طرابلس تقول كلمتها في “نعم نحن قادرون”:
سننهض من جديد بسواعد شبابنا
/زائدة الدندشي-الرائد نيوز/
نظمت جامعة بيروت العربية فرع طرابلس بالتعاون مع لقاء الأحد الثقافي و “Hommes d’affaires Libanais de France” تجمع رجال الأعمال اللبنانيين الفرنسيين، مؤتمرًا يستمر مدة يومين بعنوان “Yes We Can” نعم نحن قادرون.. حول تنمية طرابلس والشمال وذلك بحضور شخصيات من عدة اختصاصات وكان الأبرز فيها شخصيات لبنانية اغترابية حققت نجاحًا داخل وخارج لبنان وجاءت تنقل تجربتها رسالة إلى شباب طرابلس والشمال يدًا بيد للنهوص بالمدينة وتطويرها.
البداية مع النشيد الوطني اللبناني ونشيد جامعة بيروت العربية.
/عمرو العدوي: نؤمن بالشباب كصلة وصل مع التجارب الاغترابية الناجحة/
جاءت بعدها كلمة رئيس الجامعة الدكتور عمرو جلال العدويّ شاكرًا كل من حضر ولديه فكرة أو تساؤل من شأنه أن يسهم في النهاية للخروج بمجموعة توصيات يُعمل بها ولا تبقى حبرًا على ورق.
“هذا المؤتمر يسعى للتصدي للأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان ويعيش اللبنانيون تداعياتها يومًا بيوم، وبفتح آفاق جديدة من الفرص لبناء مستقبل للشباب اللبناني كعنصر أساسي لنهضة المجتمع ومستقبل واعدٍ”
“معًا نحن قادرون على الاسهام بتحقيق تمنياتهم وتطلعاتهم، عبر تفعيل قدراتهم ومهاراتهم ودعم مسارهم العلمي والمهني من خلال المبادرات الخلاقة كبناء شبكة للتواصل مع من مثلهم من المغتربين الناجحين”.
“لا شك أن أعمال هذا المؤتمر بمحاوره ال6 ستخرج بتوصيات وحلول تطبيقية وأفكار رفيدة من أصحاب الخبرة والنجاح، كما أن جامعة بيروت العربية تفخر بتنظيم هكذا مؤتمر بما تحويه برامجها من تخصصات هندسية وانسانية وطلبة موزعة على كلياتها ال10 بوجود نخبة من أعضاء هيئاتها العلمية والبحثية فحققت نجاحات لافتة في مجال البحث العلمي حيث نالت برامجها الاعتماد من الهيئات المرجعية الدولية”.
/باسم بخاش: التائه هو من يقف في بلاده وعينه ترنو لأخرى/
ممثلًا عن”لقاء الأحد الثقافي” ومديرًا للجامعة الأميركية للتكنولوجيا في طرابلس قال الدكتور باسم بخاش: ” نعيش أصعب الظروف وأحلك الأيام، فتحولت يومياتنا لشقاء وبؤس فبتنا محبطين تائهين كوصف قاله أمين معلوف في كتابه “الهويات القاتلة” حيث تساءل متى يعرف الإنسان أن تائه؟ أجاب: “تعرف انك تائه عندما تقف في بلادك وعينك ترنو لبلاد أخرى”.
“إننا نحاول من عاصمة الشمال الحزينة والمهملة ألا ننتظر معجزة قيام الدولة اللبنانية وأن حاول رمي حجر في المياه الراكدة علّنا نرزع بعض الأمل في نفوس الناس اليائسة، حيث يجب أن نكون نحن من نقدم ولا نسأل احدًا وهذا يذكرنا بخطاب الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي الذي قال في خطابه الافتتاحي 1961 عندما قال: “لا تسألوا عما يمكن لبلدكم أن يقدم لكم، بل ماذا تستطيعون أنتم أن تقدموا له”.
“ها نحن هنا قادرون، نعم قادرون على تقديم الكثير عندما تتضافر جهود اللامعين الناجحين في الداخل والاغتراب، فحفلنا هذا يجمع النخب المتألقة المبدعة فالبلدان لا تُقاس فقط بمساحتها، بل بحجم عطاءاتها وتألق أبنائها لذلك فلبنان كبير جدًا بحجم مبدعيه، حيث لا نكاد نجد مناسبة عالمية إلا وفيها بصمة لبنانية”.
