صادق خان أول عمدة مسلم لبلدية لندن
من المحاماة إلى السياسة اليسارية المعتدلة
/إعداد زائدة محمد الكنج الدندشي- الرائد نيوز/
صادق خان عمدة بلدية لندن
ولد عمدة لندن صادق خان عام 1970 وهو سياسي بريطاني من أصل باكستاني زوجته سعدية أحمد وهي محامية مسلمة أيضًا، صادق خان عضو في حزب العمال. ترشح لانتخابات عمدة لندن عن حزب العمال وفاز بها في أيار 2016 وبذلك يكون أول بريطاني مسلم يتسلم منصب عمدة لمدينة لندن في بريطانيا، وهو عضو في البرلمان عن توتينغ منذ عام 2005.
خان من المحاججة والمنطق للسياسة
التحق صادق في دراسته الثانوية بمدرسة إيرنست بيفن كوليدج، ويصفها بأنها مدرسة قاسية، حيث اشتهرت بسوء سلوك طلابها والذين كانوا في أغلبهم ذكورًا. وخلال هذه المرحلة بدأ اهتمام صادق بالسياسة، فانضم إلى حزب العمال في عمر 15 عامًا اهتم خان بدراسة الرياضيات والعلوم ليصبح طبيبًا للأسنان، لكنه انتقل لدراسة القانون، بعدما لفت معلمه انتباهه قائلا: «أنت دائما تناقش وتحاجج». درس خان القانون في جامعة نورث لندن وتخرج منها، وأصبح محاميًا متدربًا في قضايا حقوق الإنسان.
خان يساري معتدل صاعد
عام 2005 أصبح خان عضوًا في مجلس العموم عن حزب العمال و ممثلاً لمنطقة توتينغ، وكان من بين خمسة نواب ينتمون لأقليات عرقية انتخبوا ذلك العام. وتميز خان بقوة خطابه وطلاقة لسانه، وجذبه للانتباه حينما يتحدث. وبعد دخوله مجلس العموم بشهرين وقعت تفجيرات لندن، وناقشها البرلمان، وحينما تحدث عنها خان أشاد بشجاعة كل اللندنيين من كل الأعراق والمعتقدات، ودعاهم للاستمرار في العمل ومنع المجرمين من إفساد حياتهم. وعزز خان موقفه المناصر للحريات المدنية، حينما عارض مع 48 نائبًا آخر مقترح حكومة رئيس الوزراء العمالي طوني بلير بشأن بطاقات الهوية، وكذلك مقترحها بالسماح باعتقال المشتبهين بالإرهاب لمدة قد تصل إلى 90 يومًا دون توجيه تهمة لهم. وحينما كان بلير يحزم أوراقه لمغادرة منصبه، أصبح خان قادرًا على أن يثبت نفسه كيساري معتدل صاعد، في صفوف حزب العمال إلى جوار القياديين بالحزب إيد بولز وغوردون براون.
تأييده للحركة النقابية العمالية
وفي المنافسة للفوز بترشيح حزب العمال لمنصب رئيس بلدية لندن، فقد ساعد تأييد خان للحركة النقابية العمالية على فوزه بهذا الترشيح. لكن بعد اختيار حزب المحافظين لمرشحه المليونير زاك غولدسميث، والذي يعرف عنه سمعته الطيبة ولباقته وطريقة تفكيره المستقلة، أدى ذلك لإحباط في صفوف حزب العمال. وركز غولد سميث خلال حملته الانتخابية على مهاجمة خان، واتهامه بأنه دائمًا ما «أعطى منصة أوكسجين وغطاء للمتطرفين». وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي كانت تضع خان في المقدمة، إلا أن المتشائمين من حزب العمال والمتفائلين من حزب المحافظين كانوا يرون دائمًا أن غولد سميث من المرجح أن يستفيد من وجود المحافظين على رأس السلطة، وكذلك من انخفاض مشاركة المجموعات التي تميل للتصويت لصالح حزب العمال.
العدالة الاجتماعية في نظر خان
لكن هذا التنبؤ لم يصدق، حيث بلغت نسبة المشاركة 45 في المئة، بزيادة قدرها 7 في المئة مقارنة بعام 2012، وبدا واضحًا من الساعات الأولى ليوم الانتخابات أن خان يتمتع بتقدم مريح عن منافسه المحافظ غولدسميث. وإذا أراد خان أن ينجح في منصبه الجديد فعليه أن يثبت نفس الموهبة في تحديد منهجه الخاص، والتي أثبتها خلال سنواته الدراسية، ثم عمله كمحامي حقوقي وعضو في البرلمان ووزير في حكومة الظل. لكن الذين صوتوا لصالح خان لن ينسوا تأكيده على خلفيته المتواضعة، وحديثه عن العدالة الاجتماعية وتعهده بأن يكون «رئيس بلدية لكل اللندنيين»
