منظمة “ACUA Foundation” تنظم ندوة تفاعلية حول الهجرة غير الشرعية
فاضل: لايجب أن تبقى التوصيات حبرًا على ورق



/رائد الخطيب، زائدة الدندشي-الرائد نيوز/

في حديث خاص لِ “الرائد نيوز” ، قالت رئيسة منظمة “ACUA Foundation” رولا فاضل: ” عقدنا ندوة اليوم عن الهجرة غير الشرعية لأسباب توعوية بحتة كون هذا الموضوع يهدد الأجيال الجديدة من شبابنا فارتأينا القيام بنشاط من هذا النوع لتتضافر جهودنا كجمعيات ومنظمات ووسائل إعلام بصحافييها ومذيعيها لنصل إلى نوع من التوعية والتنبيه لمخاطر هذه الهجرة غير الشرعية.

“حاولنا من خلال مؤتمر اليوم الخروج بتوصيات عملية، وخطوات واقعية والتي ستبدأ بحملة إعلامية سنقوم بها بالتعاون مع وزارة الإعلام و سائر الوسائل الإعلامية” تقول فاضل.

وختمت أن “التوصيات الأخرى سنتعاون فيها مع النواب، وسنستكمل ندواتنا، وسيكون هنالك نشاطات أيضًا في بيروت وطرابلس، وكافة المناطق لكي لا تبقى التوصيات حبرًا على ورق”.

أقامت منظمة “ACUA Foundation ” بالتعاون مع منصة “جسور” الإعلامية، ندوة تفاعلية بشأن مخاطر الهجرة غير الشرعية، وذلك في مركز الصفدي الثقافي، في طرابلس، تم خلالها عرض فيلم وثائقي من إنتاج “جسور”بعنوان “الهروب إلى الاعماق”، وهو توثيق لحادثة غرق المركب في طرابلس.

شارك في الندوة وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي ممثلاً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وزير الإعلام زياد المكاري، السفير الهولندي لدى لبنان هانس بيتر فاندر وود والنواب أشرف ريفي، أديب عبد المسيح وجميل عبود، النائب السابق مصباح الاحدب، وممثل الرئيس ميشال سليمان الإعلامي بشارة خيرالله وممثلون عن المرجعيات الدينية في طرابلس، وفعاليات اقتصادية وثقافية واجتماعية وإعلامية.

أدار الندوة الإعلامي داني حداد وكانت البداية بالنشيد الوطني اللبناني.

/فاضل: الهجرة غير الشرعية آفة تحيط بشبابنا/
رحبت فاضل بكل من حضر الندوة، ومن جاؤوا من خارج طرابلس “هذه المدينة الأكثر تهميشًا وحرمانًا على ساحل المتوسط لكنها الأغنى بتاريخها وثقافتها وشعبها المضياف وتراثها لذلك فهي تستحق أن نكون بجانبها ونتعاون كل من منصبه لتقدم لها ما لم تقدمه الدولة اللبنانية للأسف”.

“الهجرة غير الشرعية تحولت لآفة اجتماعية خطيرة، و كارثة حقيقية تهدد مستقبل شبابنا الذين أصبح هاجس “الحلم الأوروبي” يسيطر عليهم دون أن يلتفتوا لتجارب الآخرين المحفوفة بالمخاطر والمآسي والحزن”.

هذه القضية الإنسانية تتطلب حلولًا ومعالجات على عدة مستويات لذلك فمنظمة” ACUA Foundation” بدأت كمباردة لتأهيل الخبرات البشرية وتطير إمكانياتها ونشر التوعية حول مواضيع عدة كالمواطنة ومنظومة الحقوق والواجبات وغيرها، لذلك فموضوع الهجرة غير الشرعية هو من صلب أولوياتنا.


بعد ذلك عرض فيلم من إعداد أسعد بشارة عن الهجرة غير الشرعية بعنوان “نحو الأعماق”، وفي كلمة لبشارة قال: “الجمرة لا تكوي إلا مكانها لذلك علينا وضع تصور لما يمكن عمله لكي لايتكرر مشهد قوارب الموت لذلك عندما قررت منصة “جسور” الإعلامية إنتاج هذا الوثائقي فالأولوية هي منع حدوثها وعدم الهروب إلى الأعماق، وأخذنا شهادات حتى ممن وصلوا إلى البلدان الأجنبية ويمكنني القول أن تلك البلاد ليست النعيم بل فيها عذاب أيضًا.

/السفير الهولندي فاندر وود: على الدول مساعدة لبنان للخروج من ضائقته/

“ماذا يمكنن القول بعد ما شاهدناه في هذا الوثائقي؟ يتساءل السفير الهولندي. لطالما كانت الهجرة موجودة عبر التاريخ سواء بسبب الحروب أو الفقر وحتى بسبب تغيرات المناخ التي نشهدها مما دفع بكثير من الناس للانتقال من بلد لآخر.
وبالنسبة للبنان فالخجرة ليست فقط بسبب الفقر بل أيضًا هنالك الكثير من الأخصائيين الذين هاجروا للبحث عن فرص عمل وحياة افضل خارجه، لذلك فذلك يجب أن يكون من أولوياتنا في التعاون لمنع ذلك من خلال التخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية وذلك في المقام الأول من وظائف الدولة الواجب القيام بها وأيضًا للدول المانحة التي تساعد لبنان للخروج من ضائقته الاقتصادية، وتعزيز الوصول للخدمات كالتعليم والطبابة وغيرها.


