“أَكتُبُني… حين أحببتَني”

سحر حيدر تغمِسُ ريشتَها بِدَمع العين ودَم القلب

بدعوة من “جمعية عدل ورحمة ” والجمعية اللبنانية للتعايش والإنماء أطلقت الأديبة د. سحر نبيه حيدر (أمينة سرّ جمعيّة عدل ورحمة) كتابها الرابع “أكتُبني… حين أحببتني” (منشورات شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي) في احتفال أقيم في الجامعة الأنطونية النبي أيلا –البقاع، تخلله كلمات لكل من: مدير الجامعة الأنطونية- فرع زحلة- ونائب رئيس جمعية عدل ورحمة الأب الدكتور ريمون الهاشم، رئيس الجمعية اللبنانية للتعايش والإنماء الدكتور حسين حسن، الدكتور عماد يونس فغالي، الدكتورة رُبى سابا حبيب، الأستاذ عمر شبلي، الدكتورة يسرى بيطار ألقتها بالنيابة عنها الإعلامية نور ضاهر، الدكتورة سحر نبيه حيدر. قدّمت لهم الأستاذة بهية صبحي صلح.

في ما يلي كلمة الدكتورة سحر نبيه حيدر على أن ننشُر باقي الكلمات تباعًا:

مساؤكم خيرٌ ورؤاكم بلسمٌ يَشفي القلقَ

بعضُهم غابَ، وقد تَمُرُّ الذِكرى

وبعضُهم رحَلَ، خلفَ الموت…

قد تمُرُّ الذكرى، وقد يَحينُ الرحيلُ

وقد يكونُ اللقاءُ…

وبين الذكرى والرحيلِ واللقاءِ…

أملٌ باقٍ على أملِ اللقاء

حيثُ تطيبُ الذِكرى ويَطيبُ اللقاءُ…

كلماتٌ أستهلُّ بها لِقائي بكم،

فِعلُ عِرفانٍ ولَهفةٍ وحَنينٍ لِروح والديَّ.

رحمَ الله غائبيكُم وأطالَ عُمرَ مَن نبضُهُم باقٍ في القلوب…

… في الحنينِ لا زمانَ ولا مكانَ، لا حدودَ ولا وقت

فالاشتياقُ يفوق كلَّ تصوّرٍ…

أحبائي، أصدقائي

أهًلا بكم في بِقاع الفِكر، في حُضن الجامعة الأنطونيّة، صرحًا أكاديميًا حرِصَت إدارتُه منذ الانطلاقة الأولى عام 1996 على بناء البَشر ونَشرِ ثقافةِ الإنسان.

في البدء كان الكلمة، وكان الإعلامُ، ونحن وإياكُم لا نملِكُ سوى هذه الكلمة: سلاحًا في وجه الفسادِ والفوضى والغَوغائيةِ المُستشريةِ.

أن تستقي من اليُنبوع خيرٌ لك من أن تشربَ من الجَدول.

ثريةٌ أنا بِروافدي، وينابيعُ فرحي تفيضُ من دَفْقِ مَحبّتِكُم.

“أَكتُبُني… حين أحببتَني”، ثمرةُ حُبٍ همجيّ صارخٍ استقلعتُه من قلوبٍ جريئةٍ جرى ماؤها من عيونٍ ما جفّ دمعُها، من حَيواتٍ فاضت بالعِبَر…

قصصُ أُناسٍ أحببتُهم، دثّروا ضُعفي بغِلالاتٍ شفيفةٍ من الوُدّ، ففاضت عينُ قلمي وسكبتُ على الورقِ صِدقًا لا يعرفُ المُغالاة وومضات أشرقَت في كتاب…

همساتٌ راقية، غمستُ ريشتَها بدَمع العين ودمِ القلبِ، سطّرتُها بأناملَ لا تتعب، بفرحٍ وحُزنٍ. عزفتُ من خلالِها على أوتارِ الزمان. رسمتُ فوق سنوات العُمرِ لوحات واقعي، أمسي وحاضِري…

أيقظَ نبضُها من سبقونا الى الرُقاد، وتعاليتُ بها على ألمٍ صقلَني وجِراحٍ ثلّمت أرضي وخِياناتٍ أدمَت الفؤاد…

أَكتُبُني… حين أحببتَني”، إرهاصاتٌ انتزعت الفرحَ من بين براثِنِ الأسى واستنبتَت الأملَ…

معركةٌ وجوديةٌ كشَحَت الضبابَ الذي غلّف ورودي بإيمانٍ، بقوّةٍ، بصمتٍ مُدوٍّ عساني معه ألتقي بعضًا من ذاتي وأُحافِظ على مبادئي وعُهودي وخطوط حمراء سيّجت أناي منذ تفتُّح بتلاتي…

حسبي أن أسموَ بها على الصغائِر وأحتضنَ كُلَّ من أدمى القلبَ وألبسني ثوبَ الشقاء.

