في قصر نوفل “كيف نواجه متاعبنا النفسية الاجتماعية؟”
أحمد العلمي: “هدفي خلق ثقافة نفسية عند الناس”
نوال حبشي نجا_الرائد نيوز
برعاية وزارة الثقافة في لبنان، وقع الدكتور ” أحمد العلمي باكورة أعماله العلمية، كتاب (كيف نواجه مشكلاتنا النفسيّة والاجتماعيّة) في قصر طرابلس البلدي الثقافي (نوفل)، بحضور د. شوقي ساسين ممثلاً وزير الثقافة القاضي محمد مرتضى، النائب د. طه ناجي، النائب السابق علي درويش، النائب مصباح الاحدب، رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين، رئيس بلدية الميناء السابق عبد القادر علم الدين، د. رامي فنج، د. محمد نديم الجسر، وحشد من العمداء المدراء، رؤساء الجمعيات والدكاترة والصحافيين.
استهل الحفل بالنشيد الوطنيّ ، ثم كلمة بلدية طرابلس ألقاها المهندس الدكتور باسم بخاش، فكلمة سعادة الدكتور خالد زيادة ، و كلمة منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة التي طبعت الكتاب، ألقتها الأديبة المهندسة ميراي شحادة حداد، ثم كلمة المؤلف الدكتور أحمد العلمي، وأخيرا كلمة الأستاذ الأديب شوقي ساسين ممثلا وزير الثقافة القاضي مرتضى.
ثم توقيع الكتاب وتوزيعه هدية على الحضور.
بخاش
رحب بالحضور، وشكر د. علمي الذي استجاب أخيرًا لإلحاحه بجمع المقالات وإخراجها كتابًا في متناول القرّاء. إضافةً إلى ثناءه بشخصية د. أحمد العلمي القريبة والمحببة ووصفه بالسهل الممتنع، واستذكر مقالات نقابية سابقة سنة ٢٠١٣ كانت الأكثر قراءة ورواجًا مقالات د. علمي. ذاكرًا طلب المجتمع الدولي من لبنان بتقديم الدراسات العلمية، الثقافية والاجتماعية والتي نعمل على إنجاز مكتبة إلكترونية لتكون جاهزة بمتناول القرّاء وطلاب العلم والثقافة، مشيدًا بدور د. فواز سنكري الذي عمل جمع المقالات.
زيادة
استجاب أخيراً د. أحمد العلمي لتمنيات اصدقائه بجمع المقالات التي كان يكتبها في الصحف المحلية الطرابلسية. مع تميز هذه المقالات بالموضوع والأسلوب، لا تقتصر هذه المقالات على الجانب النفسي، بل تتناول موضوعات تربوية وتعليمية وقضايا متصلة بالعائلة والمرأة والطفل، وهي مقالات كتبت خلال مدة طويلة، ليكون هذا الكتاب الجامع موضوعاته بتنظيم تفكير استاذ جامعي ينظر إلى قضايا الفرد والمجتمع والوطن نظرة علمية تفاؤلية.
شحادة
الصديق د. أحمد العلمي عرفته في أوائل ٢٠١٨ وهو الرئيس الراعي ل “لقاء الأحد الثقافي” الأغرّ والنبض العاشق لفيحائه وعرّاب مواسم أبجديّاتها الخضراء وحارس مقالعها الثقافية السامقة.
كتاب “العلمي” بانوراما سوسيولوجيّة، ثقافيّة، تربوية تحثُّك في فصولها على تفكيك الدوغمائية المهيمنة في مجتمعاتنا العربية.
“كيف نواجه متاعبنا النفسية الاجتماعية؟” قرأته من ألفه إلى يائه، وبي شعور النجم الطالع من شهبه النارية. تساؤل وجودي بحذاقة، رمى به “العلمي” ليذكرنا بأن مواجهة المتاعب تعلمنا معنى الحياة ومعنى الحياة هو أكثر الأسئلة الضاغطة لدى الإنسان.
وفي حديث خاص لِ “الرائد نيوز ” أكدت د. ميراي شحادة حداد على حبها لطرابلس والطرابلسين ودور الثقافة المهم في المدينة، من خلال معرض الكتاب القائم في ١٢ أيار المقبل حتى ٢١ منه “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة ” والذي سيتخلله الكثير من الندوات وتوقيع الكتب والعروض المسرحية.
