان آخرها التسرع باقتراح الدعوة لانتخابات نيابية مبكرة. لكن هذا لا يعني أن القرار بحقه اتخذ. ما يعني أن تناول أعضاء في التيار قضية انتساب بو صعب وبطاقة عضويته (وصل الأمر ببعض التياريين البحث عن بطاقة الانتساب للتأكد من أنه عضو في التيار) فهي ربما تكون مجرد ارسال رسائل تهديد مبطَّنة له، لعدم التغريد خارج سرب باسيل، ليس أكثر. بمعنى أن باسيل لن يقدم على قرار طرد بو صعب من التكتل والتيار، كما فعل مع قياديين في الفترة السابقة. 

اترك ردإلغاء الرد