اللاجئون السوريون في لبنان سيتلقون مساعدات ب”الدولار”
الحد الأقصى 125 للعائلة، ولا أحد سيحصل عليها

أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يوم الأربعاء أن اللاجئين السوريين في لبنان المؤهلين للحصول على مساعدات نقدية سيتمكنون من سحب أموالهم بالدولار الأميركي بحلول نهاية شهر أيار.

تم إجراء التغيير في المساعدات النقدية للاجئين السوريين لمضاهاة برامج المساعدات المماثلة التي تقدم مساعدات نقدية لدعم اللاجئين الفلسطينيين والمواطنين اللبنانيين الضعفاء اقتصاديًا بالدولار، جراء انخفاض قيمة الليرة اللبنانية بسرعة.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية، ليزا أبو خالد، “إنه اعتبارا من نهاية شهر أيار، سيتمكن اللاجئون من استرداد معوناتهم النقدية بالعملتين.” لذلك، سيظل خيار إسترداد المساعدات النقدية بالليرة اللبنانية متاحًا.”

وسيسمح التغيير إلى سحب العملة المزدوجة للاجئين السوريين في هذا البلد المتدهور اقتصاديا بتجاوز الانخفاض السريع في قيمة العملة غير المستقرة في لبنان، والتي فقدت أكثر من 98 في المئة من قيمتها منذ العام 2019.

وستتمكن العائلات السورية اللاجئة المؤهلة من الحصول على 125 دولارًا في الشهر كحد أقصى من المساعدات النقدية من المفوضية وبرنامج الأغذية العالمي، على الرغم من أن معظم العائلات لا تتلقى سوى مساعدة جزئية.

وقالت أبو خالد، “إن المساعدات النقدية المقدمة إلى الأشخاص المعرضين للخطر في لبنان، من لبنانيين ولاجئين، ينبغي أن تعكس الوضع المتدهور بشكل متزايد بهدف ضمان الوفاء بالحد الأدنى من معايير البقاء على قيد الحياة.”

وأشارت إلى أن المفوضية واجهت تحديات تشغيلية في الحصول على كميات كبيرة من المصارف اللبنانية. وتبلغ قيمة الدولار الواحد حوالي 94،000 ليرة لبنانية، وأكبر فئة في لبنان هي ورقة نقدية بقيمة 100،000 ليرة لبنانية. قبل بدء الأزمة الاقتصادية في البلاد في عام 2019، كان سعر صرف الليرة اللبنانية 1507 ليرة مقابل الدولار.

“وأجرت الأمم المتحدة مشاورات مع النظراء المعنيين بشأن إيجاد حل مستدام لضمان أن تظل المساعدة المقدمة إلى اللاجئين فعالة وأن يكون إيصال المساعدات ممكنًا. وخلال هذه المشاورات، أصبح من الواضح أن الحل الأنسب في ظل الظروف الراهنة سيكون تمكين اللاجئين من استرداد مساعداتهم النقدية سواء بالدولار الأميركي أو الليرة اللبنانية.”

يذكر أن اللاجئين السوريين الذين تأهلوا للحصول على المساعدات القائمة على الحاجات كانوا يحصلون سابقا على 2.500.000 ليرة لبنانية، أو حوالي 25 دولارا، من المفوضية، في حين أن برنامج الأغذية العالمي قدم للعائلات المستحقة 1.100.000 ليرة لبنانية (حوالي 11 دولارا) للشخص الواحد لما يصل إلى خمسة أشخاص.

وهذا يعني أن الحد الأقصى الذي يمكن لأسرة مكونة من خمسة أفراد أن تتلقاه كمساعدة هو حوالي 80 دولارًا. فعندما تم تسليم المساعدات بالعملة المحلية، كانت عرضة لخفض كبير في قيمة العملة.

وهذا التغيير من شأنه أن يكون المرة الأولى التي يتلقى فيها اللاجئون السوريون مساعدات نقدية بالدولارات منذ بدء الأزمة الاقتصادية في لبنان في العام 2019، خلافًا للاعتقاد السائد.

يذكر أن لبنان يستضيف لاجئين سوريين يقدر عددهم حاليا بين مليون و 1.5 مليون لاجئ منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011. وتستضيف هذه الدولة الصغيرة الواقعة على البحر المتوسط أكبر عدد من اللاجئين في العالم، مقارنة بعدد السكان.

كما أن هياكلها الأساسية وخدماتها، التي تعثرت بالفعل، قد زادت من إجهادها بسبب الزيادة السكانية.

وقد واجه اللاجئون السوريون منذ بداية الأزمة الاقتصادية عداء أكبر بسبب الاعتقاد بأن المواطنين اللبنانيين يجب أن يتنافسوا مع السوريين للحصول على الموارد وأن اللاجئين يحصلون على مبالغ كبيرة من المساعدات النقدية من المنظمات الإنسانية.

وقد كان الدافع وراء هذا التصور إلى حد كبير كبش فداء سياسي في الوقت الذي تسعى فيه الطبقة السياسية في لبنان إلى الابتعاد عن الانهيار المالي في البلاد.

مع استعادة الحكومة السورية سيطرتها على معظم أنحاء سوريا، تصاعدت الدعوات في لبنان الذي ضربته الأزمة إلى عودة اللاجئين إلى ديارهم. ولكن منظمات حقوق الإنسان الدولية وثقت حالات تعذيب وسوء معاملة شديدة بين اللاجئين الذين عادوا، مصرة على أن سوريا ليست آمنة للعودة.

/ترجمة زائدة الدندشي-الرائد نيوز/

/مترجمًا عن: ذا ناشونال نيوز/

اترك رد إلغاء الرد