كرامي يعلن ترشيحه ل”رئاسة الحكومة”!

/المحرر السياسي/

يعقد النائب فيصل كرامي مؤتمراً صحافياً عند الساعة العاشرة من صباح اليوم للإعلان عن ولادة تكتل نيابي جديد ذو طابع سني. هذا التكتل سيضم الى جانب كرامي نائبا جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية عدنان طرابلسي وطه ناجي، ونائب عكار محمد يحيه، وكذلك نائب البقاع الغربي حسن مراد. ومع أن الكتلة ستكون بلا رئيس إلا أن كرامي يعتبر الرئيس المعنوي لها، بالنظر الى الثقل السياسي الذي يمثله محلياً وخارجياً كونه سليل بيت سياسي عريق. علاوة على أنه هو من قاد المشاورات لإطلاق هذه الكتلة، وبذل جهوداً مضنية ومفاوضات ماراتونية كي تبصر النور.


وقد حاول كرامي كثيراً إقناع نواب آخرين بالانضمام الى الكتلة، مثل جهاد الصمد وحيدر ناصر وعبد الرحمن البزري وأسامة سعد، لكن جهوده باءت بالفشل لأسباب مختلفة. وإذا كان لكل من النواب الثلاثة الآخرين أسبابهم الوجيهة لعدم الانضواء في هذه الكتلة، فإن رفض الصمد أن يكون عضواً في هذه الكتلة يبدو مفاجئاً بالنظر الى العلاقة الوطيدة التي تجمعه بكرامي على الصعيدين الشخصي والسياسي. وقرار الصمد ليس سببه اختلاف وجهات النظر، إنما رفضه إعادة إنتاج وتكرار تجربة اللقاء التشاوري الذي يعتبرها فاشلة. لذلك ارتأى الحفاظ على استقلاليته وعدم المشاركة في الكتلة أقله في الوقت الحالي، مع احتمال أن ينضم في المستقبل اليها بعد تقييم تجربة عملها في الفترة القادمة.


الأمر اللافت هو استعجال النائب فيصل كرامي بالإعلان عن ولادة الكتلة الجديدة – القديمة، رغم استمرار المباحثات مع بعض النواب للانضمام اليها، وكذلك أيضاً توقيت الإعلان عنها عشية الذكرى السنوية لاغتيال الرئيس رشيد كرامي. فهو سيعلن عن ولادة الكتلة اليوم، ثم سينظم مهرجاناً حاشداً في القبة بطرابلس في اليوم التالي في ذكرى اغتيال الرشيد يجري الإعداد والتحشيد له منذ أسابيع، كما سيعلن أيضاً عن افتتاح مستوصف الكرامة في المنطقة. وفي ذلك رسالة سياسية واضحة الى جميع القوى السياسية في الداخل، وكذلك الى الخارج يعلن فيها عن ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة في لحظة سياسية هامة مع دخول انتخابات رئاسة الجمهورية منعطفاً هاماً يتمثل بقرب تبني قوى المعارضة ترشيح الوزير الأسبق جهاد أزعور، وسفر البطريرك الراعي الى الفاتيكان ومنها الى باريس في محاولة منه لإخراج الاستحقاق الرئاسي من شرنقة التعطيل. يريد النائب فيصل كرامي أن يثبت للجميع قوة حضوره الشعبي والسياسي، وأنه الوحيد الذي باستطاعته أن يكون زعيماً وسط الشرذمة السنية غير المسبوقة في تاريخ لبنان المعاصر.


وبذلك فإنه يطرح نفسه بقوة في المداولات الجارية للاتفاق على رئيس حكومة العهد الجديد. ورغم أن عدد الشخصيات التي تطرح نفسها لرئاسة الحكومة يتجاوز العشرين بالحد الأدنى، إلا أن المباحثات الجارية بين القوى الدولية والإقليمية ذات التأثير في لبنان تميل الى شخصية سنية ذات رصيد سياسي وشعبي يمكنها أن تحدث التوازن المطلوب مع الرئاستين الأولى والثانية. وهذا ما يشكل نقطة ضعف بارزة لدى كل الأسماء المطروحة بما فيها الرئيس نجيب ميقاتي نفسه. من هذا المنطلق فإن النائب فيصل كرامي أعد العدة جيداً كي يقول للجميع أنه الاسم الأبرز والأقوى، ولا سيما في ظل التحولات الأقليمية والاتفاق السعودي – الإيراني، وانفتاح المملكة العربية السعودية على النظام السوري. فكرامي ينفرد بين جميع المرشحين لرئاسة الحكومة بعلاقاته المميزة مع كل الأطراف الإقليمية الفاعلة من السعودية الى إيران وصولاً الى سوريا مروراً بتركيا.


وعليه فإن كرامي يعتبر أن الأوان قد حان لدخوله السراي الحكومي. وفي الغالب فإنه لن يتطرق الى رئاسة الحكومة في كلمته اليوم بمناسبة الإعلان عن ولادة الكتلة النيابية السنية. لكن خطابه في الغد في ذكرى اغتيال الرئيس رشيد كرامي سيتضمن إشارات واضحة الى ذلك تلميحاً وتصريحاً. وعملياً من بعد خطابه سيغدو فيصل كرامي المرشح الأبرز لرئاسة الحكومة متابعاً بذلك إرث عائلته التي ترأست 11 حكومة منذ استقلال البلاد، واحدة للجد عبد الحميد، و8 للرشيد كرقم قياسي، و2 للوالد عمر.

اترك ردإلغاء الرد