إردوغان: ننسق مع روسيا لإعادة مليون لاجئ!

/سعيد عبد الرازق- الشرق الأوسط/

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن وجود قوات تركية في سوريا هدفه الوحيد محاربة التنظيمات الإرهابية التي تهدد حدود بلاده وأمنها، وأن تركيا قد تعمل مع روسيا على فتح باب للتعاون في مكافحة الإرهاب. ولفت في الوقت ذاته إلى أن المعارضة السورية ستشجع على عودة نحو المليون لاجئ إلى المناطق التي أنشأت فيها تركيا البنية التحتية والمنازل في شمال سوريا.

وردا على سؤال، خلال مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية، بشأن مطالبة الرئيس السوري بانسحاب القوات التركية من شمال سوريا شرطا لتطبيع العلاقات مع تركيا، قال إردوغان: «لدينا أكثر من 900 كيلومتر من الحدود مع سوريا، وهناك تهديد إرهابي مستمر لبلادنا من هذه الحدود». وأضاف: «السبب الوحيد لوجودنا العسكري على الحدود هو مكافحة الإرهاب… أعتقد أنه بفضل صداقتنا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يمكننا فتح باب يتطلب تعاونا وثيقا وتضامنا في حربنا ضد الإرهاب، وبخاصة في شمال سوريا».

وترعى روسيا مفاوضات لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا تشارك فيها إيران أيضا، وعقد في إطارها سلسلة محادثات على مستوى الاستخبارات، ثم على مستوى وزراء الدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات، وصولا إلى اجتماع وزراء الخارجية في موسكو في 10 (أيار) الحالي؛ حيث تم الاتفاق على وضع خريطة طريق للتطبيع، في اجتماعات ستعقد على مستوى نواب وزراء الدفاع والخارجية ومسؤولي الاستخبارات في الدول الأربع.

وأكد الوزراء، في بيان عقب اجتماع موسكو، تمسك بلادهم بوحدة سوريا وسيادتها، وضرورة التعاون في مكافحة الإرهاب، وتحقيق العودة الآمنة للاجئين، وإحياء مسار الحل السياسي للأزمة في سوريا. وعشية اجتماع موسكو، جددت تركيا رفضها مطالبات دمشق بالانسحاب من شمال سوريا، مؤكدة عدم قدرة نظام الرئيس بشار الأسد على حماية الحدود في الوقت الراهن، وأن هذه المسألة يجب أن تؤجل إلى ما بعد إتمام الحل السياسي وتحقيق الاستقرار في البلاد. وكشف وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، عن الاتفاق على إنشاء مركز تنسيق عسكري في سوريا، بمشاركة تركيا وروسيا وسوريا وإيران، قائلاً: «قلنا إننا نحترم سيادة جيراننا في عملنا مع محاورينا السوريين… قيل لنا إننا بحاجة للتخلص من الإرهابيين في الحال. طرحنا ضرورة الوقوف معاً ضدهم، واتفقنا في هذا الإطار على إنشاء مركز تنسيق على الأراضي السورية».

وبالنسبة لملف عودة اللاجئين السوريين، الذي أثير بشدة في أجواء الانتخابات التركية، قال إردوغان إن المعارضة السورية ستشجع نحو مليون لاجئ على العودة إلى بلادهم. وأشار إلى أن تركيا تنشئ البنية التحتية والمنازل في المناطق التي قامت بتطهيرها من التنظيمات الإرهابية في شمال سوريا لتسهيل عودتهم، مضيفا: «المنظمات غير الحكومية التركية تبني منازل للاجئين في شمال سوريا للعودة إلى وطنهم… هذه العملية بدأت بالفعل… نشجع مليون لاجئ على العودة إلى وطنهم».

وسبق للرئيس التركي أن أعلن، العام الماضي، عن خطط لإنشاء منازل في المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا في شمال سوريا، لاستيعاب أكثر من مليون لاجئ سوري في تركيا، ضمن خطة تدريجية لتحقيق العودة الطوعية والآمنة للاجئين، البالغ عددهم نحو 3.6 مليون لاجئ.

اترك ردإلغاء الرد