هل دائرة الأوقاف الإسلاميّة فقيرة؟
أجر حصة تدريس مادة الدين ٧٠٠٠ ل. ل.

/ نوال حبشي نجا – الرائد نيوز /


حيث يشهد المجتمع اللبناني العودة الميمونة للطلاب والأساتذة والهيئات الإداريّة والتعليميّة إلى المدارس عامةً، الرسمية والخاصة. ونحن نعيش حالة من الأزمة الاقتصادية الخانقة جراء تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الارتفاع اللامحدود للدولار، وفيما نشهد ارتفاعًا ملحوظًا للرواتب في مختلف القطاعات بما يتناسب إلى حدٍ ما مع الغلاء لكل أسعار السلع والمحروقات والمواد الغذائية، فبعض المدارس الخاصة اعتمدت آلية جديدة في دفع مستحقات الأساتذة بالفريش دولار وقسم بالليرة اللبنانية المنهارة بعد فرض الدفع بالفريش دولار والملايين اللبنانية على الأهل لتسديد القسط المدرسي، كذلك الأمر بالنسبة للقطاع العام شهدنا قبل أسبوع وعود وقرارات من وزارتي ( المالية والتربية والتعليم) بمضاعفة رواتب المعلمين الملاك وأجر ساعة التعاقد للمتعاقدين في التعليم الرسمي والثانوي والمهني.

“اللهم خُبزنا كفاف يومنا”
بينما ارتفعت رواتب ومداخيل كلّ الموظفين في القطاعين العام والخاص، بقيت أجرة حصة التدريس لمادة الدين ٧٠٠٠ آلاف ليرة فقط لا غير، وهي بدل أتعاب أو مستحقات مالية مدفوعة الأجر من قِبل دائرة الأوقاف الإسلاميّة للأساتذة المكلفين من جهتها لتعليم مادة الدين في المدارس الرسمية بمعدل ٨حصص في الأسبوع كحد أدنى إلى ٢٠ ساعة أسبوعيًا كأقصى حدّ، مما يعني أنّ معاش أستاذ الدين أقلّه:
٨ حصص ×٧٠٠٠= ٥٦٠٠٠ أسبوعيًا ٥٦٠٠٠×٤ أسابيع = ٢٢٤٠٠٠ شهريًا.
إضافةً إلى ٣٠ ألف ليرة بدل نقل لكلّ أستاذ مما يعدل ٢٥٤٠٠٠ معاش أستاذ الدين المكلف من الأوقاف.
أقصاه:
٢٠حصة ×٧٠٠٠= ١٤٠ ألف ١٤٠ ألف×٤=٥٦٠ شهريًا+ ٣٠ الف بدل نقل ليبلغ أقصى حد ٥٩٠ ألف شهريًا.

سعر ربطة الخبز يتزايد بالارتفاع من يوم لآخر بشكل تلقائي توافقًا مع سعر الصرف، إذا أراد هذا الأستاذ الذي تكلّف عليه أهله مال دون عد، منذ الخطوة الأولى له في المدرسة حتى تخرج وأصبح مدرّسًا، أن يأكل خبز حاف فقط لا غير هذا المبلغ الزهيد لا يكفيه ثمن خبز فقط…! لنفرض أنّه زاهد في الدنيا “اللهم خبزنا كفاف يومنا” فإنّ هذا الراتب الذي يتقاضاه لا يوّفِ ثمن الخبز حتى!

هل دائرة الأوقاف الإسلاميّة فقيرة؟!
دائرة الأوقاف تملك الكثير من الأراضي والمباني والعقارات، إضافةً إلى تحصيلها لكل إرث لا وريث له، عدا عما يُقدم لها من الجمعيات الخيرية وفاعلي الخير ومحبي التبرع في سبيل الله ولخير الأمة فتكون دائرة الأوقاف مقصدهم. وكما علمنا ولا أعلم مدى صحة المعلومة أنّ العقارات التي تعود ملكيتها للأوقاف عُدلت تسعيرة بدل أجارها في الشهر نسبةً لسعر الصرف الحالي!

فإذًا لما الأستاذ المكلّف من قبل الأوقاف ما زال أجره وفقاً لأسعار عصر ما قبل الحجري!

هذا الأستاذ كم يتكلّف حتى يصل إلى المدرسة؟
وكم يعاني أعباءً وجهدًا في إنجاز ساعات التعليم؟
أليس مثله مثل سائر البشرية والموظفين ويترتب عليه مصاريف والتزامات ودفعات؟
كيف له أن يكون أستاذًا ويظهر بأفضل حال ويكون مثال يحتذى به من الأجيال ويُدرس وينهي المنهاج المطلوب منه مع ملاحظات المنسق الذي يحضر بين الفينة والأخرى إلى صفه ولا يبخل عليه كما دائرة الأوقاف، بالملاحظات وطلب التعديلات وإنجاز النشاطات على حساب الأستاذ المكلّف طبعاً.

أستاذ مادة الدين، يتحمّل أعباء التعليم، التربية والتوجيه، لذلك يتوجب أن يكون مدفوع الأجر من قبل وزارة التربية والتعليم أسوةً بزمائله المعلمين مع الدعم من دائرة الأوقاف لتميزه واصطفائه كأستاذ لأعلى مراتب العلم “الدين”، ولأهميّة المادة وضرورتها كأساس للتربية والتعليم، لا أن يعاني هذا الأستاذ من الذل والهوان والاستهتار وتسويله مبلغ ٧٠٠٠ آلاف بدل أجر الحصة لا تكفي مصروف جيب لطفل في الروضة، عدا عن الاستهتزاء بهم من قبل الإدارات والتغاضي عن وجودهم وعدم إشراكهم أو دعوتهم لأيّ نشاط حاصل في المدرسة ، كمعلمين لمادة الدين.

والجدير بالذكر أن هؤلاء الأساتذة مكلفون أو موكلون من قبل دائرة الأوقاف الإسلاميّة لتدريس مادة الدين في المدارس الرسميّة دون أيّ عقد رسمي يضمن أو يذكر حقوقهم، واجباتهم، بدل أتعابهم، مدّة العقد…

يكلفون بإعطائهم دفتر تحضير وجدول الساعات، وبارك الله بكم وجزاكم الله كل خير، مع التشديد على ضرورة الصبر وأهمية الصبار والتحمل لما فيه خير للأمة ومستقبل الجيل…

اترك ردإلغاء الرد