الروضة بين الشراكة والتطوير

احتفلَت جمعِيَّتا رِعاية الأطفال ومكارم الأخلاق الإسلاميّة بتوقيع عقد شراكةٍ مدنيّة بينَهما نتج عنه الإعلان عن إطلاق “شركة روضة الفَيحاء”، استُهِلَّ الحفل بتلاوة عطرة من القرآن الكريم رتَّلَها فضيلةُ القارئ الأستاذ عبد الناصر كبّارة، ثُمَّ أدّى فريق كورال الروضة النشيد الوطنيّ ونشيد الرَّوضة، بقيادة المايسترو أحمد الخير.
بعدَها رحَّبَ مقدِّم الحفل الدكتور محمود درنيقة بالحضور الذين كان في مقدّمتهم دَولةُ الرَّئيس نجيب ميقاتي مُمَثَّلًا بمعالي وزير الثّقافة القاضي محمَّد وسام المُرتَضى، وصاحِبُ السَّماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، ونيافة المطران يوسف سويف راعي أبرشية طرابلس المارونية ممثلًا بالمطران يوسف الزعبي، والأمين العام للهيئة العُليا للإغاثة اللواء محمّد خير، ومعالي الوزير أشرف ريفي مُمثَّلًا بعقيلتِه السيِّدة سليمة أديب الريفي، ومعالي الوزير سمير الجسر، وأصحاب السّعادة النوّاب: كريم كبّارة، إيهاب مطَر، جميل عبّود. والنائبان السابقان مصباح الأحدب، ورامي فنج، ونقيب المحامين سامي الحسن، ،نقيب المهندسين شوقي فتفت ، نقيب المعلمين نعمة محفوض، وجَمعٌ مِنْ أصحاب الفضيلةِ والنِّيافةِ وأعضاءِ المجلس الشرعيّ الإسلاميّ الأعلى، وممثّلون عن الجامعات والمؤسّسات التربويّة والجمعِيّات والمنتديات وهيئات المجتمع المدنيّ، إلى جانبِ رُعاةِ المُناسَبةِ وأصحاب الدَّعوة: رُؤَساء الجَمعِيَّتَينِ الداعِيَتَيْن؛ السابقين: السيَّدة ناريمان العقّاد ذَوق، ومعالي الأستاذ عمر مسقاوي، والأستاذ محمد رشيد ميقاتي، والرَّئيسَين الحالِيَّين: السيّدة سمر زيني بركة، والدكتور الحميد كريمة، وأعضاء مجلسَي الإدارة في الجمعيّتين، وأعضاء مجلس الأمناء، والمدير العامّ لثانويّة روضة الفيحاء الدكتور أحمد شاهين، والمديرة التربويّة السيّدة ميرفت بقسماطي، والمدير المالي والإداري الأستاذ فؤاد الحاج، ومدير المعلوماتيّة الأستاذ حاتم الأزاز، وقد حضَرت أُسرة الرَّوْضةِ بهَيئتَيها الإداريّة والتربويّة، وبلِجان الأهل فيها، إضافةً إلى الحُضورِ البارز لجمعيَّةِ خرّيجي ثانويّة روضة الفيحاء.

السيدة سمر زيني بركة.

ثُمَّ كانَتْ كلِمةٌ لرئيسة جمعيّة رعاية الأطفال السيّدة سمر زيني بركة، تناولَت فيها مراحل نموّ الرَّوضة، منذُ التأسيس وصولًا إلى الشراكة والتوسُّع. وممّا جاء في كلمتها:
“في العام 1945 وفي بيت سكنيٍّ أرضيّ في شارع المدارس كانت البداية. حصلت جمعيّة رعاية الأطفال على الرخصة الأولى للمدرسة، وفتحت  أبوابها باسم روضة الأطفال وكانت تديرها بادئ الأمر أعضاء الجمعيّة… وكبرت الفكرة وكبر الحلم …”
ثم عرضت السيدة زيني مرحلة التعاون مع جمعيّة مكارم الأخلاق الإسلاميّة، فقالت: “في العام 1968 تمّ عقد اتفاقيّة شراكة لمدة عشر سنوات بيننا وبين جمعيّة مكارم الأخلاق الإسلاميّة برئاسة الحاج سميح المولوي رحمه الله حيث التقت الجمعيتان برؤية ثاقبة واحدة واتفقتا على التعاون من أجل تطوير المدرسة والنهوض بها إلى أعلى المستويات…”
وفي ختام كلمتها سلّطت السيدة زيني الأضواء على الإنجاز التاريخي  الذي تحقّق بتوقيع عقد الشراكة الجديد بين الجمعيّتين: “واليوم هو يوم تاريخيّ ستذكره الأجيال القادمة لأننا سننطلق بهذا الصرح التربويّ إلى مرحلة جديدة باتفاقية مختلفة وإلى أمد طويل من الشراكة والتطوير إن شاء الله، نخطّ رؤية جديدة ونؤكد أنّ نهج روضة الفيحاء ورايتها ومسيرتها سيفوح أريجها قريبًا بإذن الله داخل لبنان وخارجه”

