ندوة في رابطة الجامعيّين حول الاختراع “ليرة” الحسامي: نعمل على اختراع سيارة “طائرة” ولبنان على خريطة الدول المصنعة للسيارات
/زائدة الدندشي-الرائد نيوز/

في حديث خاص ل “الرائد نيوز” قال المهندس هشام الحسامي مخترع السيارة الكهربائية اللبنانية “ليرة” : “أنا مواطن مثل جميع الناس وقادم من المعاناة التي نرزح تحت وطأتها من أزمات اقتصادية خانقة وغلاء الوقود وكيف ننسى فترات شح البنزين والوقوف بالطابور لساعات على محطات البنزين، ومن هنا جاءت فكرة اختراع سياره كهربائية تعمل بالطاقة الشمسية والكهرباء أي أنها جاءت من الوجع الاقتصادي الذي نمر به وذلك لنخفف من استهلاك الوقود فهي قادرة على العمل على الطاقة الشمسية ونكون بذلك قد وفرنا شحنها كهربائيًا”.
وأكد الحسامي أنه “بطبيعة الحال فإن هكذا مشاريع إنتاجية لصناعة السيارات بحاجة لمصنع من أجل تصنيعها وعلى صعيد شخصي فأنا لا أستطيع القيام به لوحدي فذلك يحتاج إلى وجود دولة بجانبنا أو مجموعة من المستثمرين ونسعى لتعاون بيننا لإنشاء مثل ذلك المصنع في لبنان، ونحن نعمل على ذلك كما أنني أعمل على مشاريع أخرى منها سيارة رياضية كهربائية وأربع باصات كهربائية بالإضافة إلى مفاجأة ألا وهي سيارة طائرة”.
مُردفًا أنه “في كل مشروع هناك عدد من العراقيل التي من الطبيعي أن نواجهها لكننا استطعنا التغلب عليها في بلد ليس مجهزًا ليكون فيه مصنع للسيارات ولا يمتلك المعدات اللازمة، ونحاول أن يكون افتتاح المصنع هنا في لبنان ليكون الإنتاج وطنيًا بذلك فنحن نوفر فرص عمل لشبابنا وشاباتنا بدلاً من أن ينتظروا على أبواب السفارات ليحصلوا على فيزا يسافرون بعدها خارج البلد ليخسر ذلك البلد طاقاتهم”.
افتتحت رابطة الجامعيين في الشمال موسمها الثقافي للعام 2023 – 2024 بندوة تفاعلية مع المهندس هشام زكريا الحسامي مخترع ومبتكر السيارة الكهربائية “ليرة”، وذلك بحضور النائب طه ناجي وعدد من الشخصيات والمهتمين والمثقفين من أهل المدينة.
بداية الندوة كانت مع النشيد الوطني اللبناني ثم كلمة لرئيس الرابطة غسان الحسامي قال فيها: “نفتتح الموسم الثقافي لعام 2023 2024 وذلك تأكيدًا على رسالة رابطتنا بعامها ال 59 ودورها من خلال منبرها الحر والمستقل أن تبقى هادفة إلى التفاعل مع المجتمع المحلي في إطار تعزيز الحركة الثقافية والأدبية ونشر مفاهيم المواطنة وتفعيل لغة الحوار والمعرفة ونشر الوعي”.
وكان لابد للحسامي من أن يتوجه لشعب غزة وأهل فلسطين فقال: “من أسف بالغ ووجع كبير ولكن من إيمان راسخ بمسؤوليتنا الوطنية تأتي أنشطتنا الثقافية لهذا الموسم في خضم انهيار الدولة اللبنانية وتحلل مؤسساتها بدءًا من الفراغ الرئاسي كما الكثير من المواقع الادارية الهامة والخطر الذي يستهدف قرى الجنوب والتهديد المحدق بلبنان وصولًا إلى الكوارث الوحشية التي تنتهك المواثيق والأعراف الدولية من قيم وحقوق انسانية وعدالة وسلام، أي حرب العدو الصهيوني المجرم على الأراضي الفلسطينية المحتلة وبخاصة قطاع غزة الذي يشهد حرب إبادة جماعية بكل ما للكلمة من معنى”.
