بي بي سي “أخفقت في مراعاة معاييرها التحريرية”

خلص تحقيق أجرته هيئة تنظيم الاتصالات البريطانية “أوفكوم” إلى أن هناك “إخفاقات تحريرية معتبرة” في تقرير بي بي سي عن هجوم معاد للسامية استهدف عددا من الطلاب اليهود في لندن.

ولاحظت الهيئة، وهي جهة مراقبة الإعلام، أن بي بي سي أخفقت في مراعاة معاييرها التحريرية بشأن الحياد والدقة الواجبين في مقال نُشر على الإنترنت عام 2021.

وكانت أخبار أخرى لبي بي سي لندن قد بُثت عن نفس الموضوع، لكنها لم تنتهك قواعد الحيادية أو الدقة.

وعلى الرغم من ذلك قالت أوفكوم إن بي بي سي أساءت بدرجة كبيرة التقدير في تحريرها للأخبار التي نشرتها عن الحادث.

وكان الحادث قد وقع في 29 تشرين الثاني عام 2021، عندما تعرضت مجموعة من الطلاب اليهود لهجوم معاد للسامية على متن حافلة خاصة في شارع أكسفورد، في العاصمة لندن، أثناء احتفالهم بعيد حانوكا (عيد الأنوار) اليهودي. عبارة محل خلاف
وكانت بي بي سي قد ذكرت في تغطيتها أنه سُمع لفظ مسيء للمسلمين من داخل الحافلة، بيد أنه بعد التغطية الصحفية لبي بي سي، في 2 كانون الأول، قدم نواب يهود بريطانيون والحاخام الأكبر وعدد كبير من الجماعات والأفراد، شكوى إلى بي بي سي بشأن دقة ونزاهة تقريرها.

وقال مجلس المندوبين اليهود في بريطانيا “إن حكم أوفكوم بشأن سلوك بي بي سي فيما يتعلق بالهجوم المعادي للسامية في شارع أوكسفورد أوضح أن بي بي سي أخفقت في مراعاة إرشاداتها التحريرية بشأن الحياد الواجب والدقة الواجبة”، ووصفوا الأمر بـ “سوء تقدير تحريري جسيم” من جانب الهيئة.

وأضافوا: “هذا الحكم، استجابة لشكوى مكتوبة من المجلس، يؤكد قلقنا الكبير بشأن سلوك بي بي سي في هذه القضية. سننظر الآن فيما إذا كنا سنحيل القضية إلى مراجعة قضائية”.

وقالت أوفكوم في بيان: “كشف تحقيقنا وجود إخفاق تحريري فادح في تقرير بي بي سي عن هجوم معاد للسامية استهدف عددا من الطلاب اليهود كانوا على متن حافلة في لندن”.

وأضافت الهيئة: “زعم تقرير بي بي سي أن تسجيلا صوتيا جرى تسجيله أثناء الحادث تضمن إساءات معادية للمسلمين، وتغيرت الصيغة في وقت لاحق إلى (إساءة) بصيغة المفرد، جاءت من داخل الحافلة. وبعد ذلك بوقت قصير، حصلت على أدلة تعترض على هذا التفسير الصوتي”.

ولاحظت أوفكوم أن بي بي سي حصلت على أدلة تدعم تفسيرا بديلا بأن الكلمات التي سمعتها كانت في الواقع عبارة باللغة العبرية، تعني “اتصل بشخص ما، هذا أمر عاجل”.

100 عام على نشأة بي بي سي
مقابلة قديمة مع الأميرة ديانا تطيح بمدير بي بي سي السابق من منصبه.


وأضاف البيان: “أخفقت بي بي سي في الإقرار على الفور بأن الصوت كان محل خلاف، ولم تقم بتحديث مقالها الإخباري على الإنترنت ليعكس ذلك على مدار ثمانية أسابيع تقريبا. وخلال هذا الوقت كانت بي بي سي على علم بأن محتوى المقال يسبب إزعاجا وقلقا كبيرين لضحايا الهجوم والجالية اليهودية الأكبر”.

وقال بيان أوفكوم: “كان هذا، في رأينا، إخفاقا كبيرا في مراعاة المعايير التحريرية في كتابة التقارير الإخبارية بالدقة الواجبة والحيادية الواجبة”.

وقال متحدث باسم بي بي سي: “على الرغم من أن أوفكوم خلصت إلى أن تقاريرنا لا تنتهك قانون البث، قضت وحدة الشكاوى التنفيذية في بي بي سي في كانون الثاني هذا العام أنه كان من الممكن اتخاذ خطوات إضافية في وقت مبكر للاعتراف بوجهات النظر المختلفة بشأن ما يمكن سماعه في التسجيل الصوتي للهجوم، واعتذرت بي بي سي وقتها عن عدم التحرك بصورة عاجلة لتسليط الضوء على الاعتراض على محتوى التسجيل”.

وبموجب ميثاق واتفاقية بي بي سي، الذي حددته الحكومة، تعد الهيئة مسؤولة عن المعايير التحريرية لموادها على الإنترنت.

ويمكن لهيئة أوفكوم النظر وإبداء الرأي، بما في ذلك أي توصيات تراها مناسبة فيما يتعلق بالمواد المنشورة على الإنترنت، لكنها لم ترصد انتهاك بي بي سي لقانون البث.

وقالت أوفكوم، فيما يتعلق بالبث التلفزيوني، إنه على الرغم من أن التقرير لم ينتهك القواعد، فإن “بي بي سي أخطأت بشدة في الحكم التحريري بعدم نشرها على الهواء أن الادعاء الذي قدمته بشأن الإساءات المعادية للمسلمين كانت محل خلاف، عندما ظهرت أدلة جديدة”.

خطوات إضافية
وقالت أوفكوم إن “إخفاق بي بي سي في الاستجابة بسرعة وشفافية خلق انطباعا لدى الجالية اليهودية بأن بي بي سي تتبنى موقفا دفاعيا”.

وأضافت أن بي بي سي يتعين عليها “اتخاذ خطوات إضافية في معرفة كيفية الاستجابة عندما تكون تقاريرها محل خلاف”.

وقال متحدث باسم الحملة ضد معاداة السامية: “بعد مرور عام تقريبا على التغطية المسيئة من جانب بي بي سي للحادثة المعادية للسامية في شارع أكسفورد، رأى مكتب أوفكوم أن كل مشاهد وقارئ لتغطية بي بي سي رفض قبول التغطية إلا بي بي سي نفسها، بل أضاف تقريرها إساءة إلى جانب الضرر الذي لحق بالضحايا والجالية اليهودية، فضلا عن الإخفاق الشديد في تلبية أبسط معايير التحرير”.

وأضاف: “قرار أوفكوم اليوم يتبنى خطوة للتراجع عن تلك الإساءة”.

وقال المتحدث: “للأسف، مماطلة بي بي سي هي بالضبط ما يتوقعه اليهود البريطانيون من هيئتنا الإذاعية العامة”.

/بي بي سي العربية /

اترك ردإلغاء الرد