بعدَها عُرِضَ فيلم تَوثيقيّ يؤرِّخُ للشراكةِ بينَ المكارم والرعاية، كان قد أُنتِج بمناسبةِ مرور خميسنَ عامًا على الشَّراكة.

الدكتور عبد الحميد كريمة:

تبِعَ ذلك كلمةٌ لرئيس جمعيّة مكارم الأخلاق الإسلاميّة د. عبد الحميد كريمة، انطلَقَ فيها مِنْ جُهود المؤسّسين للحديث عن آفاق التطوير والنظرة المستقبليّة المتطلِّعة إلى العالَمِيّة، فقال: “نستذكر مجموعة من الأفاضل العظماء… منهم من رحلوا جسدًا ولم ترحل أعمالهم، الذين لم يدَّخروا جهدًا لبناء هذا الصرح العظيم، ففازوا بصدقة جارية إلى يوم الدين، ألا وهي علم يُنتفع به، ومنهم ما زالوا بفضل الله أحياء بيننا، تتوقف عند جهودهم العبارات وتعجز عن وصفهم الكلمات، فلهم منّا كلّ التحية والوفاء”
ثم تناول الدكتور كريمة بالتفصيل رؤية الروضة حين أعلنت شراكتها مع جمعيّة رعاية الأطفال فقال: “إنّما كان تفكيرها كلّه منصبًّا على حاجة المدينة إلى مدرسة ذات طابع إسلاميّ معنى ومبنى:
تُعنى بعقيدة الناشئة الدينيّة أمام تيارات الإلحاد والانحلال الخلقي المتفشيّة بين الشباب، كما تُعنى بتراث أمتنا الخالد وحضارتها المجيدة إلى جانب اهتمامها بالعلوم العصريّة واللغات الأجنبيّة على أرفع مستوى. فكان الهدف تنشئة جيل، بنين وبنات، قويّ الإيمان بربّه، شغوف بلغته، فخور بحضارته، يعتزّ بحرّيته وعروبته وشخصيّته، يتمسك بالفضيلة ومكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال”
وفي ختامِ الكلمة أعلنَ عن إطلاق شركة روضة الفَيحاء، فقال: “واستكمالًا لمسيرة نشر ثقافة العلم وثقافة الاعتدال في المجتمع
واستمرارًا لهذا التعاون الذي أثمر صرحًا تربويًّا في المدينة نفخر فيه جميعًا ومن أجل المزيد من التطوّر ومواكبة التشريعات الحديثة ولإرساء قواعد الحوكمة والإدارة النزيهة الشفافة أعلن تأسيس “شركة روضة الفيحاء” شركة لا تتوخّى الربح لمدة تسعة وتسعين سنة”

ثمَّ كانت دروع التكريم للرّؤساء السابقين والحاليّين، وللحقوقيّين الَّذين أشرفوا على الجانب القانونيّ لتأسيس الشركة: السيدّتان لبنى مسقاوي وغادة إبراهيم، والأستاذ فهمي كرامي.
وفي سِياقِ الرُّؤيةِ الجديدة كشف رئيسا الجمعيّتين والمدير العام السِّتارَ عن الشِّعار الجَديد لرَوْضة الفيحاء.
وتسلّم بعدَها الدكتور أحمد شاهين علم الروضة بشعاره الجديد من السيدة زيني، ود. كريمة، ورفعه مكان علَم الشِّعارِ السابق، في إشارةٍ إلى طَيِّ صفحةٍ مشرِقَةٍ من الريادةِ التربويّة، وفتحِ أُفُقٍ جديدٍ يُواكِبُ الاتّجاهات الحديثةَ في التربية والتعليم، ويُلَبي احتِياجاتِ المجتمع التربويّ المُعاصِر.

اترك ردإلغاء الرد