“اتفاق بكين” يريح واشنطن ام يزعجها كما تدّعي ايران؟!

في وقت تمضي مراحل الاتفاق السعودي – الايراني  قدما، بسلاسة وبلا اية عوائق، وقد نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن وزير الطرق والتنمية العمرانية الإيراني، مهرداد بذرباش، قوله نهاية الاسبوع الماضي، إن هيئة الطيران المدني السعودية طلبت رسميا من نظيرتها الإيرانية تسيير ثلاث رحلات أسبوعية، إلى جانب رحلات الحج الجوية المعتادة، بين المملكة العربية السعودية وإيران، موضحا ان هذا الطلب جاء بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران المبنية على أساس الدبلوماسية الإقليمية وحسن الجوار… تُواصل طهران مهاجمة الولايات المتحدة…  بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن هذا التوجّه طبيعيٌ ومنطقي، وهو مِن عدّة الشغل اليومية الايرانية، ويستخدمه النظام دائما ليقول لشعبه ولمحور الممانعة في المنطقة، إنه ماض في مواجهة “الشيطان الاكبر”.

غير ان ما بدا لافتا في الايام الماضية، هو ان طهران باتت تهاجم واشنطن من زاوية جديدة حيث تتّهمها بالعمل لخربطة الأمن في المنطقة، وكأن بها تقول ان اميركا تريد تعكير مناخات الاستقرار التي تسود الاقليم عقب “تفاهم بكين”. واتهمت الجمهورية الاسلامية الولايات المتحدة بالسعي لـ”إثارة الخلافات بين دول المنطقة”، واعتبرت تصرفاتها “غير المدروسة والخاطئة”، بأنها “مصدر لانعدام الأمن والاستقرار الإقليمي على مدى عقود”. جاء ذلك في احتجاج شديد اللهجة من المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني على تعهد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس الماضي، عرقلة مشتريات إيران العسكرية، متهماً طهران بـ”زعزعة الاستقرار”. وقال كنعاني إن “برنامج إيران العسكري أبعاده (دفاعية ورادعة) فقط وليس ضد أي دولة لا تنوي مهاجمة إيران”، واصفاً تصريحات بلينكن بـ”الاستفزازية” التي “تهدف إلى تسويق الأسلحة الأميركية”، متهماً واشنطن بـ”السعي لترسيخ مشروع الترهيب من إيران”. وأضاف “على خلاف التصريحات غير المدروسة لوزير الخارجية الأميركي، أكدت إيران على الحوار والتعاون الإقليمي في إطار حسن الجوار لضمان الأمن والمصالح المشتركة بين دول المنطقة بعيداً عن التدخل الأجنبي”. وتابع: التطورات الإيجابية، التي تمضي قدماً تأتي في هذا السياق، وفي إشارة إلى تحسين علاقات إيران مع عدد من دول المنطقة على رأسها السعودية. وقال: من مصلحة هذا البلد أن يتخلى عن مقارباته الخاطئة والتدخلية وغير المسؤولة تجاه قضايا دول المنطقة.

طهران تحاول الايحاء بأن واشنطن منزعجة من التقارب السعودي – الايراني، غير ان هذه القراءة غير دقيقة. فمن جهة، العقوبات الاميركية على المسيّرات الايرانية لم تنطلق بعد تفاهم بكين ولا هي ردة فعل عليه. ومن جهة ثانية، لا شيء يدل حتى الآن على ان الاتفاق لصالح طهران او مشاريعها التوسعية والعسكرية في المنطقة، بل على العكس، بدليل التهدئة التي ارساها او يكاد، في اليمن، علما ان هذه التهدئة كانت من ابرز الاولويات الاميركية في المنطقة وبدليل ما تضمّنه نص الاتفاق من ضرورة تثبيت الاستقرار في المنطقة ووقف التدخل في شؤون الدول الاخرى الداخلية. ووفق المصادر، بات معروفا ان التعاون السعودي – الايراني لن يحصل مقابل “لا شيء”، بل هو مرتبط بانضباطٍ ايراني استراتيجيا و”نوويا” وعسكريا، وبتراجعٍ عن سياسات طهران التوسّعية في المنطقة…

فلماذا تنزعج واشنطن من هكذا اتفاق او تحاول إسقاطَه؟!

المركزية

اترك ردإلغاء الرد