البابا من كاتدرائية سيدة العرب بالبحرين: لنبقِ أمام أعيننا وثيقة الأخوّة الإنسانية
/ترجمة الرائد نيوز/
يشارك رئيس الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في حوار متعدد الأديان في اليوم الثاني من زيارته للبحرين. وكان البابا فرنسيس قد استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لدى وصوله إلى البحرين لحضور اجتماع مع مجلس حكماء المسلمين.
وكان زعيم الكنيسة الكاثوليكية قد بدأ في اليوم الثاني من زيارته للبحرين بإلقاء خطاب في منتدى تعددي يتحدث عن الحوار والسلام. وفي ليلة الخميس، ألقى كلمة أدان فيها “واقع الحرب الوحشي الذي لا معنى له”. وقد لقي ترحيبًا حارًا لدى وصوله إلى البحرين يوم الخميس، بعد رحلة على متن الطائرة البابوية.
ويقوم البابا حاليا بجولة في الخليج تستمر أربعة أيام، وهي ثاني زيارة رسمية له إلى المنطقة بعد زيارته للإمارات في عام 2019. وكان في استقبال البابا فرانسيس البروفيسور أحمد الطيب شيخ الأزهر لدى وصوله إلى البحرين لحضور اجتماع مع مجلس حكماء المسلمين. واتخذ الرجلان موقفًا قويًا أزاء القضايا الملحة التى تواجه العالم خلال المحادثات بين الأديان في البلاد.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة، شدد البابا فرنسيس على ضرورة أن يتخلى العالم عن المصلحة الذاتية والأيديولوجيات السياسية لمعالجة الظلم والجوع في العالم.
في خطاب ألقاه عقب خطاب البابا، انتقد الطيب، وهو أحد أكثر علماء الإسلام السني احترامًا، الجشع والنزعة الاستهلاكية. وهذا هو الاجتماع الأخير لشخصيتين دينيتين موقرتين سعتا معًا إلى تعزيز التفاهم والتسامح بين الناس من جميع الأديان. وقد نقل الرجلان رسالة أمل عند التوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية في أبو ظبي في عام 2019.
توقع بنّاء لزيارة بابوية للكاتدرائية الواسعة
وسيلقي البابا فرنسيس خطابا في كاتدرائية سيدة العرب.
ستوفر أكبر كنيسة كاثوليكية رومانية في الخليج العربي مكانا رائعًا لزيارة بابوية تاريخية مساء اليوم وذلك بعد محادثاته مع مجلس حكماء المسلمين، ويتسع مكان العبادة الشاسع لما لا يقل عن 2300 شخص ويقع في بلدة صحراوية على بعد 20 كيلومترًا إلى الجنوب من العاصمة المنامة. وافتتحت الكنيسة الحداثية في كانون الأول 2021.
البابا يحضر اجتماع مجلس حكماء المسلمين
ويحضر البابا فرنسيس اجتماعًا لمجلس حكماء المسلمين في مسجد قصر صخير الملكي في البحرين. ويشارك الحبر الأعظم في هذا اللقاء، العلامة الإسلامي البارز أحمد الطيب، شيخ الأزهر ويتماشى حضور رئيس الكنيسة الكاثوليكية الرومانية لهذا الحدث مع أهداف هذه الزيارة التاريخية، للمساعدة في تعميق العلاقات بين الناس من جميع الأديان.
فرنسيس يحث العالم على الاتحاد ضد “الظلم الفاضح” والجوع
في اليوم الثاني من جولته التاريخية في البحرين، قدم البابا فرانسيس مناشدة حماسية لاتخاذ إجراء عاجل بشأن “الظلم العالمي الفاضح” و”بلاء الجوع المخزي”. تحدث الحبر الأعظم عن مخاوفه بشأن تغليب المصلحة الذاتية والأيديولوجيات السياسية على الحاجة الملحة إلى توحيد العالم من أجل التصدي للتحديات الأكثر الحاحًا..
وقال البابا إن الخيار القاسي الذي يواجه المجتمع الدولي هو الاصطفاف معًا أو الإبحار إلى مستقبل مجهول.
وفي تجمع جوي مفتوح في باحة قصر صخير الملكي قال البابا: “من المفارقات اللافتة للنظر أنه فيما تتحد غالبية سكان العالم في مواجهة الصعوبات نفسها، إذ يعانون من أزمات غذائية وبيئية ووبائية خطيرة، بالاضافة إلى ظلم عالمي فاضح على نحو متزايد، فإن قلة من الناس يقعون في شرك صراع صارم من أجل المصالح الحزبية، إحياء للخطاب البالي، إعادة تصميم مجالات النفوذ والكتل المعارضة.”
