غواصون روس يتفقدون الأضرار بجسر القرم

فيما بدأ غواصون في تفقد أضرار الانفجار القوي على جسر شبه جزيرة القرم، واستأنفت روسيا حركة القطارات والسيارات على الجسر الذي يمثل طريق إمداد رئيسي لقواتها في جنوب أوكرانيا.

بدأ غواصون روس اليوم الأحد (التاسع من تشرين الأول 2022) تفقد الأضرار التي خلفها انفجار قوي على جسر لحركة السيارات والقطارات إلى شبه جزيرة القرم ، وهو جسر يمثل رمزا مهما لضم موسكو لشبه الجزيرة وطريق إمداد رئيسي للقوات التي تقاتل في جنوب أوكرانيا.

وقوبل الانفجار الذي وقع أمس السبت على الجسر الممتد فوق مضيق كيرتش برسائل مبتهجة من المسؤولين الأوكرانيين، دون أن يعلنوا المسؤولية عنه. كما أن روسيا لم توجه اتهاما لأي جهة. ونقلت وكالات أنباء محلية عن نائب رئيس الوزراء الروسي مارات خوسنولين القول إن الغواصين سيبدأون العمل في الصباح، كما أنه من المتوقع أن يكتمل مسح أكثر تفصيلا فوق الماء بنهاية اليوم.

وقال الحاكم الروسي لشبه جزيرة القرم سيرجي أكسيونوف للصحفيين “الوضع يمكن السيطرة عليه… إنه مزعج ولكنه ليس كارثيا… وقد أثار بالطبع المشاعر  وهناك رغبة كبيرة في الإنتقام “.

وأضاف أن شبه الجزيرة لديها وقود يكفي لشهر ومواد غذائية تكفي لشهرين. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها في جنوب أوكرانيا يمكن أن تحصل على إمداداتها “بالكامل” عبر الطرق البرية والبحرية القائمة.

وضُمت  روسيا  شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014، وافتتح الرئيس فلاديمير بوتين جسر القرم -الذي يصل طوله إلى 19 كيلومترا ويربط المنطقة بشبكة النقل الروسية- خلال احتفالية كبيرة بعد هذا بأربع سنوات.

وتطالب  كييف القوات الروسية بالانسحاب من شبه الجزيرة الواقعة في البحر الأسود، وكذلك من الأراضي الأوكرانية التي احتلتها منذ انطلاق الغزو الحالي في فبراير/ شباط الماضي.

ولم يتضح بعد ما إذا كان الانفجار ناجما عن هجوم متعمد، إلا أن الضرر الذي لحق بالجسر الحيوي يأتي وسط هزائم تتكبدها روسيا في ساحة المعركة ومن شأنه أن يضعف بشكل أكبر رسائل الطمأنة التي يطلقها الكرملين بأن الصراع يمضي وفق ما هو مخطط له.

ووقع بوتين يوم السبت مرسوما بتشديد الإجراءات الأمنية للجسر، فضلا عن البنية التحتية التي تزود شبه جزيرة القرم بالكهرباء والغاز الطبيعي. كما أمر بفتح تحقيق.

استئناف حركة القطارات

واستؤنفت حركة القطارات والسيارات على جسر القرم الذي يربط روسيا بشبه الجزيرة بعد أن دُمِّر جزئيًا السبت (الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2022) بسبب انفجار كبير قالت موسكو إنه ناجم عن شاحنة مفخخة . 

وقال نائب رئيس الوزراء الروسي مارات خوسنولين إن “حركة القطارات على جسر القرم استؤنفت بالكامل”، دون أن يحدد الوقت، وفق ما نقلت وكالة ريا نوفوستي. وأكد أن “جميع القطارات المقررة ستُسيَّر”. وأوضح في حسابه على تلغرام أن استئناف الحركة يشمل “قطارات الركاب والشحن”. وقال “لدينا القدرات الفنية لذلك”.

بدورها قالت شركة “غراند سيرفيس إكسبرس” التي تشغل القطارات بين القرم وروسيا قبل ساعات إن قطارين غادرا شبه الجزيرة في اتجاه موسكو وسان بطرسبرغ، موضحة على تلغرام أن “القطارين سيعبران جسر القرم”.

وأعلنت سلطات القرم بعد ظهر السبت استئناف حركة المرور للسيارات والحافلات على المسار الوحيد على الجسر الذي ظل سليما “مع إجراءات تفتيش كاملة”. وأكد خوسنولين ذلك، مشيرًا إلى أن المسار الثاني سيعود إلى الخدمة “في المستقبل القريب”. وأكد أن نتائج التحقيقات التي أجريت السبت على الأجزاء المتضررة ستُعلن الأحد. وتتولى عبّاراتٌ نقلَ البضائع بدل الشاحنات. وقال نائب رئيس الوزراء “لا نتوقع نقصا”.

وذكرت وكالة الأنباء الروسية تاس في وقت سابق أن حركة القطارات استؤنفت بالكامل للركاب والبضائع، ولكن مع حدوث تأخير. وأظهرت لقطات تم تداولها عبر الإنترنت انفجارا قويا مع مرور عدة عربات على الجسر من بينها شاحنة تشتبه السلطات الروسية بأنها كانت مصدر الانفجار.

البحث عن أجوبة

ونشر مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك تغريدة ساخرة صباح السبت بدا فيها  وكأنه يعترف بوقوع هجوم أوكراني على الجسر ، ليعود لاحقًا ويشير إلى “ضلوع روسي”. أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فاكتفى في خطابه مساء السبت بالإشارة إلى شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا قائلاً “لسوء الحظ، كانت الأجواء غائمة في القرم”، دون التطرّق إلى الانفجار.

وفي حال كانت أوكرانيا وراء الحريق والانفجار على جسر القرم، فذلك سيشكل ضربة لروسيا تتمثل بتمكن القوات الأوكرانية من إلحاق أضرار ببنية تحتية حيوية وبعيدة عن الجبهة. وكتب بودولياك على تويتر “يجب تدمير كل شيء غير قانوني ويجب إعادة كل شيء مسروق إلى أوكرانيا”. ولاحقًا، نسب الانفجار في بيان نشرته الرئاسة إلى صراع داخلي بين جهاز الأمن الفدرالي الروسي والجيش الروسي.

وقال بودولياك في البيان “من الملائم أن نلاحظ أن الشاحنة التي انفجرت، وفق كل المؤشرات، دخلت الجسر من الجانب الروسي. إذا، ينبغي البحث عن الاجوبة في روسيا (…) كل ذلك يشير بوضوح الى ضلوع روسي”.

في المقابل، اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن ردود الفعل الأوكرانية تشير إلى “الطبيعة الإرهابية” للسلطات الأوكرانية. من جهته، أكد الجيش الروسي الذي يواجه صعوبات على جبهة خيرسون في جنوب أوكرانيا، أن إمدادات قواته ليست مهددة، وأعلن أن “الإمداد… يتم بشكل مستمر وكامل على طول ممر بري وجزئيا عن طريق البحر”.

وقصفت أوكرانيا عدة جسور في منطقة خيرسون في الأشهر الأخيرة لتعطيل الإمدادات الروسية، وكذلك قواعد عسكرية في شبه جزيرة القرم، وهي هجمات لم تعلن مسؤوليتها عنها إلا بعد شهور.

/ أ ف ب + رويترز /

اترك ردإلغاء الرد