تابع الحسامي بأن “طاف الأقصى فتصحرت أنظمة دول العالم المنافقة والعاملة ضد الإنسانية وخاصة المنظمات الأممية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان والتي أعماها الخضوع وأصابها البكم وأخرسها التحيز وأعطت للعدو الصهيوني الحق بالدفاع عن نفسه وهو منذ 37 يومًا لا يزال يرتكب أبشع الجرائم والمجازر والتي تصنف بأشرس جرائم الحرب بقصفه وتدميره للمباني السكنية والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمدارس والكنائس والجوامع مما أسفر عن استشهاد ما يزيد عن 11,000 شهيد، نصفهم من الأطفال وكل ذلك باسم الدفاع عن النفس”.
واستشهد بقول لغسان كنفاني الذي مضى على استشهاده أكثر من نصف قرن: “ليت الأطفال لا يموتون، ليتهم يرفعون الى السماء مؤقتًا ريثما تنتهي الحرب ثم يعودون إلى بيوتهم آمنين وحين يسألهم الأهل أين كنتم يقولون فرحين كنا نلعب مع النجوم”.
ممهدًا لندوة ولقاء اليوم حول اختراع سيارة “ليرة” الكهربائية في خضم المشاكل والأزمات التي يمر بها لبنان، كونها تعطي أملًا بأنه لا تزال هناك روح من يحبون البلد ويعملون لأجله.
واسترسل المهندس هشام الحسامي حول الاختراع وما سيليه من اختراعات أخرى، فقال: “جاءت الفكرة من مشاكل البلد المتعددة حيث سألنا أنفسنا لماذا لا نستطيع اختراع سيارة كهربائية تعمل على الطاقه الشمسية فجاءت أول سيارة مصنعة في لبنان، سيارة ليرة اللبنانية التي تنافس بعض الشركات العالمية بالجودة والنوعية حيث تفاجأت بعض الشركات بأننا بإمكانيات بسيطة قمنا باختراع هذه السيارة النموذجية حيث أنها تحتوي إلى جانب الكهرباء والطاقة الشمسية كل المواصفات القيمة التي تجعل منها سيارة متكاملة”.
وفسر المهندس الحسامي أنه “عندما أطلقناها برعاية وزارة الاقتصاد أحبت الوزارة أن تتبنى هذا المشروع على أنه مشروع اقتصادي لبناني يحسن العجلة الاقتصادية في البلد”.
موضحاً أنه “لا نزال بالتعاون مع وزارة الاقتصاد نبحث عن مستثمرين لإنشاء مصنع لتصنيع هكذا سيارات في لبنان، فهذه المشاريع لا تبنى على صعيد فردي فنحن بحاجة لوجود الدولة أو وجود المستثمرين ليتم العمل بشكل متكامل حيث أننا وضعنا لبنان على خريطة الدول المصنعة للسيارات، وكان من بين من أعجبوا بهذا الاختراع الرئيس التنفيذي لشركتي نيسان و رينو كارلوس غضن الذي أثنى على الاختراع وخصوصًا أنه تم بمواد بسيطة”.
وعن أسئلة الحضور حول مواصفات السيارة وسعرها أجاب “تحتوي بطاريات لشحنها كهربائيًا، وذلك عن طريق شاحن سريع يستغرق نصف ساعة ليكتمل، وآخر بطيء يحتاج بين ثمانية لتسع ساعات لينهي شحن السيارة ويتراوح ثمنها ابتداءً من 5 آلاف دولار ل 12 ألف دولار”.
وفي ختام اللقاء قدم رئيس الرابطة غسان الحسامي شهادة ودرعًا تقديرًا لجهود المهندس المخترع، كما قدم له لوحة كاريكاتور من أعمال الفنان بلال الحلوة.
كذلك قدم رئيس جمعيّة آل الحسامي الاجتماعيّة في لبنان الأستاذ هاني صلاح الدين الحسامي درعًا تكريمية تقديرًا لجهود المخترع هشام الحسامي.