سوريا تعود إلى حضن “الجامعة العربية” بشروط
أيها اللاجئون: “عليكم الأمان في بلدكم “
منحت جامعة الدول العربية سوريا عودة مشروطة إلى التحالف بعد أكثر من عقد من العزلة. وقد اتخذ هذا القرار وزراء الخارجية العرب الذين عقدوا اجتماعًا طارئًا في القاهرة يوم الأحد، وفقًا لما ذكره دبلوماسي مصري رفيع المستوى تحدث إلى صحيفة “ذا ناشونال” شريطة عدم الكشف عن هويته.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد صرح في وقت لاحق يوم الأحد أن ذلك القرار سوف يمثل بداية لإحياء العملية السياسية في البلد الذي أنهكه الصراع.
وردًا على سؤال حول شروط العودة الكاملة للاجئين السوريين، قال الدبلوماسي إن هذه الشروط تشمل عودة اللاجئين السوريين دون عقاب، والشروع بعملية سياسية ذات مصداقية تؤدي إلى إجراء انتخابات نزيهة، ووضع حد لتهريب المخدرات من سوريا إلى الدول المجاورة.
جاء كلام الدبلوماسي بعد أن عقد وزراء الخارجية اجتماعًا مغلقًا في مقر جامعة الدول العربية وسط القاهرة، وعقدت الجلسة العلنية اليوم الأحد.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف للصحافيين في القاهرة أن الوزراء وافقوا على عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وقال على هامش الاجتماع: “إن دبلوماسية الحوار والجهود نحو التكامل العربي التي تبناها العراق قدمت إسهامًا كبيرًا بعودة سوريا إلى الجامعة العربية”.
احتضنت دمشق في الأشهر الأخيرة قوى إقليمية مختلفة في إطار سعيها للعودة إلى المسار الدبلوماسي بعد حرب أهلية طويلة، وقد علقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا في عام 2011 بعد القمع العنيف الذي مارسته حكومة الرئيس بشار الأسد ضد الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكمه وتحولت الاحتجاجات في وقت لاحق إلى حرب أهلية شاملة أسفرت عن مقتل مئات الآلاف وأجبرت الملايين على الفرار من منازلهم.
وفي كلمته خلال اجتماع الجامعة العربية يوم الأحد، أشار شكري بقوة إلى أن عودة سوريا الكاملة إلى الحضن العربي تعتمد على ما تتخذه من إجراءات لإنهاء الصراع سلميًا والمصالحة بين الفصائل المتنافسة داخلها.
وقال “كل مرحلة من مراحل الأزمة السورية أثبتت أنه لا يمكن حلها عسكريًا وأنه لا يوجد منتصرون أو خاسرون”. وأضاف “نحن مقتنعون بأن السبيل الوحيد لتسوية هذا الملف هو التوصل إلى حل سياسي نابع من الداخل السوري دون إملاءات خارجية”.
وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قد قال يوم الجمعة إن سوريا لديها ما يكفي من الأصوات بين الدول الأعضاء ال 22 في الجامعة لاستعادة مقعدها، لكنه أقر بأن “العودة الرمزية” لا تزال تنطوي على عملية “طويلة وصعبة”.
ويأتي اجتماع الجامعة العربية يوم الأحد بعد أسبوع من استضافة الأردن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ونظرائه من مصر والعراق والسعودية. وقال الوزراء في بيان مشترك إن اجتماعهم “يهدف إلى حل الأزمة السورية” بما يتفق مع قرار مجلس الأمن الدولي لعام 2015 الذي صادق على خارطة الطريق للسلام، ومعالجة “الأزمة الإنسانية والسياسية والأمنية”.
زار دمشق وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي في الأسابيع الأخيرة، وأثنت طهران على الجهود الإقليمية لإعادة دمج حليفها العربي.
وكانت سوريا والسعودية قد اتفقتا على استئناف الرحلات الجوية والخدمات القنصلية الشهر الماضي، في حين أعادت تونس تعيين سفير لها في دمشق. وقد اعترفت دمشق بأنها تحتاج إلى تحسين العلاقات الاقليمية قبل العودة إلى الجامعة.
قال المقداد الشهر الماضي: “جامعة الدول العربية موجودة، ولكن الخلافات داخل الجامعة العربية ستظل قائمة.” وأضاف أن عودة سوريا قد “توحد” المواقف الإقليمية.
من جانبها قالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إنها “تشجع” اجتماع عمان على الرغم من معارضة واشنطن إعادة نظام الأسد إلى الحضن العربي.
وقال ممثل عن مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض لِ” ذا ناشونال” إن إدارة بايدن “تشجع على أن يذكر البيان المشترك كثيرًا من الأولويات التي نتشاطرها نحن وشركاؤنا”.
وأعرب البيت الأبيض عن ارتياحه لتأكيد البيان على قرار مجلس الأمن رقم 2254 لسنة 2015، الذي يهدف إلى إيجاد مسعى معترف به دوليًا من أجل السلام في سوريا.

/ترجمة زائدة الدندشي-الرائد نيوز/
/ذا ناشونال نيوز/