كتابي هذا الذي بين أيديكُم، حِكايةُ امرأةِ الوعدِ، أُنشودةُ العذارى.

نورٌ تحدّى عَتمةَ الماضي، واقعٌ واعدٌ بغدٍ أكثرَ عطاءً.

ثورة فكرٍ شفيفة صوّبت نحو علاقة المرأة والرجل في حُلةٍّ فريدة.

رجلٌ وامرأة، يلهوان بالعمرِ وجدًا قلقًا… وسرابًا.

هي وهو، قِصة الزمانِ على كرّ سنواتِه ترسُمها خيوطُ الأملِ فوق أديم السماء.

كرٌ وفرّ، ولعبةُ قدرٍ ترفض التأني.

بين مدٍّ وجزرٍ تتكرّرُ رحلتُهُما على مدّ العصور.

إن هي غابت، يدنو أو يزهو.

تستدرجُه همسًا فيهفو…

توأمان يتكاملان، يتكافلان، فتحلو الحياة.

حوارُ الحضارات رجلٌ وامرأة…

فضاءٌ حرٌّ… ميراثُ الأرضِ الموعود لِصدقِ الوفاء،

يُعطىلهُ/ ولها/ وللحبّ غير المشروط.

حكايةُ إنسانٍ. … ولادةٌ وموتٌ، سعادةٌ مُرهِقةٌ، صداقةٌ واعِدةٌ وماهيةُ وجود.

حكاياتٌ نهلَت من كأسِ حقائقَ عايشتُها أو شهدتُ عليها…صوتٌ يزأر في صحراءِ القلقِ، واحةُ صِدقٍ حوّلت الصُورَ إلى فَراشاتٍ حالِمات، ملائكةٍ مُجنّحات…

كلماتٌ بلون الدَمع والآخ، نسجتُها في عَتمة الليل، موسيقى، أوتارًا، قناديلَ زيّنتُ بِها معالِمَ الطريق…

ألقيتُها على صفحات المدى لعلَها من حُلمِها الهاربِ تَستَفيق.

بذورُ صِدق ومَحبّة، نثرتُها هنا وهُناك على حافةِ الرِضا، أرجوها فرَحًا في صُدورِكم، تنمو معها عَلاقةٌ أمينةٌ، تقينا رُطوبةَ المآسي المتفشية في مجتمعٍ، بات الزيف فيه حقيقةً والحقيقةُ طمسَها الرِياءُ.

أحبّائي،

إن أنا نطقتُ فهو عطاءٌ من السماء

وإن كتبتُ فهي نِعمةٌ من عليّ.



أصدقائي، عُزوتي، أهلُ الفكرِ والقلمِ والخيرِ النابضِ…

أنحني عِرفانًا أمام غَمر محبّتكم وأشكُركم جميعًا، فردًا فردًا، على وقتِكم وجُهدِكم وحضوركم إلى جانبي بالرَغم من كلّ الظروف.

اسمحوا لي باسمكِم جميعًا أن أشكُر الجامعة الأنطونية بشخصِ مدير فرع النبي أيلا زحلة- البقاع/ الأب الدكتور ريمون هاشم على حُسن ضِيافته واستقباله

أشكُر رئيس جمعية “عدل ورحمة” الأب الدكتور نجيب بعقليني ورئيس الجمعية اللبنانية للتعايُش والإنماء الدكتور حسين حسن على دعوتِنا لهذه الاحتفالية المُباركة.

والشكر موصول للاعزاء د. ربى سابا حبيب، د. يسرى البيطار، د عماد فغالي -الذي قدّم للكتاب- والأستاذ عمر شبلي، على المحبةِ الصادقِة وطيبِ الكلامِ الذي غمرتُم به وليدي الجديد. ولا يفوتُني أن أشكرَ أستاذة ميراي عبد الله شحاده رئيسة منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحاده الثقافي على نشرها كتابي.

كما أشكُر باسمكم صديقةَ الطُفولة، التي أهدت أمسيتَنا زهورًا تعبَق بالفرح أعني أستاذة بهية صلح.

… شكرٌ رهيفٌ للأُخت الصديقة الفنانة التشكيليّة زينب دندش التي زيّنت ريشتُها غِلافَ الكتاب.

والشُكرُ موصولٌ إلى كلّ من ساهمَ وساعدَ وكان شريكًا فاعلًا في إنجاح هذه الأُمسية الرائعة.بخاصةٍ الفنان الموهوب الرّسام هِشام الأحمدية على مشاركتِه اللطيفة.

أعِدُكم وأعِد نفسي بمُتابَعة الرِحلة والمَسار، علّني أنثُرُ بعضًا من الزَهر والعِطر فيُثمِرَ فاكهةً لا يغيب سُكّرُها.



تفنى الأشياءُ، تُمّحى السُطور، ووحدَها تبقى رسالةُ الكلمة.

/Aleph_Lam/

اترك ردإلغاء الرد