نسرين علمت كل الأجيال معالي الوزير
انظروا سنغافورة لنتعلم ونعلم
/زائدة محمد الكنج الدندشي _ الرائد نيوز /
سنغافورة بنظامها التعليمي تنهض
كان رئيس وزراء سنغافورة وباني نهضتها الراحل “لي كوان يو”، قد بدء مشواره بـجزيرة صغيرة قوامها حوالي مليوني نسمة، فقيرة الموارد، تعاني من الفقر وارتفاع نسبة البطالة. لكنه تمكن من نقلها إلى أحد أقوى نمور الاقتصاد الآسيوي والعالمي، وجعل منها دولة تحتل أحد أعلى عشر مراكز بين أغنى دول العالم، حيث يصل معدل دخل الفرد السنغافوري اليوم حوالي 56 ألف دولار سنوياً، ونسبة البطالة فيها الآن تقل عن 2%.
أدرك كوان يو منذ اليوم الأول أن العلم والتعليم هما السبيل الوحيد لنهضة البلاد وتقدمها فالنظام التعليمي القويم كفيل بتوفير جميع أنواع الأيدي العاملة التي تحتاجها البلاد، وبالتعليم تحارَب الأميّة وتقل نسبة البطالة وينحصر الفقر.
ركز كوان يو على التعليم من حيث التطور الذهني والأخلاقي والرياضي للطلاب كونها تتكامل مع بعضها البعض لبناء جيل من أطباء ومهندسين وعمال من كل الاختصاصات مؤمنًا بمبدأ أنه بالعلم تُبنى الأمم وترتقي.
وليس ذلك فحسب بل كان يقوم بيارات للحرم الجامعي وطلابه ويستمتع لهم وينصت لمقترحاتهم ليأخذ بيدهم نحو الأفضل.
وبناءً عليه نشرت منظمة الاقتصاد والتعاون والتنمية العالمية في تقريرها الصادر في أيار 2015، تصنيفا دولياً للتعليم شمل مختلف دول العالم. كانت سنغافورة تحتل المركز الأول عالمياً فيه.
اطلبوا العلم إلا في لبنان
لبنان بلد العلم والعلماء بمدنه ومدارسه الرسمية وجامعته الوطنية كان وللأسف لم يبق كذلك، بات حق الأستاذ مهدورًا فيه نتيجة الأزمة الاقتصادية التي أرخت بسدولها على الجميع، و بدلًا من أن يكون للأستاذ حفاوة ومكانة تليق بمن يخرّج النشئ ويرشده لطرق العلم قام وزير التربية بفصل الأستاذة نسرين شاهين لمؤازرتها الأساتذة المتعاقدين ووقوفها معهم كونها واحدة منهم فما كان لها سوى الطرد التعسفي، والطريف في الأمر أن القرار ممضي منذ 29 آب وأطلق الوزير سراحه اليوم، وكان عذره أقبح من ذنبه حيث لم يجد مبررًا لقراره سوى كلمة ” لانتفاء الحاجة إليها”
وقالت نسرين في فيديو مصور لها من أمام وزارة التربية بأنه ليس من حقه أن يقوم بطردي دون أسباب تذكر وأضافت أن الوزارة هي لكل الشعب اللبناني.
وتوعدت نسرين بالاستمرار في دعمها للاساتذة المتعاقدين وبفضحها لملفات الفساد في الوزارة من دمج للطلاب، وأموال منهوبة من الدول المانحة وسرقة أجور الأساتذة ككل.
إن كان الطلاب لا يستطيعون تأمين أقساطهم المدرسية وإن كان المعلمون والأستاذة هم أهل لهؤلاء الطلاب فأين دورك يا معالي الوزير وأين النهج الذي من المفروض أن تسير وفقه؟
المعلم هو من يهتم بتعليم أولادكم أيها الوزراء والنواب ولكن لعل الجيل الناشئ من أبناءكم لا يكون مثلكم ولا يأتي بقرارات كالتي تأتون بها لعل لبنان يعود يومًا بلد للعلم وأهله
