تفجير جسر القرم هدية لِ “بوتين” في عيد ميلاده


/إعداد زائدة محمد الكنج الدندشي – الرائد نيوز/



بعد كرٍّ وفرّ، وأخذٍ وردّ، منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في 24 شباط 2022، وبعد حشدٍ عسكريّ كبير حيث اعترف الروس بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، شنت روسيا حربها على أوكرانيا بدخولها من منطقة دونباس شرقيّ أوكرانيا.

/تاريخ الأزمة/

تعود أصول القضية الأوكرانية لعام 1991، وبعد تفكك الاتحاد السوفياتي ففي عام 1994، تم توقيع “مذكرة بودابست” من خلالها تعهَّدت روسيا الاتحادية باحترام حدود أوكرانيا في مقابل تخلِّي كييف عن ترسانتها النووية الموروثة عن الاتحاد السوفيتي لصالحها. لكن سرعان ما فرضت الحسابات الجيوبوليتيكية نفسها على شرق أوروبا، مع اتجاه حلف الناتو للتمدد شرقًا. فانضمَّت جمهوريات التشيك والمجر وبولندا للحلف، عام 1999، وبين عامي 2004 و2009، انضمت 9 دول من شرق أوروبا، بعضها من الجمهوريات السوفيتية السابقة (بلغاريا، إستونيا، لاتفيا، ليتوانيا، رومانيا، سلوفاكيا، سلوفينيا، ألبانيا، كرواتيا)، ثم لحقت بها بعد ذلك كل من الجبل الأسود ومقدونيا الشمالية. وأصبح إجمالي عدد الدول التي انضمت للحلف بين 1999 و2020 نحو 14 دولة، تشكِّل نحو نصف الدول الأعضاء في الحلف الذي تأسس عام 1949.

ونظرًا لإقدام روسيا على ضم شبه جزيرة القرم إليها، سارعت الولايات المتحدة الأميركية للتعاون العسكري والأمني مع أوكرانيا، وأشارت بعض التقديرات إلى حصول أوكرانيا خلال الفترة من 2014 إلى 2021 على نحو5.6 مليارات دولار من الولايات المتحدة، شملت أسلحة ومعدات تدريب للجيش، ودعم مكافحة التهديدات السيبرانية، بالإضافة إلى الدعم الاستخباراتي لمواجهة التهديدات الروسية.


/بناه بوتين كحلم روسيّ.. فانفجر! /

تعرض جسر القرم “كريتش” ، يوم السبت 8 تشرين الأول لانفجار ضخم أحدث أضرارًا كبيرة على جانبيه، وتبين فيما بعد أن هذا الانفجار جاء نتيجة لسيارة مفخخة انفجرت بوجود 7 شاحنات نقل للوقود كانت في طريقها لجزيرة القرم كانت تنقل بالسكك الحديدية.
يعتبر جسر القرم أطول جسور أوروبا الذي بنته روسيا بأمر من فلاديمير بوتين وتم افتتاحه علم 2018، وبعد مرور عامين افتتح جسر السكة الحديدية الموازي له

من جهته لمح ميخايلو بودولاك مستشار الرئاسة الأوكرانية عبر تغريدة له على تويتر ضمنيًّا عن دور كييف في الانفجار قائلًا: “جسر القرم هو البداية، وسنعيد كل شيء سُرِق من أوكرانيا، وسنطرد كل ما يخص روسيا من بلدنا”.


/ أوكرانيا: سنطال كل المناطق التي ضمتها روسيا/

يقول محللون وخبراء بأن الانفجار هو بمثابة رسالة داخلية وخارجية مفادها أنه مهما قامت روسيا بضم المدن والمناطق وجعلها تحت لوائها غير آمنة، حتى ولو كان الجيش الروسي موجودا.
وقد أفادت صحيفة الغارديان بأن أهالي جزيرة القرم هرعوا لمحطات البنزين بعد أقاويل لم تثبت صحتها بعد أن الوقود سينفذ في شبه الجزيرة، وأضاف الجنرال الأسترالي المتقاعد ميك رايان أن مثل هذا التفجير يحتاج كمية كبيرة من المتفجرات وخطة محكمة كونه أعتى جسور الخرسانة المسلحة.

/استهداف جسر القرم ضربة شخصية لبوتين/

يجمل جسر “كريتش” رمزية كبيرة بالنسبة لبوتين وذلك لأهميته السياسية والاستراتيجية وقاد بوتين شاحنة يوم افتتاحه عام 2018 بنفسه، حيث كان ربط جزيرة القرم بالبرّ الروسي حلمًا قديمًا منذ عهد القياصرة وحققه بوتين الذي كانت يحتفل قبلها بيوم بعيد ميلاده ويتلقى الهدايا العجيبة وأغربها جرار يرمز للمقاومة الأوكرانية من لوكاشينكو.

لكن تبقى هدية أوكرانيا لو أنها جاءت متأخرة قليلًا ولم يُعلن عنها صراحة أثقل الهدايا الممنوحة له فكيف سيكون الرد الروسي؟

اترك ردإلغاء الرد