مامدى خطورة تيك توك الصيني؟
أصبح تطبيق تيك توك الصيني مستهدفا من قبل الكثير من الحكومات والهيئات الرقابية في أنحاء العالم إذ تناقش هيئات تشريعية طرق تقييد استخدامه وربما حظره خاصة بعد أن أصبح واحدا من أكثر التطبيقات انتشارا بين المراهقين وصغار السن في العالم.
ففي الوقت الذي يقترب فيه الاتحاد الأوروبي من تطبيق تشريع من شأنه أن يجبر إدارة تطبيق تيك توك على مراقبة الفيديوهات التي قد تضر بصغار السن، فإن دولا مثل الولايات المتحدة واليابان تدرس كيفية تنظيم عمل التطبيق فما تفكر دول أخرى في أن تحذو حذو الهند في حظر تيك توك.
ويرجع السبب وراء هذه المخاوف إلى أن الحكومة الصينية قد تستغل التطبيق للوصول إلى بيانات المستخدمين الحساسة أو تستغل التطبيق في نشر معلومات مضللة، رغم أن بكين تنفي مثل هذه الاتهامات.
وفي ذلك، قالت إستيل ماس التي تعمل في منظمة “أكسس ناو” غير الربحية والمتخصصة في مجال الدفاع عن الحقوق الرقمية، إن هناك مخاوف مشروعة بشأن قيام السلطات الصينية “بمراقبة محتملة” للتطبيق.
في المقابل، قالت الناطق باسم تطبيق “تيك توك” إن الحادث كان “سوء تصرف من أفراد لم يعودوا يعملون في شركة بايت دانس”.
يشار إلى أن تطبيق تيك توك انتشر بشكل كبير وغير مسبوق في عالم الإنترنت إذ أنه في خلال سنوات تحول من مجرد تطبيق متخصص للأطفال لصناعة محتويات ما تُعرف بـ “مزامنة حركة الشفاه مع الأغاني” إلى واحدا من أكثر منصات التواصل الاجتماعي انتشارا في العالم.
وكان عام 2018 موعد إطلاق شركة “بايت دانس” لتطبيق تيك توك، الذي جاء على غرار تطبيق “دوبن” الصيني.
وفي سبتمبر/ أيلول 2021 ، أعلنت المنصة أن عدد مستخدمي التطبيق النشطين بلغ مليار شخص شهريا وهو العدد الذي اخذ من فيسبوك أكثر من ثماني سنوات كي تصل إليه فيما تشير البيانات إلى تصاعد هذا العدد.
وترفض إدارة تيك توك تقديم أي معلومات عن العدد الحالي للمستخدمين إذ تستشهد في ذلك “بسياستها”.
ويتفق المحللون على أن السر وراء نجاح تطبيق تيك توك يكمن في صفحة “فور يو” أو (For You) الخاصة بالترويج لمقاطع فيديو للمستخدمين قد تكون مختلفة عن اهتماماتهم حيث تبدأ عمل هذه الصفحة تلقائيا بمجرد فتح التطبيق حيث يتم تحليل كل ما يجذب انتباه المستخدمين.
وتعد هذه الأداة وسيلة يتم من خلالها معرفة ما يجذب اهتمام المستخدمين بمرور الوقت ومن ثم تعديل مقاطع الفيديو التي يشاهدونها على حسب اهتماماتهم.
ومع انتشار تطبيق تيك توك بشكل تجاوز التوقعات، طرح محللون تساؤلات حيال تأثير استخدام التطبيق على الشباب وصغار السن خاصة صحتهم العقلية في ضوء أن غالبية مستخدميه من المراهقين.
وفقا لدراسة نشرها مركز “بيو” للأبحاث عن عام 2022، فإن أكثر من ثلثي المراهقين في الولايات المتحدة يستخدمون التطبيق.
وفي ضوء ذلك، حذر بعض خبراء الرعاية الصحية من أن التطبيق يعزز “السلوك الإدماني” فيما قال آخرون إن فرط استخدام التطبيق يمكن أن يؤثر على القدرات المعرفية من خلال تقليل فترات الانتباه أو حتى إثارة القلق أو الاكتئاب في ظاهرة أُطلق عليها “عقل تيك توك”.
يشار إلى أن الصين قد أصدرت قواعد تحد من استخدام تطبيق “دوبن” – النسخة المحلية من تيك توك – بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 عاما بحيث لا تتجاوز فترات الاستخدام لهذه الفئة العمرية الـ 40 دقيقة في اليوم.

وكالات