إشكاليات الترسيم مع سوريا: تصحيح العلاقات أولاً
/أنديرا مطر- القبس/
على وقع الاستعداد لتوقيع مذكرة ترسيم الحدود البحرية مع الكيان الصهيوني، الخميس المقبل، اصطدمت اندفاعة الرئيس ميشال عون على خط الترسيم شمالاً، باعتذار دمشق عن استقبال الوفد اللبناني الذي شكله لبدء التفاوض في هذا الملف، بحجة ارتباطات سابقة للمسؤولين السوريين اليوم الأربعاء.
السفير السوري المنتهية مهامه في لبنان علي عبدالكريم علي عزا إلغاء الزيارة إلى «لبس حصل بشأن تحديد الموعد»، موضحاً بعد زيارته عون أنه سبق أن طلب كتاباً لمخاطبة «الخارجية السورية» وبُلِّغَ بالكتاب في وقت متأخر.
مصادر مطلعة أوضحت أن تأجيل زيارة الوفد اللبناني إلى دمشق مرده «شكلياً» إلى عدم تنسيق لبنان مع سوريا حول موعد الزيارة والاستعجال بالإعلان عنها من جانب واحد، في حين السبب الحقيقي هو أن النظام السوري يطمح إلى عودة العلاقات بشكل كامل قبل البدء بهذه الملفات.
سياسياً، لا جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية الأسبوع الحالي بسبب انشغال لبنان بتوقيع اتفاقية الترسيم الخميس، ما يعني أن الجلسة الخامسة ستكون بعد انتهاء ولاية الرئيس عون.
حكومياً، تبدو مهمة تشكيل الحكومة مستحيلة وفق التصريح المقتضب الذي أدلى به ميقاتي بعد لقائه عون إذ اكتفى بالقول رداً على سؤال حول وعده بالمبيت في القصر الجمهوري حتى تأليف الحكومة «نقلوا كل شي على الرابية (مقر إقامة عون بعد انتهاء ولايته) ما في محل نام».
بدوره، جدد عون التأكيد أنه في حال حصل شغور رئاسي ستكون الحكومة الحالية منتقصة الصلاحيات، ولا يمكنها أن تمارس صلاحيات رئيس الجمهورية في هذه الأثناء.
في شأن آخر، حضر ملف النازحين السوريين في مؤتمر صحافي للمديرية العامة للأمن العام؛ لشرح خطة اعادة النازحين الطوعية، ومنها الدفعة الـ24 التي ستجري اليوم الأربعاء. وأكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أن لبنان لم يقصر مع النازحين و«أن مسألة العودة القسرية غير واردة لدينا».
وسام من عون للسفير السوري استفز المغردين
في زمن الانقطاع الرسمي عن سوريا وغداة رفض سوريا استقبال الوفد اللبناني، قلد الرئيس عون السفير السوري علي عبدالكريم علي وسام الأرز من رتبة ضابط أكبر «وذلك بمناسبة انتهاء مهامه وتقديراً لجهوده في توطيد العلاقات بين البلدين الشقيقين».
ومنذ أيام دأب عون على منح أوسمة لإعلاميين وسياسيين ورجال وسيدات أعمال يدورون بمعظمهم في فلك التيار الوطني الحر وحلفائه. غير أن وسام السفير السوري أثار موجة من الاعتراضات نسبة للعلاقات الملتبسة مع سوريا وبالأخص لأن النظام السوري هو من أخرج الرئيس عون من قصر بعبدا في 1990.
