بيان “مركز الخليج للدراسات الإيرانية”:
عودة دمشق للجامعة العربية “غطاء سياسي” لنظام الأسد



يؤكد “مركز الخليج للدراسات الإيرانية” رفضه التام لاستعادة سوريا في ظل نظام بشار الأسد عضويتها بالجامعة العربية، بعد 12 عامًا من تعليق هذه العضوية، خاصة في ظل ما ارتكبه هذا النظام من جرائم في حق الشعب السوري الشقيق، الذي عانى الأمرّيّن منذ ثورته الشعبية ضد نظام الأسد، بعدما تسبب هذا الأخير في تدمير البلاد، وتهجير ونزوح أكثر من 13 مليون سوري، جراء سياسات التغيير الديموغرافي والتهجير القسري التي نفذها بمساعدة إيران والميليشيات الشيعية خلال النزاع السوري.


ومن الغريب أن الجامعة التي أعلنت أنها “عودة مشروطة”، لم تصدر بيانًا توضح فيه شروط هذه العودة، أو “خارطة الطريق” التي بُنيت على أساسها، إنما اكتفت بالإشارة إلى أن “القرار تضمن التزامًا بالحوار المستمر مع الحكومات العربية، للتوصل تدريجيًا إلى حل سياسي للصراع”.
كما يؤكد “مركز الخليج للدراسات الإيرانية” أن هذه العودة مهما كانت، مشروطة أم غير مشروطة، لن تكون بأي حال دافعًا للنظام السوري إلى معالجة جذور الأزمة التي أدت إلى مقاطعته، وأنه لن يعمل على اتخاذ خطوات إيجابية تجاه معالجة قضايا الشعب السوري، وتحسين علاقاته مع محيطه العربي، لأن ما نراه من تقارب كبير مع نظام الملالي الإيراني خلال الآونة الأخيرة، يعني أن قرار دمشق مازال في يد طهران، أولًا وأخيرًا.


ويحذر المركز من أن استعادة سوريا لعضويتها في الجامعة العربية، يعطي غطاءً سياسيًا لنظام الأسد لممارسة مزيد من الجرائم في حق الشعب السوري، خصوصًا أن هذا النظام يمنع عودة ملايين السوريين النازحين والمُهجرين إلى مناطقهم الأصلية، لأن هؤلاء المواطنين لم يعودوا جزءًا مما يُسمى “سوريا المفيدة”، التي يسعى إليها الأسد وحلفاؤه الإيرانيين، بما يعني إنهاء وجود سوريا الموحدة، لمصلحة كيان طائفي ترعاه إيران كذراع إقليمي لها في المنطقة العربية.


إن إعادة دمشق لعضوية الجامعة العربية، يُعد بمثابة “مكافأة” لنظام الأسد الذي ارتكب مجازر دامية بحق شعبه طوال سنوات الحرب. لقد علقت الجامعة مشاركة سوريا في اجتماعاتها، بعدما رفضت دمشق وضع حد لحملة القمع العنيف للاحتجاجات الشعبية التي بدأت آذار 2011، فكيف يمكن تبرير هذه العودة، بينما الأسباب التي أدت لاستبعاد النظام من الحضن العربي لا تزال قائمة؟!


ويشدد المركز، على أن عودة “سوريا الأسد” إلى مظلة الجامعة العربية، لن يُجدي نفعًا إزاء ما يتعرض له الشعب السوري من انتهاكات خطيرة تهدد وجوده، وتهدد حياة المواطنين الأبرياء، ووحدة وسلامة الأراضي السورية، التي جعلها نظام الأسد مسرحًا للنفوذ الإيراني، وشوكة في ظهر الأمة العربية.

اترك ردإلغاء الرد