احتدام “حرب التواقيع”…فهل يضبط نصرالله “الإيقاع”


من أدنى مستويات المسؤولية العامة إلى قمّة مستويات الانحطاط الرسمي، بلغ أهل السلطة الدرك الأسفل في الاقتتال والتناحر ليختتموا عام 2022 ويبدأوا عام 2023 بـ”حفلة” رقص فوق قبور الشغور على إيقاع قرقعة الشتائم وكيل الاتهامات والإهانات لبعضهم البعض، فتصدّرت نجومية “الحفلة” الأخيرة عشية رأس السنة “بهدلة نجوم الظهر” من رئيس مجلس النواب نبيه بري للرئيس السابق ميشال عون، لتليها مساءً “وصلة شرشحة” من رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

وعلى هذه الحال، تتواصل مؤشرات الانحلال والتخبط في الدولة تحت وطأة استعار تقاذف الحمم “الجهنّمية” بين أركان الحكم لتشمل خلال الساعات الأخيرة أكثر من جبهة، بدءاً من “الاحتكاك الكهربائي” بين وزارتي الطاقة والمالية، مروراً بتجدّد التراشق الإعلامي بين عين التينة والرابية، وصولاً إلى احتدام “حرب التواقيع” الوزارية بين السراي وميرنا الشالوحي.

وأوضح مصدر وزاري معني لـ”نداء الوطن” أنّ أصل المشكلة يعود إلى رفض وزير الدفاع التوقيع إلى جانب توقيع كل من وزيري المالية والداخلية على نصّ المرسوم المرسل إليه من أمانة مجلس الوزراء والمتعلق بالمساعدات العسكرية، فأعاد إرسال نسخة أخرى من المرسوم مذيلة بتوقيعه من ضمن خانات مخصصة لتواقيع الـ24 وزيراً في حكومة تصريف الأعمال، فبادر رئيس حكومة تصريف الأعمال إلى اجتزاء توقيع سليم على هذه النسخة باعتباره يختزن موافقته على المرسوم، وأضاف إليه توقيع رئيس مجلس الوزراء إلى جانب توقيعي وزيري الداخلية والمالية تمهيداً لإصدار المرسوم بصيغته النهائية بعد شطب أسماء الوزراء الآخرين الذين أوردهم وزير الدفاع في نسخته من المرسوم، الأمر الذي اعتبره الأخير و”التيار” الذي ينتمي إليه “تزويراً” في استخدام توقيعه.

في الغضون، يترقب المراقبون إطلالة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله مساء اليوم لتبيان ما إذا كان سيقارب الموقف من الإشكالية الحكومية، لا سيما وأنّ أوساطاً مواكبة للاتصالات الجارية على هذا الخط أكدت لـ”نداء الوطن” أنّ نصرالله يسعى إلى لعب دور “ضابط الإيقاع” في الخلاف بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، موضحةً أنّ بعد الإشكال الذي حصل إثر انعقاد مجلس الوزراء أعاد “حزب الله” إخضاع الملف الحكومي لـ”لعبة التوازنات الطائفية والميثاقية بغية فرملة الاحتقان المتصاعد مع “التيار الوطني الحر” عبر إعادة التشديد على تفضيله عدم انعقاد الحكومة مجدداً إلا في حالة الضرورة القاهرة”

اترك ردإلغاء الرد