“وول ستريت” تتجاوز أزمة إفلاس “فيرست ريبابليك”

يترقب المستثمرون اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي والتوقعات برفع أخير للفائدة بنسبة 0.25 في المئة

تمكنت “وول ستريت” من إنهاء الجلسة الأولى على انخفاض طفيف بعد انهيار ثالث بنك في الولايات المتحدة في غضون شهرين “فيرست ريبابليك”، لكن أسهم البنوك المتوسطة الشبيهة بالبنك المفلس تعرضت لخسائر قوية.

ويترقب المستثمرون اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي اليوم الثلاثاء وغداً الأربعاء، إذ من المتوقع أن يخرج الاجتماع بقرار حول رفع أسعار الفائدة بربع نقطة مئوية أو 0.25 في المئة إضافية. وأجمع اقتصاديون ومستثمرون بنسبة 65 في المئة في استطلاع للرأي نظمته “بلومبيرغ” بحصول ركود في الاقتصاد الأميركي في العام المقبل، نتيجة الزيادات المتواصلة في رفع الفوائد منذ (آذار) 2022.

توقعات الفائدة

وترجح الأسواق أن تكون الزيادة المرتقبة في أسعار الفائدة غداً الأربعاء هي الأخيرة لتصل بذلك إلى خمسة في المئة. وأظهرت سندات الخزانة الأميركية هذه الزيادة الجديدة في أسعار الفائدة، إذ ارتفعت السندات المعيارية لأجل 10 سنوات 12.4 نقطة أساس إلى 3.576 في المئة من 3.452 في المئة مقارنة بيوم الجمعة، كما ارتفعت السندات لأجل 30 عاماً 14 نقطة أساس لتصل إلى 3.8172 في المئة من 3.677 في المئة، كذلك ارتفعت السندات لأجل عامين 7.5 نقطة أساس لتصل إلى 4.1386 في المئة من 4.064 في المئة.

هبوط أسهم البنوك

وكانت التوقعات بأن تتأثر “وول ستريت” بأزمة إفلاس بنك “فيرست ريبابليك” لكن الأسواق تميل إلى التوقعات الأخرى بوجود توقف لأسعار الفائدة التي اعتبرتها إيجابية للشركات، خصوصاً أن توقعات الركود قد تعني البدء في خفض أسعار الفائدة، وهو سيناريو حتى الآن غير مؤكد، لكن على رغم ذلك، شهد كثير من الأسهم المصرفية المتوسطة الحجم تراجعاً متأثرة بما حدث لبنك “فيرست ريبابليك”، إذ انخفض سهم بنك “كي بي دبليو” بنسبة 2.7 في المئة، في حين تراجعت أسهم مجموعة “سيتيزنز فايننشال” و”بي أن سي” و”تروست” و”يو أس يونيكورب” بنسبة تراوحت بين ثلاثة في المئة وسبعة في المئة، بينما خسرت أسهم شركة “فاليه ناشيونال بنكورب” التي تمتلك بنك “فاليه ناشيونال بنك” أكثر من 20 في المئة.

إفلاس “فيرست ريبابليك”

وكانت السلطات المالية في الولايات المتحدة، قررت في عطلة نهاية الأسبوع وضع اليد على بنك “فيرست ريبابليك”، وفي الوقت نفسه تم إبرام صفقة مع أكبر بنك في أميركا “جيه بي مورغان” بالاستحواذ على جميع ودائع البنك بما فيها المؤمنة وغير المؤمنة، وعلى أصوله كحل إنقاذي يضمن استمرار عمل فروع البنك تحت إدارة البنك الجديد.

وارتفعت أسهم “جي بي مورغان” بنسبة 2.14 في المئة بعد أن أصبح حجمه أكبر نتيجة لاستحواذه على نحو 230 مليار دولار ما بين أصول وودائع جديدة.

أزمة البنوك الإقليمية

وتواجه البنوك المتوسطة الحجم التي تسمى إقليمية أزمة مشتركة، حيث عانت ضغوط رفع الفائدة مع بداية مجلس الاحتياطي الفيدرالي في رفع الفوائد في مارس من العام الماضي، إذ كانت لديها سندات طويلة الأجل بعوائد منخفضة، اشترتها قبل رفع الفوائد، وأصبحت قيمتها متدنية جداً نتيجة وجود سندات أخرى في الأسواق بعوائد أعلى بكثير. ومثلما حصل مع “وادي السيليكون” لا تستطيع هذه البنوك بيع السندات من دون تحقيق خسائر كبيرة تؤدي إلى إفلاسها. وعندما لمس المودعون هذا الوضع بدأوا في سحب أموالهم سريعاً في الشهرين الماضيين مع إفلاس بنكي “وادي السيليكون” و”سيغنتشر”.

أسباب أزمة “فيرست ريبابليك”

وبدأت أزمة “فيرست ريبابليك” مع تراجع حاد في السيولة بعد أن كشف الإثنين الماضي بعد الإغلاق عن أن نحو 100 مليار دولار من الودائع سحبها العملاء في الربع الأول، مما أطلق جرس إنذار باحتمالية وجود أزمة سيولة لدى البنك.

وحاولت السلطات المالية إنقاذ “فيرست ريبابليك” بعد انهيار سهمه في البورصة بنسبة 75 في المئة في أسبوع واحد عاكساً مخاوف المستثمرين، وقررت التدخل سريعاً يوم الجمعة للبحث عن إمكانية رفع رأسماله لتعويض خسائره من السيولة، لكن المستثمرين بما فيهم البنوك ومؤسسات التمويل لم يروا أي منفعة مالية من الإنقاذ، وكان الحل ببيعه أخيراً لـ”جيه بي مورغان”.

ارتفعت السندات الأميركية المعيارية لأجل 10 سنوات 12.4 نقطة أساس إلى 3.576 في المئة (رويترز)

/اندبندنت عربية، وكالات/

اترك ردإلغاء الرد