معجزة وسط البؤس إنقاذ رجل بعد 60 ساعة تحت أنقاض زلزال تركيا
/ترجمة زائدة الدندشي-الرائد نيوز/
قالت الأمم المتحدة إن الوقت ينفد أمام الآلاف الذين يخشى أن يكونوا ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض، ومع سحب محمد من تحت أنقاض مبنى منهار في مدينة قهرمان مرعش في وسط تركيا، بدأت والدته وشقيقاته على الفور في البكاء والصراخ. لم يكن ذلك بسبب الحزن؛ إنه صوت الفرح بإنقاذه.
وعلى الرغم من قضاء 60 ساعة تحت الأنقاض، وفي درجات حرارة شديدة البرودة، دون ماء وطعام، تم العثور على محمد، 22 عامًا، حيًّا. تحدى الشاب كل الصعاب.
قال ابن عمه أمين، مبتسمًا ابتسامة عريضة: “اعتقدت أنني لن أراه مرة أخرى”. “لقد فقدنا كل أمل”.
يعمل رجال الانقاذ دون توقف لمدة 60 ساعة حول المبنى المكون من 10 طوابق حيث تسكن أسرته والذى انهار تمامًا.
والمبنى هو واحد من ما يقدر ب 6000 مبنى دمر كليًا أو تضرر بشدة من جراء الزلزال.
وكانت مدينة قهرمان مرعش في وسط تركيا بالقرب من مركز الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات، وهو أقوى زلزال شهده العالم منذ عام 2011، عندما هز اليابان زلزال بقوة 9.1 درجات وتسونامي أودى بحياة ما يقرب من 16000 شخص.
في مواجهة المبنى المنهار، تنتظر العائلات اليائسة في البرد، وقد أشعل بعضها النار لتدفئة نفسه خلال ساعات طويلة، متشبثين بالأمل في أن يكون أحد أحبائها لا يزال على قيد الحياة تحت الأنقاض.
يمثل محمد واحدة من العجائب القليلة جدًا التي تسلط الضوء على المأساة الأشد قتامة. ولكن هذا المشهد المبهج للقلب لشاب أُخرج حيًا من تحت الانقاض كان خاتمة انتظار لا يمكن تصورها.
“نحن ننتظر هنا منذ البداية،” تقول أُمُّهُ.
قبل العثور على محمد، أخبرنا أحد المنقذين أنهم يبحثون عن الجثث، ولكن لا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كان على قيد الحياة أم لا.
وحذرت الأمم المتحدة يوم الأربعاء من أن فرص العثور على أي شخص حي تزداد ضآلة بعد مرور أكثر من 60 ساعة على وقوع الكارثة. لكن الجو تغير جذريًا عندما طلب عمال الانقاذ من الناس تزويدهم بالماء.
وهمس أحد الأشخاص في الحشد قائلا: “إنها علامة على أن شخصًا ما على قيد الحياة”. وبدأ الناس في تمرير عشرات الزجاجات إلى رجال الإنقاذ. وسادت موجة من الأمل الحشد.
بدأت وجوه أخوات محمد تضيء. قالت إحدى الاخوات إنهن أبلغن أن شقيقهما لا يزال على قيد الحياة. وقد أقام المتطوعون ورجال الإنقاذ ممرًا من تحت الأنقاض إلى سيارة الإسعاف لتسهيل الطريق إلى النقالة.
وقد دل ذلك على بداية انتظار دام ساعتين، مشحونة برجاء زائف. تغير في إيقاع ضوضاء الرافعة، تحرك مفاجئ من أحد المنقذين؛ فسر كل شيء على أنه إطلاق وشيك لمحمد.
وفي مرحلة ما أغمي على والدته في أحضان بناتها، إذ غمرتها المشاعر. وأخيرًا، تحرر محمد من سجنه من الحجارة وصفق الحشد بشكل لا يمكن تفسيره. حتى إن الشاب، الذي وصل إلى مرأى عائلته، وجد القوة ليلوح لهم بيديه.
وبدأ الناس في معانقة بعضهم البعض، والصراخ، وإطلاق العنان لأصواتهم لدرجة أن عمال الإنقاذ اضطروا إلى الصراخ عليهم ليهدأوا.
لم ينته عملهم، وهم بحاجة إلى صمت تام لسماع أصوات الناجين المحتملين. وبالنسبة للعائلة أيضًا، لم ينته الانتظار.
فوالد محمد، نيفريز، البالغ من العمر 58 عامًا، فلا يزال تحت الأنقاض.
قالت الأم: “أنا سعيدة حقًا، لكنني أنتظر زوجي الآن”.

/ندى عطالله- ذا ناشونال نيوز/