التافهون يحكمون العالم
إعلام فارغ من الرسالة
/رأي نوال حبشي نجا- الرائد نيوز/
السلطة الرابعة أو الصحافة والإعلام الذي بات فارغًا من أي محتوى لقضية إنسانية، سياسية، ثقافية أو حتى اجتماعية.
فقد أضحى الإعلام أصفر حتى العضم، مأجور لمن يدفع أكثر فيروج له تطبيلًا وتزميرًا، لقد فرغوا الإعلام من قضاياه التي وُجد ليناصرها.
أغلب البرامج الإعلامية بلا هدف ولا قضية، بل عبارة عن عرض أزياء وتجميل بين المحاور والضيوف، مع تفاهة الموضوع المتناول (تعدد الزوجات، الحياة الجنسية، المطالبة الدائمة بالقضية الأبدية للمساواة بين الرجل والمرأة…..)
من فرغ الإعلام من رسالته؟
الإعلام سخيف، تافه، بلا رسالة، إنّها حرب تسخيف العقول أخطر من حرب الدبابة والرصاصة. كل فترة يخترعون قضية لإشغال الرأي العام بها(كورونا، خبز، بنزين، الدولار، الكهرباء…) مع تغييب تام لرسالة الإعلام الهادف.
أين البرامج الثقافية التي تربينا عليها؟
ليس بالقديم كنا نشاهد بشغف مع الأهل البرامج الثقافية ( من سيربح المليون، المميزون، سوق عكاظ، أمسيات شعرية من الزجل الارتجالي وغيرها…) نترقبها ونحاول معرفة الأجوبة والإنحياز لفريق ما وتسود أجواء التحدي وتبادل الآراء والحوارات بين أفراد العائلة والرفاق.
اليوم البرامج عبارة عن نكت، ضحك مصطنع، سخافة بالمضمون، عرض أزياء من المذيعة، إثارة للمشاهد، برامج طبلي لأرقصلك دون أي رسالة هادفة سوى تسخيف مستوى عقول وتدني تفكير الجيل الناشئ.
إعلانات على أهم المحطات التلفزيونية اللبنانية لفيلم كوميدي منحط اللغة والسيناريو والمضمون سيعرض قريبًا، أهذا هو الإعلام اللبناني الذي كان يحتل المراتب الأولى عالميًا؟
نظام التفاهة لآلان دونو
في شهر رمضان الكريم كنا نتابع برامج تلفزيونية وفوازير رمضان، الآن نشاهد برامج تافهة عبارة عن مقالب متفق عليها من إدارة التلفزيون والمقدِم مع الضيف (الممثل أو الفنان) مقابل مبلغ من المال.
أي فتات من أي صورة تظهر لنا على الشاشة؟
وهكذا يظهر لنا الواقع متأنقًا، مقتطعًا من سياقه، مؤطرًا ومعدًا كما ينبغي فيوصله التلفاز إلى بيوتنا مثل سلعة نستهلكها دون تردد، نتقبلها في اللاوعي ونعتادها مع الوعي التام لفراغ محتواها من المضمون ومع ذلك نتعايش معها.
الفرامات ضعيفة!

Pingback: التافهون يحكمون العالم إعلام فارغ من الرسالة – جــهـــيــنــة بـــــرس