ترامب يوافق على مقترح سلام يلزم أوكرانيا بتنازلات كبيرة… وروسيا تكثّف ضرباتها



أفادت شبكة NBC الأميركية أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب وافق خلال الأيام الماضية بهدوء على خطة سلام بين روسيا وأوكرانيا، في وقت كشفت مصادر أوكرانية عن تسلّم كييف مسودة مقترح أميركي جديد يفرض تنازلات واسعة على أوكرانيا مقابل وقف الحرب المستمرة منذ نحو أربع سنوات.

وبحسب مسؤول أوكراني مطّلع، تنص المسودة على اعتراف كييف بشبه جزيرة القرم ومناطق أخرى تسيطر عليها روسيا، إضافة إلى خفض عديد الجيش الأوكراني إلى 400 ألف جندي. وقال: “نتلقى إشارات تدفعنا للاعتقاد أن المطلوب هو الموافقة”.

جاء ذلك بالتوازي مع إحدى أوسع الضربات الروسية على غرب أوكرانيا، والتي أدّت الأربعاء إلى مقتل ما لا يقل عن 25 شخصاً وإصابة أكثر من 90 آخرين، مستهدفة مدناً كلفيف وإيفانو فرانكيفسك وتيرنوبل.

ورفض الكرملين التعليق على ما كشفه موقع Axios عن إعداد خطة سلام بسرية بين واشنطن وموسكو. فيما جاء هذا التطور بعد لقاء جمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة، حيث عبّر زيلينسكي عن أمله في استئناف عمليات تبادل الأسرى مع موسكو “قبل نهاية العام”.

وقال مسؤول أوكراني إن الاجتماع هدف إلى “إعادة إشراك” واشنطن في المسار السياسي، رغم غياب المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، بينما تستمر روسيا في قصف المدن والبنى التحتية للطاقة. واعتبر زيلينسكي أن الضربات الأخيرة تُظهر أنّ “الضغط على روسيا ليس كافياً”.

ودان المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك الهجمات الروسية الأخيرة، معتبراً أنها تسلّط الضوء على “فظاعة الصواريخ بعيدة المدى والاستخدام المتزايد لأسراب المسيّرات”.

أما المستشار الألماني فريدريش ميرتس فاعتبر أن «التصعيد الروسي الهائل» هو «حرب إرهاب ضد المدنيين وليس عملاً عسكرياً».

وعلى الرغم من تقديم ترامب نفسه وسيطاً منذ عودته إلى البيت الأبيض مطلع العام، لم تنجح مبادراته في وقف القتال، فيما فرضت إدارته عقوبات في أكتوبر على قطاع النفط الروسي.

وبرغم جولات التفاوض التي استضافتها إسطنبول هذا العام، لا تزال مواقف موسكو وكييف متعارضة. فروسيا، التي تسيطر على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، تطالب كييف بالتنازل عن خمس مناطق والتخلي عن مساعي الانضمام إلى حلف الناتو. في المقابل، تطالب أوكرانيا بنشر قوات غربية على ما تبقى من أراضيها، وهو طرح ترفضه موسكو بالكامل.

وتبدو رغبة كييف في العودة إلى طاولة التفاوض مرتبطة بالظرف الميداني الصعب؛ إذ تقترب مدينة بوكروفسك شرقاً من السقوط، بعدما سيطرت روسيا هذا الصيف على منطقة دنيبروبيتروفسك وتواصل التقدّم في زابوريجيا جنوباً، حيث ظلّت الجبهة شبه ثابتة لعامين.

هذه التطورات تشير إلى أن ملفّ الحرب يدخل مرحلة ضغط سياسي دولي متزايد، فيما الميدان يفرض وقائعه الصعبة على أي حديث عن وقف النار أو صيغة سلام قريبة.

اترك ردإلغاء الرد