ماهو مقلاع داوود؟
خوف إسرائيل أجبرها على استخدامه
/إعداد: زائدة الدندشي-الرائد نيوز/
بين صدٍّ ورد، وهجوم وآخر كانت الفصائل الفلسطينية عادة ما تسارع للرد بالصواريخ على الانتهاكات الإسرائيلية، لكن الغريب في الأمر هذه المرة أن الجهاد الإسلامي انتظر مايقارب 24 ساعة ليرد على إسرائيل التي شنت هجمات صاروخية على غزة، وقتلت 3 من أعضاء “الجهاد الإسلامي” التابع لحماس.
الانتظار دفع إسرائيل للتساؤل والحيرة جيشًا وشعبًا، ومرت ساعات يوم الثلاثاء دون رد فتوقعت إسرائيل أن يأتي الرد ليلًا فتأهبت وفتحت الملاجئ وقامت وزارة الدفاع الإسرائيلية بنقل أعداد كبيرة من الإسرائيليين في قطاع غزة إلى فنادق في مناطق بعيدة على نفقتها الخاصة.
جاء رد حماس قويًا غير متوقع من إسرائيل فأثار رعبًا دفعها لاستخدام “مقلاع داوود” لرد الصواريخ التي أمطرتها بها حماس.
/مقلاع داوود قديمًا وحاضرًا/
وهو الذي قتل فيه نبي الله داوود جالوتًا عندما أخذت الآخير الكِبرة والاعتداد بالنفس، فرماه داوود بحجر من مقلاعه فأرداه قتيلًا.
أما حاضرًا فيطلق الاسم على نظام لاعتراض الصواريخ والقذائف متوسطة وطويلة المدى، جرى تطوير النظام الدفاعي من قبل شركات ‘Rafael‘ و’Elta‘ و’Elbit‘ وهي شركات صهيونية خاصة بأنظمة الدفاع المتقدمة بالتعاون مع شركة رايثون الأميركية التي ساهمت بنسبة أكثر من 50 في المئة من مكونات النظام ضمن مشروع أطلق عليه “مقلاع داوود” وهو المشروع الذي يجمع منظومة اعتراض الصواريخ في إسرائيل التي تضم ( القبة الحديدة – مقلاع داوود – السهم) فهو دفاع متوسط المدى بين القبة الحديدية (قصيرة المدى) والسهم 2 (بعيد المدى).
/اتفاقية تطوير المقلاع/
وقعت الولايات المتحدة وإسرائيل عام 2008 اتفاقية للتطوير المشترك لنظام مقلاع داوود بالتعاون بين شركتي رافايل الإسرائيلية للأنظمة الدفاعية المتطورة ورايثون الأميركية، دخل الخدمة تجريبيًا سنة 2015 بغرض احلاله محل المنظومة، أعلن عن بدء تشغيله عام 2017 وفي 2019 أجرى الاحتلال الصهيوني والولايات المتحدة سلسلة من اختبارات الاعتراض الناجحة باستخدام نسخة متقدمة من نظام “مقلاع داوود” لاعتراض الصواريخ.
هو عبارة عن رادار مصفوفة المسح الإلكتروني النشط AESA متطور متنقل ثلاثي الأبعاد ومتعدد المهام MMR) Multi Mission Radar)
من صناعة شركة إلتا ELTA الصهيونية، يسمى أيضاً رادار راز Raz Radar، أقصى مدى له هو 470 كيلو متر ويعمل في حيز ترددي S-band بتغطية تصل إلى 360 درجة والإرتفاع 50 درجة ويمكنه تعقب 1100 هدف في وقت واحد مع القدرة على التحكم بإطلاق النيران وبقدرة تحديد موقع السلاح على بعد 100 كم فأقل وبقدرة تعقب 200 هدف/دقيقة ويتميز بقدرات تشغيل عن بُعد
صمم بناءً على مفهوم حرب الشبكة المركزية NCW فهو يعتمد على بيانات المستشعرات في البيئة المحيطة به وليس بيانات رادار EL/M-2084 فقط . حيث يعمل الرادار على نقل بيانات الهدف حتى ولو كانت من مستشعرات أُخْرى مثل مقاتلة F-35 أو حتى طائرات بدون طيار ومناطيد المراقبة الجوية عبر UP-LINK بجانب قدرة أن ينقل الصاروخ بيانات الباحث عبر down-link لتعرض على طاقم الوحدة في غرفة الإدارة والتحكم .
هذا يعني أن الصاروخ لا يكون مُرتبطاً فقط بمدى الرصد للرادار الأرضي، بل يمكن ان يحصل على احداثيات الأهداف الجوية من الطائرات المقاتلة نفسها، ليجد الطرف المهاجم نفسه في مواجهة وابل من الصواريخ المطلقة عليه من الأرض والجو بقدرة ربط وتوجيه متكاملة، فما لا يراه الرادار الأرضي ستراه المقاتلة والعكس صحيح، فيصبح الصاروخ قادرا على استلام احداثيات الأهداف بشكل مستدام من مختلف المنصات الأرضية والجوية والبحرية !
فهل يحمي مقلاع داوود إسرائيل، أم سنشهد أسلحة أخرى مخبأة تنذر باحتدام الصراع بين الطرفين