” في العالم أجمع، يُطلقون عليهم اسم Diaspora أي الشتات، حاملًا في طياته مفهوم العزل والفصل والاستبعاد وإننا نرفض التسمية بل نسميهم أبناء المهجر والاغتراب ووجود المغتربين معنا اليوم ما هو إلا دليل على أنهم مهما ابتعدوا جغرافيًا فإن محبة الوطن الأم تجمعهم فهم ليسوا فقط جناحي الوطن بل قلبه ورئتيه”
/انطوان منسّى: الجنسية اللبنانية في قلوبنا/
في كلمة لرئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين الفرنسيين أنطوان منسّى قال: “إنها فرصة عظيمة أن نجتمع في طرابلس الشمال، كيف يمكن للبنان أن يستفيد من الموارد الهائلة، وانطلاقًا من عنوان المؤتمر فإننا نطرح تساؤلًا كيف يمكن للمغتربين اللبنانيين دعم بلدهم”
بصفتي رئيسًا لتجمع رجال الأعمال اللبنانيين الفرنسيين، وعضوًا في الاتحاد الثقافي اللبناني العالمي، فإن دوري ودور الهيئة هو الحفاظ و تشجيع و تطوير و زيادة العلاقات التجارية والاستثمارية بين المغتربين اللبنانيين حول العالم و وطنهم الأم لبنان”.
“تعلمنا أن الدولة هي الملاذ النهائي، ويجب أن تكون متاحة بالكامل وموجودة في أي لحظة لتزويد الناس بالدعم الفعال والإجابات عن كل التساؤلات
أفكر في أصولنا اللبنانية، بالشباب اللبنانيين في جميع أنحاء العالم، الذين قضوا حياتهم يحفرون في أنقاض أرشيف السفارات والوزارات وحتى الكنائس للعثور على نسب يربطهم بأصلهم، أو ملاحظة أو لافتة أو ورقة أو صورة أو حتى قطعة أرض صغيرة يتجاهلها أسلافهم، الأمر الذي يمكن أن يساعدهم على إستعادة الجنسية اللبنانية لأسلافهم، هذه الجنسية العزيزة في أعماق أرواحهم وقلوبهم”
“إن واجبنا أن نقترح تدابير ملموسة في إطار برنامج واقعي للغاية يتسم بالكفاءة الكافية لمواجهة الأزمة الحالية ويهدف إلى استعادة المساواة… أحيانا ينبغي أن نفتح المجال للاستماع إلى بعضنا البعض دون أن نبالغ في الحساسية، وأن نتقبل الرأي الآخر… أنا لا أمهد لسيناريو الهزيمة، لأننا يجب أن نفخر بأننا مهاجرون وأننا لبنانيون.. أيها السادة، التغيير سيأتي على لبنان ولبنان سينهض من جديد”.
/رامي بيتية: كل كلمة” لا” ستقربكم من الهدف والنجاح/
في حديث خاص لِ” الرائد نيوز” قال الرئيس التنفيذي لسلسلة كارفور الغذائية رامي بيتية قال: ” إن مؤتمرنا اليوم هو بمثابة رسالة للشباب اللبناني، ثقوا بأنفسكم ولا تهدروا الوقت، وأي خطأ هو خطوة في طريق التعلم وليس فشلًا، ستجدون كثيرًا ممن سيقولون لكم “لا” وهذه ال” لا” ستكون سبب نجاحكم”.
” ولدت وتربيت في طرابلس، وكلما هممت بالعمل في مجال ما كان أول ما أسمع “هذه الشغلة مش الك” فلا يزيدني ذلك إلا إصرارًا”
” الصدق والمثابرة في العمل جعلني أتدرج من منصب لآخر ومن بلد لآخر للعمل على حل المشاكل التي تعترض كل بلد، وأسباب النجاح برأيي ثلاثة اولها الإيمان بالله ورضى الاهل، وثانيها اتقان العمل على أكمل وجه بأن نحب ما نعمل وهنا استشهد بقول لِ “مارتن لوثر كينغ ” الذي طلب من عامل التنظيفات أن يغير البلد فقال كيف وأنا عامل نظافة بسيط؟ أجابه كينغ هل تستطيع أن تنظف الشارع بطريقة تجعل الملكة اليزابيث تجلس عليه فقال نعم وفعل”.
الجلسة الأولى كانت بعنوان: ” السياق الاقتصادي الكلي لخلق فرص العمل في لبنان”
أدار الجلسة دكتور الفيزياء النووية الخبير الاقتصادي في الجامعة اللبنانية جاسم عجاقة.
