رئيسي والأسد يوقعان اتفاقًا استراتيجيًا
هل باع النفط كما باع أبوه الجولان؟

وصل الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي اليوم الاربعاء إلى دمشق في أول زيارة يقوم بها زعيم ايراني إلى سوريا منذ بدء الحرب الاهلية في سوريا.

وقال الرئيس بشار الأسد خلال لقائه مع رئيسي بعد استقبال رسمي في القصر الرئاسي، “إن العلاقات السورية الإيرانية غنية بالمضمون، وبالتجارب، وبالرؤية، ولأنها كانت أيضًا خلال الفترات الصعبة، علاقة مستقرة ودائمة على الرغم من العواصف السياسية والأمنية الشديدة التي ضربت الشرق الأوسط”.

ناقش الرجلان العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا. وبدوره رئيسي أثنى على دمشق لانتصارها على الرغم من التهديدات والعقوبات المفروضة عليها”.

ووقع الرئيسان على اتفاق استراتيجي طويل الأمد يتضمن مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال صناعة النفط، حسبما ذكرت” سانا”.

تشهد الحقول النفطية في شرق سوريا تراجعًا ملحوظًا في إنتاجها فقد تضررت بشدة بسبب الحرب، وتخضع حاليا لسيطرة الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، وكانت سوريا تعتمد بشكل كبير على إمدادات النفط والوقود الإيراني، إلا أن الشحنات انخفضت في الأشهر الأخيرة بسبب أموال مترتبة على سوريا لطهران.

أدى انخفاض الشحنات إلى تفاقم أزمة الوقود الحادة أصلا في سوريا، وقال مسؤولون حكوميون إن زيارته التى تستغرق يومين ستركز على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الدولتين.

وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي تبذل فيه الدول جهودًا متزايدة لإعادة دمشق إلى الساحة الدولية بعد أكثر من عقد على عزلتها. ويضم الوفد الإيراني وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ووزير الدفاع محمد رضا اشتاني، ووزير النفط جواد أوجي.

وتبين الزيارة انتصار الإرادة السياسية للمقاومة ونجاح دبلوماسية الحكومة في استكمال عملية التكامل الإقليمي.

ساعد الدعم العسكري الإيراني النظام السوري على إستعادة جزء كبير من أراضيه خلال الحرب الأهلية، وفي كانون الثاني 2019، وقعت سوريا وإيران على 11 تفاق، بما في ذلك “تعاون اقتصادي استراتيجي طويل الأمد”.

وقال أسامة دانورا، المحلل المقيم في دمشق، إن الزيارة “ستفتح صفحة جديدة في العلاقات الوثيقة بين البلدين”، مشيرًا إلى أن إيران “قدمت نفسها بقوة كمساهم في مرحلة إعادة الإعمار”.

وكان أشتاني قد حضر محادثات في إسطنبول الأسبوع الماضي لمناقشة الأمن السوري والجهود المبذولة لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا.

وكانت السعودية قد قطعت علاقاتها مع إيران في عام 2016 بعد أن اقتحم المتظاهرون مواقعها الدبلوماسية في إيران عقب إعدام المملكة لرجل دين شيعي بارز.

وقد أعلنت الرياض وطهران استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد خمس جولات من المحادثات التى توسطت فيها الصين ومن المتوقع أن تعاودا فتح سفارتيهما بحلول حزيران.

كان عبد اللهيان قد زار دمشق في شهر آذار الماضي و قال أن طهران تؤيد مساعدة العالم العربي لسوريا بعد الزلزال المميت الذي وقع في شهر شباط. وسوف تركز زيارة هذا الاسبوع بشكل أساسي على العلاقات الاقتصادية وتوقيع سلسلة من الاتفاقيات ذات الصلة، وفقًا لما صرح به مسؤول كبير بوزارة الخارجية الايرانية لوكالة أنباء “ايرنا”.

وقال عباس غولو، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، ومرافق رئيسي في زيارته إلى دمشق: “في مثل هذا الوضع، عندما تكون العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين، إيران وسوريا، في أفضل مستوياتها فإن القيام بهذه الرحلة وتوقيع المذكرات المعدة مسبقًا من شأنه أن يعزز العلاقات بين البلدين”.

“إن الزيارة تبعث “برسالة” أوسع إلى المنطقة، مضيفًا أن الخطط الاقتصادية التي وضعت قبل الحرب الأهلية أصبحت الآن سارية المفعول.

وكان التعاون وتحسين العلاقات مع الدول المجاورة في المنطقة من أولويات إدارة رئيسي، حسبما صرح النائب الأول للرئيس محمد مخيبر في الشهر الماضي.

/ترجمة زائدة الدندشي-الرائد نيوز/

/هولي جونستون- ذا ناشونال نيوز/

اترك ردإلغاء الرد