لودريان في الرياض قبل بيروت… وانشغال محلي بالزيارات الخارجية

تنشغل الساحة اللبنانية في الأيام الأخيرة بحراك دبلوماسي لافت، تُرجم بزيارات متلاحقة لمسؤولين إلى الخارج، تعكس اهتمامًا متجددًا بالوضع اللبناني وكيفية دعمه. وفي هذا الإطار، بدأ الموفد الفرنسي جان إيف لودريان جولته من الرياض أمس، للتنسيق مع الجانب السعودي حول تنظيم مؤتمرات مخصصة لدعم الجيش وتوفير مساعدات للبنان، قبل أن يحط في بيروت.
وقد جدّد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في كلمة أمام مجلس الشورى، دعم المملكة لاستقرار لبنان، عشية إيفاد الأمير يزيد بن فرحان إلى بيروت.
هذا الحراك يترافق مع انتظام حكومي يسعى إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة، مستفيدًا من مناخ الانفراج الداخلي والتفهم العربي والدولي للخيارات اللبنانية، خصوصًا في ما يتعلق بالقرار 1701 والالتزام بتطبيقه. ويواكب ذلك حثّ متزايد لوضع خطة الجيش اللبناني بشأن حصرية السلاح موضع التنفيذ، في ظل متابعة عربية وأوروبية ودولية دقيقة، على وقع التوترات الإقليمية المتصاعدة بعد الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة وتهديدات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجاه قطر وغيرها.
لودريان، الذي يصل اليوم إلى بيروت، يبدأ لقاءاته بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري عند الحادية عشرة قبل ظهرًا، ثم يجتمع برئيس الجمهورية جوزاف عون، يليه لقاء مع رئيس الحكومة نواف سلام، فاجتماع مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل. وتشمل أجندته أيضًا لقاءات مع شخصيات مصرفية، لينهي زيارته خلال يوم واحد من دون لقاء أي وزير أو سياسي آخر «لضيق الوقت».
وبحسب مصادر دبلوماسية مواكبة، ستركز لقاءات لودريان على متابعة مسار الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية، باعتبارها المدخل الأساسي للتحضير لمؤتمري دعم لبنان: الأول للتعافي الاقتصادي، والثاني لدعم الجيش، واللذين سبق أن أشار إليهما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصالاته الأخيرة مع المسؤولين اللبنانيين. وتشدد المصادر على أن استعادة الثقة الدولية بلبنان تمثل الشرط الحاسم لتحديد موعد المؤتمرين وضمان جذب الدعم والاستثمارات، إذ من دون هذه الثقة لن يتقدّم أي بلد أو مستثمر لدعم لبنان.
وتضيف المصادر أن موضوع جمع السلاح لا يشكّل شرطًا مسبقًا لعقد المؤتمرين، لكنه ساهم في تأخير الإصلاحات بفعل التجاذب السياسي الذي استنزف أكثر من شهر، في حين كان يُفترض استثمار هذه الفترة في إنجاز قوانين أساسية، ولا سيما قانون الفجوة المالية.
وفي موازاة هذه الجهود، أفيد عن التحضير لعقد مؤتمر دعم بعنوان «بيروت 1» في 18 و19 تشرين الأول المقبل، بمشاركة دول صديقة، بهدف جذب الاستثمارات والمساعدات، وسط اتصالات متواصلة لضمان حضور فاعل من الدول الشقيقة والصديقة.
المصدر: اللواء