اليمن هو الرابح من التطبيع السعودي الإيراني

/ترجمة زائدة الدندشي-الرائد نيوز/

توصلت السعودية وايران إلى إتفاق لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، حسبما أعلنه الجانبان في بيان مشترك مع الصين اليوم الجمعة.

وقالت المصادر إن الرياض وطهران ستعيدان فتح سفارتيهما وقنصليتيهما خلال الشهرين القادمين.

كما وذكر البيان أن وزيري الخارجية الإيراني والسعودي سيجتمعان للبدء في ترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات المتجددة.

اتفقت الدولتان على إعادة تفعيل إتفاقية التعاون الأمني لعام 2001 وصفقات عام 1998 في مجالات الاقتصاد، والتجارة، والاستثمار، والتكنولوجيا، والعلوم، والثقافة، والرياضة والشباب.

وقال مسؤولون إن الوفدين السعودي والإيراني توصلا إلى الاتفاق خلال الأسبوع الماضي في بكين.

وذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية إنه “نتيجة المحادثات وافقت إيران والسعودية على إستئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفاراتيهما في غضون شهرين”.

من جهته أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران تأتي في إطار رؤية المملكة تفضيل الحلول السياسية والحوار وحرصها على دعم ذلك في الشرق الأوسط.

وقال الأمير فيصل “إن بلدان المنطقة لها مصير واحد وقيم مشتركة تجعل من الضروري التعاون لبناء نموذج لتحقيق الرخاء والاستقرار لشعوبنا”.

أما وزير الدولة ومستشار الأمن القومي السعودي مساعد العيبان إن قيادة المملكة ترحب بمبادرة الرئيس الصيني شي جين بينج “لتطوير” العلاقات بين طهران والرياض.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن العيبان قوله “إننا نقدر ما توصلنا إليه ونأمل في مواصلة الحوار البناء”.

انتصار للسلام
أشادت الصين باستعادة العلاقات بين البلدين واعتبرتها “انتصارًا” للحوار والسلام. ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يى قوله في ختام المحادثات ان استعادة العلاقات يعد “أخبارًا سارة” في العالم المضطرب حاليًا.

أضاف وانغ أن الصين ستواصل القيام بدور بناء في معالجة قضايا النقاط الساخنة في العالم اليوم وستبرهن على “مسؤوليتها” كأمة رئيسية.

وقالت الولايات المتحدة إنها على علم بالتقارير الواردة عن الاتفاق وتأمل أن يساعد في إنهاء الصراع في اليمن والحد من التوترات الإقليمية.

وتدخل التحالف الذي تقوده السعودية بطلب من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا في عام 2015، بعد أن استولى المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على العاصمة صنعاء.

ورفض مسؤول في مجلس الأمن القومي الأمريكي التطرق إلى الاتفاقية على وجه التحديد، لكنه أخبر صحيفة “ناشونال” أن “البيت الأبيض يرحب بشكل عام” بأي جهود من شأنها المساعدة على إنهاء الحرب في اليمن والحد من تصعيد التوتر في الشرق الأوسط.

وقال المسؤول الأميركي: “لقد شجعنا لفترة طويلة الحوار المباشر والدبلوماسية للمساعدة في الحد من التوترات والحد من مخاطر الصراع”.

“في الواقع، تبدو خريطة الطريق المعلنة اليوم مشابهة تمامًا لما تم مناقشته بين السعوديين والإيرانيين في جولات متعددة من المحادثات التي عقدت في بغداد ومسقط في عامي 2021 و 2022.

“كنا دائمًا ندعم هذه العمليات”.

ورحبت عمان بالبيان الثلاثي بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية، وقال العراق إن الاتفاق “يمهد لصفحة جديدة” بين إيران والمملكة العربية السعودية.

وشكرت الدول الثلاث عمان والعراق على استضافتهما المحادثات في عامي 2021 و 2022، رغم أن مسقط لم تؤكد ذلك علنًا.

وقطعت المملكة علاقاتها مع إيران في عام 2016 بعد أن اجتاح المتظاهرون المراكز الدبلوماسية السعودية هناك، وقبل أيام أعدمت السعودية رجل دين شيعي بارز.

وفي كانون الثاني صرح الأمير فيصل في مؤتمر السياسة العالمي في أبو ظبي، أن الأبحاث النووية الإيرانية خلقت وضعًا “خطيرًا جدًا” في المنطقة.
وقد انهارت إلى حد كبير الجهود الدولية التي تقودها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين لإحياء الاتفاق النووي مع إيران الذي أبرم في عام 2015 – والذي سيشهد قيام المفتشين الدوليين بمراقبة البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات التجارية.

وقال الأمير فيصل في مقابلة على مسرح الأحداث: “إذا حصلت إيران على سلاح نووي عملي، فإن كل الرهانات ستزول”.

/عمرو مصطفى- ذا ناشونال نيوز/

اترك ردإلغاء الرد