توترات طرابلسية.. الأيام المقبلة قد تكون دقيقة وحساسة
للمرة الأولى بحسب الكثير من المتابعين للوضع في طرابلس، لا يملك السياسيون هناك أي سيطرة على مجموعات في المدينة يصفها البعض بأنها متطرفة والبعض الآخر بأنها مجموعات فوضوية، ولفت هؤلاء المتابعون بأن الخطورة تكمن في أن أي جهة محلية أو إقليمية قادرة على استغلال هؤلاء وتوظيفهم في أي محاولة لزعزعة أمن المدينة وافتعال أحداث أمنية.
وأكد هؤلاء المتابعون أن الوضع في المدينة وفي مناطق محيطة بها ولا سيما في البداوي، يخضع لمراقبة مشددة من الجيش ومن مختلف الأجهزة الأمنية، وقد لاحظ هؤلاء بحسب المعلومات المتوفرة أن عوامل التوتر والتفلت تتصاعد وان السبب الأول في ذلك يعود إلى الضائقة المالية التي يعاني منها المواطنون هناك لا سيما وان من كان يتولى تمويل هذه المجموعات أو الإنفاق عليها من قبل السياسيين الطرابلسيين قد توقف عن ذلك.
في طرابلس زادت الانتخابات النيابية من حال التفلت هذه، وأصبحت هذه المجموعات تدرك الحاجة إليها من قبل عدد من المرشحين ما جعل العمل على استمالتهم من قبل هذه اللائحة أو تلك مهمة أساسية لكل المرشحين الذين أبدى البعض منهم استعدادا إما للمساعدة العينية وإما للمساعدة المادية، ولكن تبين لهؤلاء المرشحين أن هذه المجموعات لا تستجيب للإغراءات سريعا باعتبار أنه كلما اقترب موعد الانتخابات زادت الحاجة إلى أصواتهم وارتفع سعر الصوت الانتخابي.
في المقابل تتحرك فعاليات سياسية ودينية إسلامية ومسيحية في المدينة في محاولة لتدارك أي تطورات سلبية وتعمل هذه القيادات على صعد مختلفة وفي مقدمها تكثيف الاتصالات مع قيادة الجيش وقيادات الأجهزة الأمنية للحفاظ على الهدوء الأمني رغم الضغوط المعيشية والمادية الكبيرة التي يعاني منها العسكريون، كما تحاول بعض الفعاليات في عاصمة الشمال التخفيف من حدة الخطاب والكلام الطائفي والمذهبي في محاولة منها للحد من اختراق المجموعات المتطرفة لصفوف الشباب وتغذية نعرات طائفية ومذهبية تدرك فعاليات المدينة أنها لن تؤدي سوى إلى المزيد من البؤس.
هذا الجو المتوتر في طرابلس يتظهر أكثر فأكثر في خلال الإشكالات التي وصفت أنها فردية في الأيام الماضية، وصولا إلى كارثة غرق زورق المهاجرين، وكان لافتا للقوى الأمنية عدد المسلحين الذين تواجدوا في الشوارع وكمية الذخائر التي في حوزتهم بالإضافة إلى حال التضامن التي سجلت تجاههم في صفوف المواطنين.
الأيام المقبلة في طرابلس قد تكون دقيقة وحساسة ولا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية اللبنانية خارج وداخل لبنان، وقد يستفيد أي طرف يرغب في عرقلة هذه الانتخابات او تطييرها من هذا الجو لإفتعال أحداث قد تودي بإجرائها. بسام أبو زيد- السهم
