الذكاء الاصطناعي يسرق صوتك للاحتيال على أقاربك

يستخدم المحتالون للذكاء الاصطناعي لمحاكاة أصوات الأشخاص بدقة عالية من تسجيلات قصيرة.

حيث يتم استغلال الصوت المزيف للاحتيال على أقارب وأصدقاء هؤلاء الأشخاص عبر طلب المال بحجج اضطرارية.

في حين تستهدف العمليات المسنين بالأخص لأنهم أقل معرفة تقنية وأكثر ميلاً للوقوع كضحايا للاحتيال المالي.

من جهة أخرى وبحسب ما كشف تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست انتشار نوع جديد من الاحتيال القائم على الذكاء الاصطناعي في عدة بلدان.

ووفق ما جاء في التقرير، خسر العديد من الضحايا مبالغ بآلاف الدولارات بعد تعرضهم لعمليات احتيال أعقد من تلك التقليدية وتستغل العواطف والعجلة في التصرفات.

حيث تبدأ عملية الاحتيال بمكالمة هاتفية يستقبلها الضحايا (الذين عادة ما يكونون مسنين) ليسمعوا صوت ابن، أو حفيد، أو صديق، أو شخص مقرب منهم وهو يطلب منهم المساعدة الطارئة لأنه واقع في مأزق، في حين تتراوح الحجج بين طارئ صحي أو التعرض للاعتقال والحاجة لدفع كفالة مالية أو غيرها من الحجج.

 ويقدر أن الولايات المتحدة وحدها قد شهدت أكثر من 5000 ألف حالة احتيال تتضمن انتحال المحتالين لشخصية معينة عبر الهاتف خلال عام 2022.

واليوم يبدو أن هذا النوع من الاحتيال ينمو بسرعة بفضل الإتاحة الأوسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تسهل على المحتالين محاكاة أصوات الأشخاص بدقة عالية.

الجدير بالذكر أنه في السابق، كان الحصول على “تزييف عميق” لصوت أحد الأشخاص يحتاج للكثير من المحاولات بالإضافة إلى كم كبير من البيانات الأولية التي يتم تغذيتها للخوارزمية لتتدرب عليها. لكن في الأشهر الأخيرة ظهرت العديد من الخوارزميات التي تستطيع محاكاة الصوت بدقة كبيرة بالاستناد على مقاطع صوتية قصيرة جداً لا تزيد عن بضع دقائق، كما استعرضت عدة شركات منها مايكروسوفت خوارزميات ذكاء اصطناعي لا تحتاج سوى ثوانٍ فقط من الصوت المسجل لتتمكن من محاكاته بشكل يصعب كشفه.

وبالنظر إلى سهولة الوصول إلى عينات من أصوات الأشخاص اليوم، بات لدى المحتالين قدرة أكبر من أي وقت مضى لاستغلال انتحال الشخصية عبر الهاتف لغاياتهم، حيث بات من الكافي الحصول على رسالة مسجلة على واتساب أو فيديو قصير منشور على تيك توك أو حتى تسجيل مكالمة لشخص لمحاكاة صوته بجودة عالية لاحقاً.

كما المقلق أكثر ربما هو أن المحتالين لا يحتاجون إلى حواسيب قوية أو تطوير خوارزميات خاصة بهم لمحاكاة أصوات الضحايا حالياً، بل أن هناك خدمات تجارية متاحة اليوم مثل ElevenLabs تسمح لهم بمحاكاة الأصوات التي يريدونها بسهولة وباشتراكات تتراوح من الحصول على عينات مجانية أو دفع بضعة دولارات مقابل تحويل النصوص المكتوبة إلى أي أصوات يريدها المحتالون.

/ميناتِك/

اترك ردإلغاء الرد