حكاية آل مزراحي اليهود في طرابلس كما رواها الكاتب الراحل رياض دبليز !

يروي الأديب رياض دبليز في كتابه “ساعة طرابلس إن حكت”، حكاية عائلة مزراحي اليهودية التي كانت تعيش في طرابلس منذ مطلع القرن، وأصبح أفرادها مضرب مثل بأمانتهم واستقامتهم وحسن علاقاتهم مع الجميع، وانسجامهم مع المجتمع الطرابلسي… مما جعل المسلم يعتبر هذه العائلة عائلة مسلمة، والمسيحي يعتبرها مسيحية.

ويظهر أن داوود مزراحي تلقى أمراً من جهات اسرائيلية، بمغادرة لبنان الى البرازيل، حيث اجتمع هناك بأعضاء الوكالة اليهودية، وتمكنوا من اقناعه بترك لبنان والمجيء الى اسرائيل، ووضعوا له خطة جهنمية للحصول على أكبر قدر ممكن من الأموال والهرب بها…

ولما عاد الى طرابلس، وكان ذلك في أواخر عام 1965، أسّر لأفراد عائلته بما حصل له، ورسم لكل واحد منهم خطة التحرك، وبدأوا التنفيذ بكل دقة وبراعة.

ولعل أمانتهم التي اشتهروا بها، وصدق تعاملهم مع الجميع، ساعداهم كثيراً في ابعاد أية شكوك حول ما يطلبون فاغتنموا هذه الثقة، وراحوا يحصلون على المال بكل وسيلة ممكنة، فاستقرضوا من هذا واستدانوا من ذاك، واخذوا من آخرين مبالغ بغية تشغيلها لهم، وراحوا يغزون المتاجر ويشترون البضائع المختلفة ليبيعوها في بيروت، كما كانوا يشترون بضائع من بيروت، على الحساب، ويبيعونها في طرابلس، وتمكنوا أيضاً من حسم سندات كثيرة في مختلف المصارف، ولم ينسوا ان يغزوا محلات الموبيليا، اذ اشتروا بالتقسيط العديد من غرف النوم والصالونات وغرف الطعام من هنا وهناك، ليأخذوها ويبيعوها في بيروت!

وفي كانون الثاني من العام 1966، أخذ جيران آل مزراحي العجب من عدم حضورهم الى محلاتهم، في شارع الجميل، والتي ظلت مغلقة أياماً عديدة، دون أن تفتح أبوابها… فذهب البعض الى منازلهم للاطمئنان عليهم، فوجدوا ملابسهم منشورة على الحبال كالعادة، والنوافذ مفتوحة، امعاناً في التمويه والتضليل.

ولم يطل الأمر حتى اكتشف ضحايا آل مزراحي الخدعة التي وقعوا فيها… ولكن بعد أن اصبحت العائلة جميعها في فلسطين المحتلة!

 

في الصورة: داوود مزراحي أمام دكانه في شارع التل قرب محل حلويات الحلاب وتظهر سكة الترامواي.

اترك ردإلغاء الرد