مقتل زعيم داعش وتعيين القرشي خليفة له
إعداد نوال حبشي نجا
أعلن المتحدث باسم تنظيم داعش في كلمة صوتية، اليوم الأربعاء، مقتل زعيم التنظيم أبو الحسن القرشي واختيار أبو الحسين الحسيني القرشي خلفا له.
وأضاف المتحدث باسم التنظيم أبو عمر المهاجر في كلمة بثتها حسابات تابعة لداعش على تليغرام، أن زعيمه قتل أثناء المعارك دون أن يشير إلى مكان أو توقيت مقتله.
وكان مصدر تركي قد أكد في ٢٤ الشهر الجاري، عن اعتقال زعيم تنظيم “داعش”، أبو الحسن القرشي، في عملية أمنية خاصة بإسطنبول، مما سلط الضوء على زعيم التنظيم المتطرف الذي لم تمض على “زعامته” سوى أشهر، حيث يعد أول زعيم لداعش يعتقل حيا ويعد بمثابة “كنز الأسرار”.
في حين أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، في ٣ شباط الماضي، أن غارة عسكرية أميركية، قد أدت إلى مقتل زعيم داعش، أبو إبراهيم القرشي، بمنطقة أطمة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا. وكان أبو إبراهيم القرشي ثاني رجل يحمل لقب “الخليفة” في التنظيم المتشدد، خلفا لأبو بكر البغدادي في ٢٠١٩.
وتشابهت النهايات بالنسبة لكل منهما، إذ لقيا مصرعهما بتفجير نفسيهما وأفراد عائلتهما خلال غارة أميركية على المكان الذي يتحصنان به شمالي سوريا.
وبالرغم من أن “داعش” عادة ما يعلن “الخليفة” الذي سيتولى الزعامة، بسرعة، فإن هذه المرة تأخر إعلان اسم أبو الحسن القرشي، وبقيت هويته موضع تكهنات لفترة.
يذكر أن داعش اعتاد تسمية قياداته في فترة زمنية قصيرة، حيث أسندت مهمة قيادة التنظيم للقرشي بعد ٥ أيام فقط من مقتل البغدادي نهاية تشرين ٢٠١٩.
من هو زعيم داعش المقتول؟
جاء إعلان تعيين أبو الحسن الهاشمي القرشي في رسالة صوتية مسجلة نشرها التنظيم على الإنترنت، بعد أسابيع من مقتل أبو إبراهيم القرشي.
وذكر التسجيل الصوتي، أن مبايعة أبو الحسن القرشي جاءت “عملا بوصية الشيخ أبي إبراهيم، ولقد قبل البيعة”، في إشارة إلى أن أبوبكر القرشي عينه خلفا له قبل وفاته.
وقال مسؤولان أمنيان عراقيان، ومصدر أمني غربي، إن أبا الحسن القرشي هو “الأخ الشقيق للزعيم الأسبق للتنظيم، أبو بكر البغدادي”.
وأضاف المسؤولان: أن “الاسم الحقيقي للزعيم الجديد هو جمعة عوض البدري”، لافتين إلى أنه عراقي الجنسية، وأنه الشقيق الأكبر للبغدادي.
من جانبه، أكد المسؤول الأمني الغربي أن الرجلين شقيقان بالفعل، لكنه لم يحدد أيهما الأكبر سنا.
وعلى الرغم من ذلك، لا توجد معلومات أكيدة بشأن زعيم التنظيم الحالي، وما إذا كان أبو الحسن القرشي، أو شخص آخر يقود التنظيم في السر.
ولا يُعرف الكثير عن البدري، لكنه ينحدر من دوائر قريبة من المتشددين العراقيين الذين يلفهم الغموض، والذين ازدادوا صلابة بفعل المعارك، وبرزوا في أعقاب الغزو الأميركي عام ٢٠٠٣.
وقال أحد المسؤولين الأمنيين العراقيين “البدري متطرف انضم للجماعات المتشددة في ٢٠٠٣، وكان معروفا عنه أنه مرافق شخصي دائم للبغدادي، ومستشاره بالمسائل الشرعية”.
وأضاف “ظل البدري لفترة طويلة رئيسا لمجلس شورى داعش، وهي جماعة قيادية تتولى مسائل التوجيه الاستراتيجي، وتقرر من يتولى الخلافة عند مقتل الخليفة أو أسره”.
وقال بحث أجراه الخبير العراقي الراحل في شؤون تنظيم داعش، هشام الهاشمي، الذي نُشر على الإنترنت في ٢٠٢٠، إن “البدري كان رئيسا لمجلس الشورى المكون من ٥ أعضاء”.
وأشار مسؤولون أمنيون ومحللون عراقيون، إلى أن الزعيم الجديد لداعش كان “سيسير على نفس الدرب، ويحاول شن هجمات بجميع أنحاء العراق وسوريا، وقد تكون لديه رؤيته الخاصة لطريقة تنفيذ هذه الهجمات”، وذلك قبل اعتقاله السريع.
وتضمن التقرير أن “التقييمات الأخيرة تقدر احتياطيات الجماعة بين ٢٥ و٥٠ مليون دولار”، لكنه أضاف أن داعش ينفق أكثر مما يتحصل عليه، بالاعتماد على “الابتزاز والانتهازية والنهب والخطف لطلب الفدى”.
وقال المسؤول الأمني العراقي إن “للبدري شقيقين آخرين، أحدهما تحتجزه أجهزة الأمن العراقية منذ سنوات”، مضيفا أن “مكان وجود الأخ الثاني غير معروف، لكن أغلب الظن أنه متطرف أيضا”.”البدري انتقل خسارات متتالية
وخسر داعش خلال العامين الأخيرين أبرز قياداته، من بينهم زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، الذي قُتل في عملية عسكرية أميركية شمالي سوريا عام ٢٠١٩، ومسؤول التمويل سامي جاسم الجبوري الذي اعتقل شمال غربي سوريا عام ٢٠٢١، ومدبر مخطط اقتحام سجن غويران بسوريا محمد عبد العواد، الذي قبض عليه شمال شرقي سوريا في كانون الأول ٢٠٢١.
وتعود جذور تنظيم داعش، وهو وريث فرع تنظيم القاعدة في العراق، إلى تمرد ضد الغزو الأميركي الذي أطاح صدام حسين في ٢٠٠٣.
