صانعو محتوى فلسطينيون يوثقون واقع غزة نكاد لا نعرف الأحياء التي عشنا فيها
/ترجمة زائدة الدندشي-الرائد نيوز/
في جو من التضليل والإنكار، يقوم شباب فلسطينيون شجعان بتسجيل الدمار الذي خلفته الحرب.
يقدم صانعو المحتوى والصحافيون الفلسطينيون تقريرًا مرعبًا وسرياليًا مباشرًا عن الآثار المدمرة للضربات الجوية الإسرائيلية على غزة وأولئك الذين يعيشون هناك.
تعطي هذه اللقطات نظرة صادقة للمشاهدين، وتشاركهم وجهة نظر غير محدودة حول الخسائر البشرية والدمار الواسع النطاق في قطاع غزة.
وتظهر مقاطع الفيديو والصور تدمير المباني والحياة المدنية اليومية وكيفية صمود المجتمعات المحلية في غزة.
هند خضري، صحافية فلسطينية مستقلة، تقوم بتوثيق تجربتها في مدينة غزة باستخدام الكاميرا والهاتف المحمول منذ بدء النزاع في 7 تشرين الأول.
وقالت خضري لصحيفة “ذا ناشونال”، “إن الكثير من الناس يريدون أن يعرفوا ما يحدث داخل غزة.
وأضافت، “أشخاص أبرياء كؤلئك لا يستحقون حدوث جرائم حرب بحقهم.”
عادت الفلسطينية إلى غزة قبل شهرين، قبل بدء النزاع، بعد أن قضت أربع سنوات في تركيا خلال جائحة كوفيد 19.
يعرض حسابها على “انستغرام” الآن مشاهد من المستشفيات المحلية وهي تكافح للتعامل مع العدد المتزايد من الضحايا، والبيوت التي تحولت إلى ركام، والحياة على الأرض وسط تضاؤل إمدادات الغذاء والماء.
وهناك أيضا مواقع أخرى تنشر رسومًا للمدنيين والأطفال الذين قتلوا.
“يجب أن تتوقف الحرب في أقرب وقت ممكن. وهناك آلاف القتلى والجرحى.. حجم الدمار كبير جدًا”.
وقالت، “أتجول في الحي الذي أعيش فيه ولا أستطيع التعرف عليه بعد ما حصل.
وتتمركز خضري بالقرب من مستشفى الشفاء حيث تنام في سيارة صديقتها. وينام زملاؤها الصحافيون في الخارج دون غطاء.
“نشعر بأننا جميعًا سنموت، وقد قتل حوالي 22 صحافيًا في هذه الحرب. إنها كارثة.”
تبدأ خضري وغيرها من صانعي المحتوى عملهم بزيارة المستشفيات والمباني المدمرة ونشرها على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم.
“إنها دورة مستمرة من سرد القصص. قتل ابن عمي في غارة جوية مع مجموعة من أصدقائي. لقد انتُزعت عائلة أمي من تحت الأنقاض بعد غارة جوية، بينما دمر منزل عائلة زوجي.”
“أصبحنا جميعًا لاجئين في أرضنا.”
عبد الحكيم أبو ريش، البالغ من العمر 34 عامًا، والذي يعيش أيضًا في غزة، هو صانع آخر لمحتوى فلسطيني مستقل يهدف إلى أن يظهر للعالم واقع قطاع غزة.
كما يعرض حسابه على “إنستغرام” صورًا ومقاطع فيديو تصور الدمار الذي لحق بغزة، وكيف يبكي الفلسطينيون أفراد عائلاتهم.
“إن العدوان الإسرائيلي يستهدف الأطفال والنساء والأبرياء. إننا نستخدم كاميراتنا وهواتفنا لتوثيق جرائم الحرب”، قبل أن يسارع إلى التقاط صور للغارة الجوية الإسرائيلية على مخيم الشاطئ للاجئين يوم الثلاثاء، حيث لا يزال 50 مدنيًا فلسطينيًا تحت الأنقاض.
“في كل دقيقة تقع مذبحة جديدة ضد المدنيين والصحافيين والمسعفين وأفراد الدفاع المدني. لن نوقف تغطيتنا.”
و علق أبو ريش أن صانعي المحتوى يلعبون دورًا هامًا في إظهار وحشية الضربات الجوية على قطاع غزة.
“إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي له تأثير ملحوظ على العالم. إننا في اليوم الثامن عشر من الصراع ونأمل أن تكون تغطيتنا قد ساعدت في تسليط الضوء على العدوان الوحشي.”
“نأمل أن يكون تصميمنا على توثيق تجاربنا وتبادلها ذو قيمة لا تقدر بثمن في زيادة الوعي العالمي وحشد الدعم لشعب غزة خلال هذا الوقت العصيب.
“لا ينبغي للعالم أن يقف ساكنًا”.
/مترجمًا عن: ذا ناشونال/