ما هي وظيفة الإعلام اللبناني ورسالته؟

الكويت تُلغي الاحتفالات وإعلامنا يقدم برامج كوميدية!

نوال حبشي نجا _الرائد نيوز

بينما العالم كله يشخص أمام شاشات التلفزة، وبحالة ترقب لما يحدث في تركيا وسوريا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا صباح الاثنين ٦شباط، وعداد الموت يحصد الأرواح بآلاف، وكذلك الجرحى والمتضررين والمشردين. ولم نستطع حتى اللحظة تجاوز الشعور بالهلع والخوف الذي انتابنا لحظات الهزة التي ضربت لبنان بنفس التوقيت. نرى تلفزيون الmtv المحلي اللبناني يعرض البرنامج الكوميدي الساخر “كتير هالقد” لمقدمه “هشام حداد” وكأن شيء لم يكن!

أي إعلام هذا! وما هي رسالته الإنسانية؟ ما الهدف المرجو…!

أهو إضحاك الناس! فالوقت غير مناسب وغير لائق للضحك. بين منظر الأهوال من الأنقاض، وطفلة حديثة الولادة تولد تحت الركام وتتوفى والدتها وعِداد من المفقودين، وطفلة تحمي أخاها لمدة ١٧ ساعة قبل وصول فرق الإسعاف لهم، وأب يمسك بيد ابنته المتوفاة تحت الركام….فنحن بين كارثة ومهرج،نحن أمام كارثة أخلاقية إن كنا لا نستطيع تقديم العون فلنسهم بالدعاء أضعف الإيمان أو لنصمت…

هناك مفقودون، ما زالوا تحت الركام ومشردون بلا مأوى أو مسكن، بل الغابات الفسيحة مسكنهم في هذا البرد القارس والجو العاصف، القتلى بالآلاف، والجرحى عشرات الآلاف، بينهم لبنانيون ووسائل الإعلام اللبناني من يوم الزلزال لا تغطي الكارثة العالمية ولا تُعير الحدث الإنساني أي أهمية في حين أن أكثر من ثمانين دولة أعلنت تقديم المساعدات وجميع المحطات الإخبارية والقنوات الفضائية تواكب التطورات على مدار الساعة، وفي بلدي أسمع وأرى على وسائل التواصل الاجتماعي “أوقفوا الحديث عن الزلزال”.!

الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” يعلن حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، فيما دولة الكويت أعلنت إلغاء الاحتفالات الرياضية جميعها وحولت كلفتها المادية إلى البلاد المنكوبة وأرسلت فرق الهلال الأحمر لتقديم المساعدة.

القرى والبلدات السورية المنكوبة بالزلزال مجاورة للبنان

في سوريا وفي مناطق مختلفة من شمال حلب، حماة، إدلب، جبلة، الأقرب للبنان ساعات قليلة ومسافات قصيرة تفصلنا عنهم، المباني هبطت على رؤوس قاطنيها، في كارثة مؤلمة والأشد ألمًا عدم توفر الرافعات والجرافات لرفع الأنقاض وإنقاذ الأحياء من تحت الركام، الناس تحفر بيديها وتهلل بالدعاء والصراخ لذويهم، واصلين الليل بالنهار بجهود حثيثة متشبثين بأمل إيجاد أحياء. لا ملاذ لهم سوى الدعاء ومساندة الشعوب لهم بالإمدادات الإنسانية.

مجرد التأخر أو التردد في إغاثة السوريين المتضررين من الزلزال، والمدفونين أحياء تحت الركام، عار، لا بل قلة مروءة وموت ضمير، تباً للسياسة اذا بدا تجردني من إنسانيتي.

الإنسانية بعمرها ما كانت لناس وناس، إنما هي مصالح دوليّة وسياسيّة بحت فليكن الله في عون إخواننا السوريين، عندما تخذلهم جميع دول العرب والأشِقة. ما الذّاكرة التي يحملها الإنسان السّوري في عقد من الزمان.. نظام يعتقله ويعذّبه ويخفيه وينفيه، بحر يهرب إليه فيبتلعه، وأرض يأوي إليها فتهوي عليه.. تنهزم آلام الدّنيا أمام الحُزن السّوري.

وبمبادرة مشكورة من الجيش اللبناني وحده من لبنان، أرسل بعثة من ٢٠ عنصرًا من فوج الهندسة للمساهمة في عملية الإنقاذ.

للأسف كل يوم وفي كل المواقف والأحداث تثبت دولتنا أنها بلا أخلاق، وإعلامنا أيضاً بلا أخلاق ووزراؤنا بلا أخلاق….

إنّما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت

فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا….

اترك ردإلغاء الرد