ساسين
بعد القراءة والتمحص ل” كيف نواجه متاعبنا النفسية الاجتماعية؟” فإذا بي أجد نفسي مصابًا بمرض الوساس القهري الذي عكسه د. علمي بأنه مرض يظهر فيه العليل عاجز عن ضبط زمام أموره، والحقيقة أن عوارض هذا المرض ظهرت لي سريعًا منذ قراءتي للفصل الأول. فأكملت القراءة لأن الكتاب يقدم مفاهيم الشفاء.
وأضاف: العنوان أشبه” كيف نواجه متاعبنا النفسية الاجتماعية؟” هو شبيه بثوب ضيق على قامة منتفخة عريضة المنكبين، ذلك لأن الكتاب لا يقتصر على المتاعب النفسية والاجتماعية فقط، بل هو مجمع ثقافي، قدم فيها العلمي سبل العلاج والراحة بعيداً عن الشبكة العنكبوتية الإلكترونية، لتكون الدراسة التي تحمل عنوان” كيف نتعامل مع الصدمة” التي هزت المجتمع الطرابلسي بتفجير مسجدي التقوى والسلام لننظر إلى الجانب النفسي وكيفية العلاج والتخلص من السلبيات بعيدًا عن السياسة والتحليل، ليكون أسلوب وعلاج د. علمي الحاجة لكل فرد منا.
د. أحمد العلمي في حديث خاص لِ “الرائد نيوز”:
“كتابي يتطرق لعدة موضوعات نعيشها ونصادفها، أسبابها الظروف المأساوية من ١٩٧٥، الحرب الأهلية، إنفجارات، إرهاب، الوضع الاقتصادي المتردي، والذي سبقته كورونا ومؤخرًا الزلازل التي أدت إلى حالة ذعر ورعب في نفوس اللبنانيين، وأنا كأستاذ متخصص في علم النفس ورئيس لقاء الأحد الثقافي، هدفنا تعزيز الثقافة التي نعتبرها صمام الأمان وخصوصاً الثقافة النفسية، كان من الضروري إصدار الكتاب والذي هو عدة مقالات متنوعة فيها البعد النفسي والبعد الثقافي والبعد التربوي، كورتهم جميعاً ووضعتهم في هذا الكتاب وتطرأت، للإدمان والبؤس والمرض المتوهم، لأن هذه الكتابات تساعد القراء، لمعرفة ذاتهم، لأن الإنسان عدو ما يجهل، المرض النفسي ليس فيروس بل له مسارات معينة. والوقاية خير من العلاج، حتى في الأزمات لذلك على المرء أن يدرك كيف يُبعد نفسه عن المتاعب النفسية والفكرية، وذلك بعد خلق حالة ثقافية عند الناس للوعي حول العوارض التي تنتابهم.
في دراسة ل د. سامي رياشي، ٢٠ بالمئة من الشعب اللبناني يعاني الاكتئاب والانفصام، ١٢.٦ بالمئة اضطرابات مزمنة، ٣.٤بالمئة حالات الانتحار التي سجلت ارتفاع عند الرجال اكثر من النساء.”
أهداف د. علمي من كتاب “كيف نواجه متاعبنا النفسية الاجتماعية؟”
هدفي من الكتاب خلق ثقافة نفسية عند الناس، الإضاءة على الأمراض التي إما يتكيف معها المريض بسبب المناعة أو الاتجاه للعلاج. نحن نعاني منذ ٣٥ سنة ونعيش بجو من الهلع والعنف والاضطرابات، والعلاج يلزمه أطباء والأطباء النفسيين كما معظم الأدمغة البشرية الذين هاجروا خارج البلاد بسبب الأزمة الاقتصادية، وبغياب وزارة الصحة عن تأمين الأدوية اللازمة وطرق العلاج، سيؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه.
وأضاف العلمي قائلاً : “أوجه الصرخة كأستاذ تخصصي في علم النفس، ضرورة وأهمية نشر الثقافة التي تمتص هذه الظاهرة “الانتحار”، لأن وضع لبنان لا يبشر بالخير، وهذا يستلزم علاجات ومشاكل ووعي، مع دعوة لطلب المساعدة والمساندة من المجتمع المدني والجمعيات الإنسانية الخيرية.”
في الختام قال العلمي:”كتابي جامع في موضوعاته، يؤمن بدور الفرد لأن المجتمع مجموعة أفراد، قادرة على التغيير من خلال ثقافة الوعي، مع ذكر العولمة ودور الإعلام ودور المثقف والتراث شددنا على شيخ ابن عربي ودور العائلة والأسرة وبشاعة العنف، بشاعة الطائفية كلها تندرج تحت دراسة علم الاجتماع “.