عالم إسلامي ينتقد الاستهلاكية وتجارة السلاح
وقال الطيب، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس مجلس حكماء المسلمين، “لا أعتقد أننا بحاجة إلى تكرار الحديث عن الصراع الذي تعيشه البشرية اليوم، سواء في الشرق أو الغرب، أو البحث عن أسباب هذا الصراع أو مآسيه أو تداعياته المريرة التي تصيب الإنسان في القرن الحادي والعشرين”.
وأضاف “هذا بخلاف الذين وقعوا ضحية لسياسات السوق الاقتصادية مثل الجشع الذي يولد رغبة مفرطة في التملك والاستهلاك وتجارة الأسلحة الثقيلة والمميتة وتصدير الأسلحة إلى دول العالم الثالث”.
دعونا لا ننسى ما يتطلبه ازدهار تجارة الأسلحة، مما يؤجج الفتنة الطائفية والعنصرية، ويثير الفتن والصراعات، مما يؤدي إلى عدم استقرار دول كانت آمنة ذات يوم. وتحدث أيضًا عن الحاجة إلى الاحترام والتفاهم الأفضل بين الشرق والغرب، والذي كان موضوع منتدى البحرين للحوار الذي عقد يوم الخميس والجمعة.
“يحتاج الغرب إلى الأسواق الشرقية وإلى القوى العاملة لمصانعه في أفريقيا وآسيا وأماكن أخرى. وهي تحتاج أيضًا إلى المواد الخام التي وجدت في أعماق هاتين القارتين، والتي بدونها لا يستطيع الغرب أن ينتج أي شيء. وقال انه ليس من العدل مكافأة الاحسان بالفقر والجهل والمرض.
وأضاف ان الشرقيين يحتاجون إلى نظرة جديدة إلى الغرب، مليئة بالنزاهة والإحسان. كما يحتاجون إلى فهم متسامح للطرق المدنية التي يتبعها الغرب والعادات الغربية، وتفسيرها من خلال عدسة الظروف الخاصة والتطورات والاستجابات التي دفع الغرب ثمنها باهظًا على مدى قرون كثيرة.
فرنسيس يدعو إلى إتخاذ إجراءات ضد التطرف والفقر “المشين”
وفي خطاب ألقاه البابا فرانسيس دعا إلى العمل على التصدي للتطرف الديني والقوى التي تسعى إلى تقسيم المؤمنين.
وقال “على بحر الصراعات العاصف، دعونا نبقي أمام أعيننا وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، التي تدعو إلى لقاء مثمر بين الغرب والشرق”، في إشارة إلى الوثيقة التي وقعها في أبو ظبي عام 2019.
“نحن هنا، كرجال ونساء يؤمنون بالله وبإخواننا وأخواتنا، لنرفض التفكير المنعزل، الاقتراب إلى الواقع الذي يطل على بحر البشرية العظيم بالتركيز فقط على تياره الضيق.
وأضاف “نريد تسوية الخلافات بين الشرق والغرب لمصلحة الجميع، من دون صرف الانتباه عن أختلاف آخر يتزايد باستمرار وبشكل كبير، وهو الهوة بين شمال وجنوب العالم”.
كما انتقد الهوة “المخزية” بين الاغنياء والفقراء.
وقال ” إن ظهور الصراعات يجب ألا يجعلنا نغفل المآسى الاقل وضوحًا في عائلتنا الانسانية مثل التفاوت الكارثي الذي يشهد ظلمًا غير مسبوق لغالبية سكان كوكبنا، وبلاء الجوع المشين، وكارثة تغير المناخ ، وهى علامة على عدم اهتمامنا بالوطن المشترك ويتعين على الزعماء الدينيين أن يكونوا قدوة وأن يقودوا الطريق إلى حيث يستطيعون.
وقال الحبر الأعظم “من واجبنا تشجيع ومساعدة عائلتنا البشرية المترابطة والتي لا تزال مفصولة في الوقت نفسه، للإبحار في البحر معا”.
وقال الحبر الاعظم “إننا نعيش في وقت تبدو فيه البشرية، المرتبطة بشكل لم يسبق له مثيل، أكثر انقسامًا بكثير من كونها موحدة”. وتم الترحيب به في جولة احتفالية بمناسبة رحلته التاريخية إلى الخليج.
البابا سيلقي خطابًا ختاميًا في منتدى تعدد الأديان
وقد بدأ الضيوف بالوصول في الصباح الأخير لمنتدى البحرين للحوار في قصر الصخير في المنامة. وأكد المتحدثون في المنتدى على ضرورة إجراء حوار لمعالجة التطرف الذى عانى منه الشرق الأوسط في السنوات الاخيرة.