المحور الأول: آفاق خلق فرص العمل في لبنان
تحدث عنه كبير الاقتصاديين ورئيس قسم البحوث والتحليلات الاقتصادية في بنك بيبلوس نسيب غبريل قائلًا: “الشمال يمتلك إمكانيات كبيرة، وفرص العمل موجودة لكنها تفتقد الأشخاص الكفوئين والمشكلة الأساسية هي الصراع على هوية الاقتصاد اللبناني فالقطاع العام ليس هو من يخلق فرص العمل وحده، فما بين عامي 2014، و 2015 قال تقرير ديوان المحاسبة إن الأحزاب السياسية أدخلت للقطاع العام 38 ألف شخص لا عمل لهم دخلوا لأسباب سياسية وانتخابية، والأرقام الرسمية لسوق العمل في لبنان تظهر أن البطالة بلغت 11.5 في المئة ضمن مسح عامي 2018 و2019، بينما بلغت مايقارب 30 في المئة عام 2022.
ففي عام 2019 شكلت نسبة البطالة ما نسبته في الشمال 14 في المئة، البقاع 13.5 في المئة، الجنوب 12.3 في المئة، بيروت 11.5 في المئة، بعلبك الهرمل 11 في المئة، جبل لبنان 10.5 في المئة.
أما عام 2022 فالنسب كالآتي:
بعلبك 41 في المئة، الجنوب 36.5 في المئة، البقاع 35 في المئة، الشمال 32.5 في المئة، النبطية 29 في المئة، عكار 27 في المئة، وبلغت أعمار العاطلين عن العمل بين 20 و 35 عامًا.
وأوضح غبريل أن الأسباب التي أدت لذلك منها سوء المناخ الاستثماري في لبنان، الاقتصادات المنافسة للاقتصاد اللبناني، الملكية الفكرية التي تتراجع حمايتها في لبنان، وسوء البنى التحتية حيث جاء لبنان في المرتبة الرابعة من حيث السوء، وعدم وجود استقرار سياسي في لبنان، أو قضاء مستقل، بالإضافة لسوء استخدام القطاعات استثمارها من كهرباء وماء ووو.
المحور الثاني: دور القطاعين العام والخاص في تنمية طرابلس والشمال
تحدث عنه المرشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية، ورئيس الاتحاد العالمي لوحدات الشراكة بين القطاعين العام والخاص زياد حايك حيث قال في حديث خاص لِ “الرائد نيوز”: فشل الخصخصة في لبنان وعدم القيام بها أصلا هو بسبب رغبة السياسيين ببقاء مقدرات الدولة في أيديهم، بل من تسليمها للقطاع الخاص، ومن كنقطة ثانية ربط الاقتصاد اللبناني بالسوري واكبر مثال هما ألمانيا وفرنسا اللتان خاضتا حروبًا عالمية كادت أن تودي بهما لولا قيامهما بربط الاقتصاد بين البلدين اتفاقية الفحم الحجري والحديد الصلب، مما أسس لاحقًا لنشوء الاتحاد الأوروبي وبالعودة إلى المصالح المشتركة بين سوريا ولبنان نجد أن دمشق هي المركز اللوجستي الأساسي ومحط القوافل التجارية وعليها أن تستعيد هذا الدور، وبالمقابل فإن مرفأ بيروت هو المرفأ الطبيعي لدمشق بالإضافة للمشاريع الصناعية فلبنان لديه المعامل وسوريا لديها الإنتاج فلماذا لا نصنع الإنتاج السوري في لبنان ومن ثم تصديره للخارج.
المحور الثالث: القروض الصغيرة وفرص الاستثمار شمال لبنان
تحدث عنها الخبير الاقتصادي في شؤون الشرق الأوسط والشريك الإداري في شركة OAK Associate Consulting سامي نادر مبينًا أن كل ما يمكن قوله عن القروض والاستثمارات سيبقى كلامًا في الهواء، إن بقي النظام الحالي الطبقة السياسية.
“الامكانيات متوفرة والإتفاق السعودي الإيراني سيتيح فرص هائلة لإعادة ربط لبنان بعمقه الاستراتيجي أي بدول الخليج، بالإضافة للتحول الأوروبي في مجال الطاقة واتجاهها نحو الشرق الأوسط، للاستغناء عن الطاقة الروسية وكشرق أوسط فهو غني بالطاقة ففي المغرب العربي هنالك مزارع كاملة للطاقة الشمسية”.
” في لبنان 4 قطاعات تنمو في لبنان وهي الصناعة الزراعية، السياحة، وصناعة الأغذية.
تلا ذلك جلستان بعنوان التنمية الاقتصادية لمنطقة الشمال، وفرص العمل عن بعد.