من ثم كانت كلمة لنقابة المحررين ألقاها عضو مجلس النقابة
صلاح تقي الدين فقال: “الواقع مر والأمرّ هو عدم الإقرار بذلك، الهجرة غير الشرعية واحدة من أزمات العصر كونها نتيجة اضطهادات سياسية وأزمات اقتصادية واجتماعية تدفعهم للبحث عن مكان يؤمن لهم حياة كريمة بعيدة عن الفقر المدفع الذي عاشوه”.

/المكاري: إذا كان العيش في لبنان مأزومًا فإن الموت في قعر البحر ليس حلًا/
من جهته قال وزير الإعلام زياد المكاري: “يجب أن يكون هناك وثائقي آخر لمعرفة ما خل ببعض من وصلوا إلى البلاد الأوروبية وأعتقد أن قسمًا كبيرًا منهم وصلوا لجحيم آخر وليس للجنة كما يسود الاعتقاد، كما أنهم سيصلون لنتيجة واحدة هي أننا نفضل البقاء في بلدنا لنكافح ونأمن عيشًا كريمًا ولو في ظل هذه الأزمة الاقتصادية التي نمر بها”.
” إذا بدأ العيش في لبنان مأزومًا ومستحيلًا فإن الموت في قعر البحر ليس حلًا، وقد تم توثيق 155 محاولة هجرة غير شرعية خلال الربع الثالث من العام 2022، شارك فيها 4637 مهاجرًا منهم 214 قتيلًا و225 مفقودًا وذلك يجعلنا نشعر بحزن على وطن يهاجر أبناءه وأسف على مهاجرين لا يعون مخاطر ما ينتظرهم فآثروا الموت على شظف العيش، هنا نحن أمام ثالوث كبير هو الأزمة الاقتصادية، و المهاجرين ودور الإعلام في التوعية لمخاطر تلك الهجرة لذلك يأتي هنا عمل الصحافة الاستقصائي لاقتفاء أثر مجرمي الهجرة وتجارها”.

/مولوي: لا يجب أن نلوم الدولة دائمًا/

” أي عمل يغلب عليه الهلاك وليس النجاة فهو محرم شرعًا، ومن الناحية الوطنية فأي هروب من البلد والمسؤولية هو جريمة، وإذا تكلمنا بالسياسة الاجتماعية فالسؤال لماذا اللبناني لا يلجأ للأشياء الشرعية؟ لماذا اللبناني بدل المطالبة بالبناء غير الشرعي لا يلجأ للطالبة بالبناء الشرعي؟ لماذا اللبناني لا يضع يده مع الدولة في ظروفها الصعبة ويساهم في بنائها فالجولة ليست لأصحاب المراكز والسلطة بل لكل اللبنانيين.

أتوجه لكل من يهاجر من الشباب بأن متوحد ونجمع طاقاتنا لتنمية البلد فبناء الدولة هو تلاقي المبادرات الفردية مع العامة وهنا يبرز دور القطاع الخاص الناشط الذي يسند الدولة، فاللوم لا يجب أن يكون على الدولة دائمًا ويجب أن يلتزم كل مواطن بالقانون وأن يسير والدولة معًا لما فيه خير البلد”.




/الجلسة الحوارية/
من ثم كانت جلسة حوارية ضمت رئيسة اتحاد قيادات المرأة العربية وأمينة سر لجنة المحامين العرب سهير مرشد درباس، الخبير القانوني في المفوضية الأوروبية محي الدين شحيمي، الخبير والباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، الحقوقي محمد صبلوح، الصحافي المتخصص في الشؤون القضائية يوسف دياب

محمد شمس الدين: عندما يكون 70 في المئة من أهل الوطن فقراء فهم في غربة بالتأكيد وسيبحثون عن هجرة شرعية وغير شرعية ليذهبوا إلى وطن آخر.

“وثقنا الحالات التي حصلت منذ عام 1992 وحتى 2022 وبلغ الرقم 791028 لبنانياً مهاجرًا.
في عام 2022 بلغ عدد المهاجرين 59269 مهاجرًا
في 2021، بلغ 79134 مهاجرًا.
عام 2020 بسبب كورونا والاقفال بلغ 17721 مهاجرًا
2019 بلغ 66806 مهاجر
2018 بلغ 33 ألف مهاجر
2017 بلغ 18300 مهاجرًا

أعقبها شهادات من أحد أقارب الضحايا وناج من أحد قوارب الموت.



تلا ذلك تصريح فاضل أمام الحاضرين بالتوصيات وهي:
1- إطلاق حملة توعية تقوم بها منظمة” ACUA Foundation” بالتعاون مع منصة جسور الإعلامية برعاية وزارة الإعلام، ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، ووسائل التواصل الاجتماعي بهدف الحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية وكل ذلك عبر تنظيم سلسلة برامج تلفزيونية والتواصل المباشر مع الشرائح الاجتماعية لوقف هذه الظاهرة.
2- إعداد مشروع قانون لتجريم كل من يشارك أو يتدخل أو يساعد في تنظيم رحلات الهجرة غير الشرعية وإلغاء أي استثناء للقانون يسمح باستمرار القيام بهذه الأعمال دون عقاب.
3- إعداد مشروع قانون لفرض ضرائب على العمالة الأجنبية في لبنان وتسجيل عائد هذه الضرائب بصندوق مستقل يُخصَّص للمساعدات الاجتماعية وإعانة العائلات المحتاجة.
4- إجراء مسح للمناطق التي تشهد النسبة الأكبر من الهجرة غير الشرعية وتشكيل هيئة مختصة بجمعيات المجتمع المدني للتواصل مع هذه العائلات ومساعدتها وتشجيعها على رفض الهجرة.

اترك ردإلغاء الرد