مقاوم فلسطيني يصوب سلاحه على جنود الاحتلال خلال اقتحامهم مخيم جنين

واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه اليومي على المناطق والبلدات الفلسطينية في موجة تصعيد كبيرة تنذر باندلاع حرب بحسب ما وصف بيان الخارجية الاميركية مساء أمس الذي حذر من انفلات الوضع الأمني مؤكدا أن ما يجري دليل على أن الامور في الضفة لا تسير على ما يرام.

واستشهد أمس 6 فلسطينيين -على الأقل- وأصيب آخرون في اقتحام أعداد كبيرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي -معززة بقوات خاصة- مدينة جنين ومخيمها، وسط اشتباكات مع مقاومين فلسطينيين، وقد تزامن ذلك مع اقتحام قوات الاحتلال أيضا لمدينة نابلس واعتقال عدد من الفلسطينيين.

وزعمت وسائل إعلام إسرائيلية، أن العملية استهدفت منفذ عملية حوارة الأسبوع الماضي، الذي أعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لاحقا، اغتياله، فيما شددت الرئاسة الفلسطينية على أنّ عمليّات القتل اليوميّة التي ينفّذها الاحتلال؛ “هي حرب شاملة وتدمير لكل شيء”، بينما دعت لجنة التنسيق الفصائلي، مساء أمس “جماهير شعبنا للإضراب الشامل اليوم في محافظات الوطن كافة، حدادا على أرواح شهداء مجزرة جنين ومخيمها”.

وأصدرت وزارة الصحة الفلسطينية عدة بيانات، أعلنت من خلالها عدد الشهداء والمصابين من جراء عدوان الاحتلال، إذ ارتفعت الحصيلة بشكل مستمر. 

وأعلنت في بيان آخر أسماء الشهداء، وهم: محمد وائل غزاوي (26 عاما)، وطارق زياد مصطفى ناطور (27 عاما)، وزياد أمين الزرعيني (29 عاما)، وعبد الفتاح حسين خروشة (49 عاما)، ومعتصم ناصر صباغ (22 عاما)، ومحمد أحمد سليم خلوف (22 عاما).

واقتحمت قوات الاحتلال، مخيم جنين، وحاصرت منزلا في أطراف المخيم، واندلعت اشتباكات بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال الخاصة.

وبالتزامن مع اقتحام الاحتلال لمخيم جنين، اقتحمت مدينة نابلس وحاصر عمارة تقع بين مخيم عسكر القديم والجديد، واعتقل شابين.

وقال رئيس لجنة الخدمات الشعبية في المخيم، ماجد أبو كشك، إن “قوات إسرائيلية خاصة اقتحمت أطراف المخيم، وحاصرت منزل المواطن عبد الفتاح خروشة، في منطقة حي المعالي وسط إطلاق للنار”.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، بأن قوات الاحتلال اعتقلت كلا من محمد وخالد خروشة. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد زعمت بأنهما أبناء منفذ عملية حوارة.

وذكرت مصادر إسرائيلية أمنية أن “العملية في نابلس على علاقة بالاقتحام في مخيم جنين على خلفية عملية حوارة”. وزعمت وسائل إعلام إسرائيلية أن هدف اقتحام الاحتلال للمخيم هو اغتيال منفذ عملية حوارة.

وتسلل الاحتلال للمخيم عبر شاحنة نقل خاصة، وفق ما أشار إليه سكّان المخيم في فيديو تداولوه على منصات التواصل الاجتماعي. كما أسقط شبان، طائرتين مسيرتين للاحتلال، خلال الاقتحام، اعترف جيش الاحتلال لاحقا، بأنهما أُسقطتا.

وفي وقت سابق أمس، قالت كتيبة جنين في بيان، إنه “بعون الله وتوفيقه تتمكن قواتنا من استهداف قوات الاحتلال في المخيم بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجرة وتخوض اشتباكات عنيفة معها”.

وبعد أن افتُضح أمر قوة الاحتلال الخاصة المتسللة إلى المخيم، دفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى المخيم.

وأظهرت مقاطع فيديو مصورّة أن طائرة عسكرية للاحتلال الإسرائيلي تحلق فوق مخيم جنين.

وقالت كتيبة جنين إن “مجاهدينا يفجرون عددا من العبوات الناسفة بآليات الاحتلال بشكل مباشر ويحققون إصابات مباشرة”.

من ناحيته، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن قواته تمكنت من اغتيال عبد الفتاح خروشة 49 عاما المتهم بتنفيذ عملية حوارة جنوب نابلس، التي قُتل فيها مستوطنان قبل نحو 10 أيام.

وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي إصابة جنديين خلال تبادل لإطلاق النار في جنين. في المقابل قال حازم قاسم الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن عمليات الاغتيال والاعتقال ستزيد الفعل المقاوم في كافة مناطق الضفة الغربية.

إلى ذلك أكد أحمد المدلل عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي أن الاحتلال يحاول من خلال جريمته في جنين كسر الشعب الفلسطيني ومقاومته. ويأتي هذان الاقتحامان بعد ساعات من اقتحام مجموعات من المستوطنين باحات المسجد الأقصى صباح أمس تحت حماية جنود الاحتلال، وذلك تلبية لدعوات جماعات الهيكل المتطرفة.

وتقدم عضو الكنيست السابق، المتطرف يهودا غليك، مجموعة المستوطنين خلال اقتحامهم باحات الأقصى المبارك، في حين عززت قوات الاحتلال انتشارها العسكري في محيط المسجد وأزقة البلدة القديمة.

وأوضح شهود عيان أن المستوطنين أدوا طقوسا تلمودية بالمنطقة الشرقية من الأقصى، وتلقوا شروحا عن “الهيكل” المزعوم، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال.

كما اقتحم مستوطنون صباحا قرية كفل حارس في محافظة سلفيت بحماية جيش الاحتلال، ثم انسحبوا منها بعد أن أدوا قبل انسحابهم صلوات تلمودية في إحدى ساحات القرية خلال احتفالهم بما يسمى “عيد المساخر” اليهودي

وكالات